قوات حدودية بولندية (أرشيفية)
(سكاي نيوز عربية) – مع سقوط الصواريخ الأوكرانية على بولندا، تجدد حديث روسيا عن خطة بولندية لتقسيم أوكرانيا، حيث بدأت وارسو مرحلتها الأولى بإدخال كتيبة من النساء للقتال بجانب المرتزقة الأجانب في كييف، وفق تقارير بولندية وغربية.
ووفق تقارير وخبراء روس تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن بولندا تقوم بتنفيذ خطة للسيطرة على غرب أوكرانيا وتقسيم البلاد كمحاولة لتكرار الصفقة التاريخية مع الغرب بعد الحرب العالمية الأولى.
ملامح الخطة البولندية:
وتحدثت وسائل إعلام غربية وبولندية، على مدار الأيام الماضية، عن أن وارسو أطلقت خطة لاستعادة “أراضيها التاريخية” من أوكرانيا.
ووفق صحيفة “زينيك” البولندية، في تقرير مؤخرا، فإنّ وارسو بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة التي تتضمن:
إدخال كتيبة من البولنديات لأوكرانيا كمرتزقة.
نحو 1800 متطوع بولندي يقاتلون حالياً بأوكرانيا.
وارسو ستشارك جيرانها في بعض أراضي.
المرتزقة البولنديون يتمركزون على طول خط المواجهة بأكمله.
المقاتلون البولنديون يتواجدون بجميع الوحدات الرئيسة تقريباً بالجيش الأوكراني.
تحركات بولندية سبقت الخطة:
وتتهم روسيا بولندا بمحاولة “ضم ناعم” للأراضي الأوكرانية، بعد توقيعهما في أغسطس الماضي، اتفاقا يقضي بتسهيل عمليات عبور شحنات الحبوب عبر نقاط التفتيش الحدودية المشتركة بين البلدين.
وانحازت بولندا لأوكرانيا وزودتها بأسلحة قيمتها 1,6 مليار دولار ضد الهجوم الروسي، كما عززت قدراتها اللوجستية والأمنية لمقاطعة روسيا ومن أبرز تحركاتها:
طالبت موسكو بـدفع تعويضات مالية مقابل خسائرها بالحرب العالمية الثانية في عام 1939.
دشنت قناة تتيح لها الوصول لبحر البلطيق دون المرور بالمياه الإقليمية الروسية في سبتمبر الماضي.
عقدت صفقات أسلحة مع كوريا الجنوبية بقيمة 13.7 مليار دولار ضمنها شراء 48 مقاتلة.
افتتاح خط أنابيب للغاز مع سلوفاكيا بهدف تعويض نقص الإمدادات الروسية وتعزيز أمن الطاقة.
توسيع قدراتها العسكرية وزيادة إنفاقها الدفاعي من 2 بالمئة إلى 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي اعتبارا من عام 2023.
طلبت هذا العام 1000 دبابة من طراز كيه 2 و600 مدفع هاوتزر من طراز كيه 9 بينما تعتزم البدء في 2026 في إنتاج دبابات كيه 2 الخاصة بها.
وقعت مع أوكرانيا، في يونيو الماضي، اتفاقية لتصنيع السلاح والمعدات العسكرية.
ووفق السياسي الأوكراني المعارض إيليا كيفا، في تصريحات سابقة فإنه “سيتم ضمّ جزء من الأراضي الأوكرانية إلى دولة بولندا قريباً”، مؤكدا أن “العمل بدأ من أجل إنشاء خطّ الدفاع عن غربيّ أوكرانيا.”
وقالت موسكو، يوم الإثنين، إن السلطات البولندية والاتحاد الأوروبي أعلنا:
السيطرة على شركة “يوروبول غاز” التابعة لشركة غازبروم المملوكة لروسيا، ووضعها تحت إدارتها، وفق وزير التنمية البولندي فالديمار بودا.
الاتحاد الأوروبي يطلق مهمة تدريبية عالية المستوى لتدريب نحو 15 ألفاً من القوات الأوكرانية في بولندا.
وفي أبريل الماضي، كشفت الخارجية الروسية عن أن لدى بولندا خططاً للتوسع في أوكرانيا، فيما نشر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق خريطة لتقسيم أوكرانيا عبر خطة وضعتها بولندا ودولتان أوروبيتان.
أما المخابرات الروسية فكشفت في يونيو الماضي أن خطة بولندا هي:
تم مناقشتها مع واشنطن وتضمن تثبيت سيطرة بولندا على ممتلكاتها التاريخية في أوكرانيا.
المرحلة الأولى تبدأ بدخول القوات البولندية إلى المناطق الغربية من أوكرانيا تحت شعار التصدي للهجوم الروسي.
نشر ما يسمى بوحدة حفظ السلام بغرب أوكرانيا.
المهام القتالية لقواتها السيطرة على المنشآت الاستراتيجية بغرب أوكرانيا من يد الحرس الوطني الأوكراني.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن، في 10 أكتوبر الماضي، أن نظامه قام بتنسيق خطوات مشتركة مع رئيس بولندا أندريه دودا لمواجهة روسيا بعد الضربات الأخيرة على كييف.
وفي 9 نوفمبر الجاري، تحدث عضو المجلس الإداري في منطقة زاباروجيا فلاديمير روغوف، عن انتشار عسكريين من الجيش النظامي البولندي وشركات عسكرية بولندية خاصة على خط التماس الأعمال القتالية بمنطقة خاركيف ودونباس.
ماذا يقول الخبراء؟
ويقول ديمتري نوفيكوف، النائب الأوّل لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، إن ” أي غزو بولندي لأوكرانيا سيكون مخالفاً للقانون الدولي، حتى لو تمّ الإعلان عنه كمهمة لحفظ السلام”.
أما المحلل السياسي الروسي فيكتور شوغالي، فأكد أن الاتفاقات الجديدة بين وارسو وكييف هي “ضم ناعم” من بولندا للأراضي الغربية لأوكرانيا.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “وارسو تريد السيطرة على 5 مناطق أوكرانية، كما تعتزم الاستفادة إلى حد بعيد من النزاع بزيادة نفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي في غرب أوكرانيا”.
ومن جهته اعتبر الخبير الروسي فلاديمير إيغور، أن لبولندا أطماعاً تاريخية في أوكرانيا، مضيفا لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه:
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، احتلت بولندا أوكرانيا الغربية وغرب بيلاروسيا.
قتل البولنديون أكثر من 3 آلاف مدني في مدينة تيتييف، كما ذبح الآلاف من جنود الجيش الأحمر الأسرى في المعسكرات البولندية.
البولنديون استولوا على فيلنيوس والمنطقة المجاورة لها، أي ثلث أراضي جمهورية ليتوانيا، التي أعادها الاتحاد السوفياتي إلى ليتوانيا بعد الحرب.
بولندا تعتبر أراضي أوكرانيا مستعمرة لها، كما أنها مستعدة للاستفادة من “بقايا الطعام” من كعكة الأزمة الأوكرانية.