التناقضات الصارخة جدا في هذه التصريحات والتي تلفت النظر أکثر في إستمرارها، مع ملاحظة إنها تثير السخرية والتهکم من جانب المراقبين والمحللين السياسيين المختصين بالشأن الايراني لأنها تعتبر بمثابة إستغفال لعقول الناس وسعي مفضوح وخائب من أجل التغطية على حقيقة وواقع مر يعاني منه النظام الايراني، خصوصا وإن الترکيز على نظرية المٶامرة والإيحاء بأن من يتظاهر هو عميل وخائن وإظهار النظام الغارق في الظلم والفساد وکأنه ملاك يسعى الشعب للنيل منه والتطاول عليه، هذا لوحده يکشف الى أي مستوى قد تدنى هذا النظام من أجل المحافظة على نفسه من السقوط.
صحيح إن النظم الديکتاتورية عندما تواجه خطرا جديا يهدد وجودها وکينونتها فإنها تلجأ لشتى الاساليب من أجل المحافظة على نفسها لکنها وفي نفس الوقت تسعى بصورة وأخرى وبهدف إمتصاص قوة الحالة الشعبية الغاضبة ضدها الى الاعتراف بأخطاء بل وحتى تقديم کبش أو حتى أکباش فداء من أجل مصلحة النظام، لکن النظام الايراني يبدو کحالة شاذة بهذا الخصوص، فهو ليس يصر على عدم الاعتراف بأخطائه ومن إنه سبب الاوضاع السلبية التي يعاني من جرائها الشعب، بل إنه يقوم بکل مافي وسعه لإظهار المحتجين المتظاهرين ضده وکأن الخطأ فيهم ومن إنهم سبب البلاء!!
هذا النظام الذي سعى بکل الطرق والاساليب من أجل تهدئة الاوضاع وإخماد الانتفاضة حتى وصلت به السماجة والاسفاف الى حد أن يقوم بمطالبة الشعب بأن لايتواصلوا مع منظمة مجاهدي خلق! وهو بهذا يعترف بعظمة لسانه وبصورة واضحة بأن الشعب قد صار في الجبهة التي تقف فيها هذه المنظمة ضد النظام، إذ أن کلمة”التواصل”التي ذکرها النظام لاتعني إلا أن الشعب قد فك إرتباطه بالنظام وأصبح الى جانب المنظمة وإن أبسط دليل على ذلك هو إستمرار الانتفاضة ذلك إن مجاهدي خلق ومن خلال أدبياتها وبياناتها تدعو بإصرار الى إستمرار عملية الصراع والمواجهة ضد النظام بلا هوادة حتى إسقاطه وتغييره.