أعلنت موسكو، السبت، 3 ديسمبر/كانون الأول 2022، رفضها لأي سقف سعر قد يُفرض على نفطها، فيما ادّعت لندن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يبحث عن مفاوضات سلام مع أوكرانيا، بهدف كسب الوقت لإعادة تجهيز قواته لهجوم أكبر.
ونقلت وكالات أنباء رسمية عن الكرملين قوله، السبت، إن روسيا “لن تقبل” فرض مجموعة السبع وحلفائها حداً أقصى لسعر النفط الروسي.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن موسكو استعدت لفرض الحد الأقصى للسعر، وأن موسكو ستعلن لاحقاً كيف ستردّ.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، في مقابلة مع صحيفة Telegraph البريطانية، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يستغل محادثات السلام مع أوكرانيا لإعادة تجهيز قواته لشنّ هجوم آخر.
ونقلت الصحيفة عن كليفرلي قوله إن ثمة احتمالاً لـ”أن يستغل بوتين وقف إطلاق النار لتدريب مزيد من القوات، وإنتاج مزيد من الذخيرة، وإعادة تجهيز وتسليح قواته المسلحة بعد الأضرار التي لحقت بها”.
سقف السعر للنفط الروسي
واتفق تحالف من الدول الغربية، بقيادة دول مجموعة السبع، الجمعة، على وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل، بهدف الحد من إيرادات موسكو ومن قدرتها على تمويل غزوها لأوكرانيا.
وقالت روسيا مراراً إنها لن تزوّد الدول التي ستطبق هذا السقف بالنفط، وهو الموقف الذي أكده ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، من جديد في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم السبت.
وقال أوليانوف “اعتباراً من العام الحالي، ستعيش أوروبا بدون النفط الروسي”.
وسيسمح وضع حد أقصى للأسعار للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمواصلة استيراد النفط الخام الروسي المنقول بحراً، لكنه سيمنع شركات الشحن والتأمين وإعادة التأمين من التعامل مع شحنات الخام الروسي في جميع أنحاء العالم ما لم يتم بيعها بأقل من الحد الأقصى للسعر، وهو 60 دولاراً. وربما يؤدي ذلك إلى تعقيدات تواجه شحن الخام الروسي المسعّر فوق الحد الأقصى حتى إلى الدول التي ليست جزءاً من هذا الاتفاق.
وجرى تداول خام الأورال الروسي عند حوالي 67 دولاراً للبرميل الجمعة.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إن وضع حد أقصى سيفيد بشكل خاص البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، التي تحمّلت وطأة ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
وأضافت يلين في بيان “مع انكماش اقتصاد روسيا بالفعل وعدم توفر موارد كافية لميزانيتها على نحو متزايد، فإن وضع حد أقصى للسعر سيقلّص على الفور أهم مصادر دخل (الرئيس فلاديمير) بوتين”.
وانتقدت سفارة روسيا في الولايات المتحدة في تعليق على تليغرام ما قالت إنه تحرك غربي “خطير”، وقالت إن موسكو ستواصل البحث عن مشترين لنفطها.
وتابعت “مثل هذه الخطوات ستؤدي حتماً إلى زيادة عدم اليقين وفرض تكاليف أعلى على مستهلكي المواد الخام”.
وأضافت “بغضّ النظر عن العبث حالياً بهذه الوسيلة الخطيرة وغير المشروعة، نحن على ثقة بأن الطلب على النفط الروسي سيستمر”.