الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتيوسف أبو الفوز: في رابطة الأنصار بستوكهولم

يوسف أبو الفوز: في رابطة الأنصار بستوكهولم

متابعة ــ الصباح
نشر في ثقافية الصباح البغدادية ليوم الاحد 27 تشرين الثاني
مؤخرا ضيفت ، رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد، وبالتنسيق مع مؤسسة FOLK

السويدية، في مقر جمعية الفولك في منطقة
شارهولمن، الكاتب يوسف أبو الفوز القادم من
فنلندا، في أمسية ثقافية، ادارها الإعلامي محمد
الكحط الذي قدم نبذة من سيرة الكاتب الادبية.
وشكر الكاتب ابو الفوز، الحاضرين الذين رغم
سوء الأحوال الجوية والعاصفة الثلجية التي
عطلت حركت المواصلات اصروا على حضور
الأمسية والمشاركة فيها، واعتبر أبو الفوز
الأمسية من أصعب وأسهل امسياته، فهو يتحدث
بحضور من هم شهود ومعاصرين لتجربته
الإنسانية والأدبية.
وبين ان مسيرة أي مواطن عراقي، ترتبط
بالتحولات والتطورات السياسية في البلاد، وهو
كعراقي وكاتب لا يختلف عن ذلك، فالأوضاع
السياسية تركت بصماتها على مجمل مسيرته الأدبية.
استعرض المحتفى به اهم اول اصداراته مشيرا الى انه تناول فيها القمع السياسي وتأثيره على حياة
المواطن العراقي، وبين ان بطله القصصي خلالها كان الانسان العراقي التواق للحرية والمناضل لأجل
حرية التعبير والمدافع عن رأيه المختلف. ثم تناول فترة التحاقه بحركة الكفاح المسلح للأنصار
الشيوعيين، التي امتدت حوالي ثمان سنوات، واعتبرها من اهم الفترات في حياته، حيث كان الأنصار
الشيوعيون يقاتلون على عدة جبهات، اذ كانوا يواجهون نظاما فاشيا قمعيا بكل جبروته القمعي
والعسكري، ومن جانب اخر يصارعون الطبيعة بقسوتها الى جانب الصراع الفكري المحتدم في صفوف
الحركة والحزب السياسي الذي يقود الحركة، فترك ذلك كله تأثيرات مهمة على تجربته الإنسانية
والادبية. واستعرض اهم اصداراته عن هذه المرحلة. ثم تحدث الكاتب عن مرحلة المنفى والتشرد ، التي
تنقل فيها بين بلدان عدة ، وتعرض فيها للحجز والسجن عدة مرات لعدم امتلاكه جواز سفر حقيقيا، حتى
اللجوء الى فنلندا عام 1995 ، حيث بدأت مرحلة الاستقرار التي وفرت له فرصة لمراجعة تجربته
الأدبية والحياتية ، فاصدر مجموعته القصصية (طائر الدهشة ) التي ترجمها الدكتور ماركو يونتنين الى
اللغة الفنلندية عام 2000 ، وحيث بدأ بعدها في الاهتمام بالكتابة الروائية، فاصدر عدة روايات التي كان
الانسان العراقي المهاجر واللاجئ هو بطلها الأساسي ، وبرزت الى جانب ذلك موضوعات مثل الهوية
والانتماء والمجتمع المتعدد الثقافات، حيث أصبحت من اهم المحاور في رواياته. وتحدث عن روايته
(جريمة لم تكتبها اجاثا كريستي) التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2020 ، والتي كتبت
على خلفية موجة هجرة الشباب العراقي الى أوروبا للاعوام 2015 ـ 2017 ، كرد فعل على سياسات
حكومات الإسلام السياسي التي سلبتهم وطنهم وحريتهم وحق الحياة الكريمة، وتتابع الرواية رحلة الشباب
نحو المهجر الأوربي وفنلندا تحديدا، وحياتهم هناك وتأثير هذه الهجرة على المجتمع الفنلندي ونشاط
الجماعات العنصرية .
وركز أبو الفوز على روايته (مواسم الانتظار) التي صدرت عن المدى 2022 ، والتي تتناول واقع
وهموم المجتمع العراقي في ظل حقب حكم حزب البعث الشوفيني، من فترة الاربعينات حتى نهاية
سبعينات القرن الماضي بما في ذلك فترة تجربة (الجبهة الوطنية والتقدمية) وما تبعها من حملة إرهابية
بوليسية عانى منها أبناء الشعب العراقي. وبين الكاتب أبو الفوز بحكم كون الرواية شكل من البحث

الأنثروبولوجي فأنه معني بالإنسان العراقي وما يعانيه بسبب من انعكاس الأوضاع السياسية عليه وهكذا
سنتعرف في صفحات الرواية على مختلف الشخصيات وبمختلف المواقف والرؤى، لتعكس قصة جيل
الكاتب وهمومه ومعاناته خلال تلك الفترة العصيبة.
وأشار أبو الفوز الى ان الرواية ذهبت أيضا الى صحراء السماوة لتغطي حياة مجموعة من الصعاليك
وقطاع الطرق، واجتهدت من خلال ذلك لعكس علاقة بدو الصحراء بسجن نقرة السلمان الرهيب الذي
غيب خيرة أبناء الشعب العراقي من المناضلين، وتفترض الرواية أيضا زيارة للكاتبة البريطانية أجاثا
كريستي لأثار الوركاء ومدينة السماوة، وتتابع الزيارة وتورد تفاصيل مثيرة عنها وانطباعاتها عن الشعب
العراقي.
وبين الكاتب أبو الفوز بأنه وفاء لمدينته السماوة وتاريخها النضالي، حاول عكس تاريخ المدينة واهم
الاحداث التي حصلت فيها وأبرز مناضليها وشهدائها، فخصص صفحات لانتفاضة السماوة حين استقبلت
قطار الموت عام 1963، وفي هذا عمد الى الاستناد الى روايات سمعها من اسرته وسكان المدينة. وأكد
الكاتب بأنه عموما يلجأ الى بناء شخصياته الروائية معتمدا مخيلته الروائية، التي تستند الى واقع عاشه
وأبناء وطنه، من جيله والاجيال التي سبقته، لذا فهو لبناء شخصياته معني بهذا الواقع كثيرا، فحرص
على ان تحمل شخصياته ملامح من ناس عرفهم وعايشهم،
يحملون هموم وتطلعات ومعاناة أبناء العراق. ثم قدم العديد من الحاضرين في الامسية الذي عاصروا
الكاتب مداخلات عن معرفتهم بالكاتب ونشاطاته، وجرى نقاش حيوي شيق في العديد من الموضوعات
حول الادب وتجربة الكتاب وهموم الكتابة، فكانت الأسئلة الذكية مفاتيح ذهبية للتجوال في درابين وهموم
الادب واثارت نقاشا ثريا مفعما بروح التنوير، وفي الختام وقع الكتاب بعض اصداراته وقدمها هدية
لرابطة الأنصار.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular