وزيرا خارجية روسيا وأميركا
(سكاي نيوز عربية) – أكد الكرملين، مساء الإثنين، إجراء محادثات روسية أميركية في إسطنبول، بالتزامن مع تصريحات واشنطن حول دفع أوكرانيا للتفاوض مجددًا منعًا لتصعيد الأمور.
في وقت سابق، كشفت صحيفة “كوميرسانت” الروسية عن وصول مدير المخابرات الروسية الخارجية سيرغي ناريشكين، إلى العاصمة التركية التي برزت كوسيط رئيسي خلال الأزمة الأوكرانية؛ وفي أواخر مارس، استضافت محادثات بين روسيا وأوكرانيا.
من جانب واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية سيحذر نظيره الروسي من عواقب استخدام أسلحة نووية خلال لقائهما في أنقرة.
ماذا تغيَّر؟
أعلنت موسكو بشكل مباشر خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفي الأميركية للكونغرس، عدم وجود أي مشاكل أمام التفاوض والحوار بشرط إثبات أوكرانيا حسن النوايا.
ومع التأكيدات الروسية على الانفتاح على أميركا، أكد الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب” بموسكو ديميتري بريجع أن الإدارة الأميركية أمامها العديد من العثرات في الملف الأوكراني.
الوضع الداخلي الأميركي لا يسمح لبايدن بإطالة أمد المعارك في أوكرانيا واستمرار الدعم لكييف.
نتائج انتخابات الكونغرس رغم عدم فوز الجمهوريين بشكل كافٍ تضغط على بايدن لفتح سيناريوهات مختلفة مع موسكو بدلًا من الصدام المباشر.
أوضح ديميتري بريجع أن الولايات المتحدة كانت تتجنب التفاوض الفترات الماضية بشكل مباشر مع روسيا لعدة أسباب، أبرزها:
إطالة أمد العملية العسكرية والنزاع لاستنزاف روسيا، لكن ما حدث كان استنزافًا للجميع، والدليل مؤشرات الاقتصاد الأميركي.
استنزاف أوروبا أيضًا من خلال الانغماس في الأزمة الأوكرانية بشكل أكثر، لكن ما حدث هو أن هناك انقسامًا أوروبيًّا واضحًا حتى الآن حول الأزمة وطرق التعاطي معها.
عن إجبار كييف، قال الأكاديمي المختص بالشؤون الدولية من كييف، محمد البابا، خلال تصريحات سابقة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الجانب الأوكراني لا يزال على موقفه، وهو أنه قبل خروج الجيش الروسي من الأراضي الأوكرانية لن يتم أي تفاوض”.
التكتيكات على الأرض
في تلك الزاوية، يقول آصف ملحم، مدير مركز “JSM” للدراسات ومقره موسكو، إن التحركات على الأرض متفق عليها، فانسحاب القوات الروسية من الضفة الغربية لنهر خيرسون هو خطوة متفق عليها بين جميع الأطراف، أي هي مُجرَّد تكتيك عسكري لا أكثر.
وأشار ملحم، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن القوات الروسية انسحبت ودخلت محلها القوات الأوكرانية دون أي اشتباكات بين الطرفين.
كما أن الحديث عن إمكانية انسحاب القوات الروسية من خيرسون بدأ منذ عدة أسابيع؛ خاصة بعد تصريح الجنرال سورافيكين في أكتوبر الماضي عن “قرارات صعبة في خيرسون”.
وأكد أن الجميع يبحث عن تسوية لهذا الصراع، خاصة الأطراف الغربية؛ فالعقوبات على روسيا انعكست على الغرب نفسه، كما أن محاولات استنزاف روسيا أدت إلى استنزاف أوكرانيا وأوروبا أيضا، لكن لا أحد يعلم الآلية والكيفية اللازمتين للتسوية.
لا يمكن بحالٍ مِن الأحوال وصف دخول القوات الأوكرانية إلى خيرسون بالنصر، كما أنه لا يمكن وصف انسحاب القوات الروسية من خيرسون بالخسارة، لكن روسيا بهذه الخطوة:
أرسلت رسالة واضحة إلى كل المجتمع الدولي بأنها مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة من أجل السلام.
يجري الآن في روسيا إعادة تقييم لخارطة تحالفاتها؛ إذ إنه لم ينضج حتى الآن موقف الكثير من اللاعبين الدوليين، كالعالم العربي وتركيا والصين والهند وباكستان وإيران.
حتى الآن لم يتضح البديل الذي قدمه زيلينسكي لروسيا مقابل الانسحاب الروسي في خيرسون، لكن وفق ما تم تسريبه من معلومات أن هناك مسودة اتفاق قدمها زيلينسكي إلى واشنطن بتاريخ 12 نوفمبر الجاري.
ويقول ملحم إنه من المؤكد أنه لا توجد تحولات استراتيجية في تسوية الأزمة الأوكرانية؛ وهذا ما يشهد عليه غياب الرئيس بوتن عن قمة العشرين في إندونيسيا.