هذا البيشمركه بدأ حياته النضالية مبكراً على يد والده الشهيد إدريس بارزاني الذي كان مفعماً بروح الكوردايتي والتسامح، والذي تجمعت فيه كل الكوردستانيين. وأتقن لغة وفنون السياسية الحقيقية من عمه البيشمركه والرئيس مسعود بارزاني الذي مارس السياسة في ضوء علاقة الأماني والرغبات القابلة للتطبيق والحقائق الثابتة بالظروف الوقتية والواقعية التي تساعد على التغيير في إطارٍ الممكن. وخلال رئاسته لحكومة ورئاسة الإقليم تفادى الصراع وصنع واقعاً سياسياً غير مسبوق في العراق وعموم المنطقة، ومارس السياسات العقلانية الواقعية وهو يمزج بين رجاحة العقل وخصوبة الفكر وقوة التصميم والإرادة وتمحيص الأمور بوعي وبصيرة.
منتصر، يصرّ على أن يتفوق في كل مكان وزمان، وخلال لقائه بالإعلاميين في مستشفى (شار) في السليمانية الجريحة، وبعد المشاركة في مراسم العزاء المقام على أرواح ضحايا الإنفجار والإطلاع عن كثب على أحوال الجرحى الراقدين في المستشفى، أسهب في التعبير عن تعازيه ومواساته ومشاطرة أحزان السليمانيين خصوصاً والكوردستانيين عموماً، ولم يخفِ حزنه الشديد تجاه ما حصل للعائلة الكريمة.
كما أعلن، برؤيته الثاقبة المستندة إلى فكره الاستراتيجي الخصب ووعيه التاريخي العميق، عن دعم بلا حدود لتوحيد خطاب وموقف القوى الوطنية وحرق كل الاختلافات، والميل للحلول الوسطى لتجسير الهوة الفاصلة بين الأحزاب الكوردستانية بشأن موعد وقانون الإنتخابات التشريعية المقبلة في الإقليم وخدمة التطلعات الكبرى، وإضافة أنتصار آخر الى سجل تجربته السياسية المديدة عبر قراءة الواقع وتوازناته العميقة، مصحوباً بالإمكانيات وقوة التصميم والإرادة التي تدخل في صنف الواقعية الخلاقة، قائلآً: (سنفتح صفحة جديدة وندشن حواراً، ونزور الأحزاب، وستكون هناك محاولات جادة لحل الخلافات كافة بالحوار وعلى طاولة الحوار.) وقال : (الشرط الوحيد لنجاحنا هو وحدة الكلمة. ويجب أن تكون مصالح إقليم كوردستان فوق كل الاعتبارات الحزبية وفوق كل شيء آخر).