كشفت بروفيسورة في إحدى جامعات السويد أنها تمكنت إنقاذ طالبها العراقي قبل نحو أربعة أعوام من الموت على يد داعش بطريقة تشبه أفلام “الأكشن” العالمية.
فقد قامت تشارلوتا تيرنر، الأستاذة في جامعة لوند، في المدينة التي تحمل الاسم نفسه، باتخاذ إجراء غير مسبوق بعد أن تلقت رسالة نصية في 2014 من طالبها فراس جمعة، قال فيها إنه من غير المرجح أن يتمكن من إنهاء بحثه بسبب عناصر داعش الجرامية.
ونقل موقع “فوكس نيوز” الإخباري عن تيرنر قولها، وهي تستذكر ما حدث، إنها كانت تشعر بالغضب الشديد والخوف على مصير طالبها العراقي الذي ينتمي إلى الأقلية الإيزيدية التي كانت الزمر االجرامية يستهدفها بالقتل والإبادة.
وقال جمعة في رسالته لأستاذته الجامعية إنه لن يكون قادرا على إنهاء أطروحته الأكاديمية إذا لم يخرج مع زوجته من مخبأه في بلدته التي يحاصرها عناصر داعش.
وأوضح جمعة في تصريحات صحفية أنه لم يكن لديه أي أمل على الإطلاق في النجاة، وأن جل ما أراده هو إعلام أستاذته بوضعه البائس دون أن يخطر بباله أنها ستكون قادرة على فعل أي شيء من أجله وأجل أسرته.
عندما حدثت المعجزة..
وكانت قصة جمعة بدأت عندما اتصلت به زوجته مذعورة وتخبره أن داعش يحاصر البلدة، فقرر أن يجازف ويدخل تلك المنطقة الخطيرة لإنقاذ شريكة حياته، لكنه علق معها واضطرا للاختباء على أمل حدوث معجزة تنقذهم.
وحدثت تلك المعجزة فعلا عندما استعانت استاذته الجامعية برئيس الأمن غوستاف بير، واتفقا على استئجار فريق من “المرتزقة”، الذي قام فعلا بالوصول إلى مكان جمعة وزوجته وإخراجهما من هناك سالمين إلى أن وصلا إلى مطار أربيل في مطار كردستان قبل أن يجري نقلهما إلى السويد.
صوت كوردستان
جامعة سويدية تشتري خدمات شركة أمنية لتحرير طالب عراقي من داعش
الكومبس – لوند: كشف تقرير نشرته وكالة الأنباء السويدية TT، أن جامعة لوند أشترت خدمات شركة أمنية خاصة في العراق، قبل أربع سنوات من الآن، لتحرير طالب دكتوراه عراقي كان يدرس في الجامعة، وجد نفسه عالقاً في الموصل، مع عائلته، عند هجوم تنظيم داعش على المناطق الإيزيدية.
وبحسب التقرير، تمكنت القوة الأمنية المسلحة من إنقاذ الطالب وعائلته من الموقف.
وقال طالب الدكتوراه ويدعى فراس جمعة لصحيفة الجامعة Lum: “لم أشعر بامتياز مثل هذا من قبل”.
ومرت أربعة أعوام منذ وقوع الطالب في تلك المشكلة مع عائلته، حيث كانت زوجته وأطفاله قد سافروا الى العراق لحضور حفل زفاف عائلي عندما كان تنظيم الدولة الإسلامية، داعش قد هاجم المناطق التي تسكنها الطائفة الإيزيدية، عندها اضطر فراس الى مغادرة لوند للالتحاق بعائلته.
واتصل فراس حيث كان مختبئاً هو وأفراد من عائلته في غرفة مصنع فارغة الى جانب العديد من الإيزيديين، أتصل في حينه بالبروفيسور في علم الكيمياء تشارلوت تورنر هاتفياً.
ووفق التقرير، تحدث البروفيسور تورنر بدوره مع مسؤول أمن الجامعة وإدارتها، وتقرر شراء خدمات شركة أمنية لمساعدة العائلة للعودة الى السويد.
وقال المدير الأمني بير غوستافسون للصحيفة: “لقد كان حدثاً فريداً. بحسب ما أعلم، فإن الجامعات والكليات الأخرى في السويد لم تتعرض لمثل هذا الموقف في السابق”.
ولدى فراس اليوم تصريح بالإقامة الدائمة ويعمل في شركة أدوية.
وقال: ” في العراق، لم أجرؤ أبداً على إخبار أحد بأنني أيزيدي عندما كان داعش يسيطر على المنطقة، لكن في السويد، قيمتي مثل قيمة الآخرين تماماً”.