.. و 3 اعلام و 3 أنا شيد وطنية .. الخ من 3 علماً أن كلاً من العراق وايران وتركيا وامريكا ودول أخرى كذلك وقفوا بشدة ضد الاستفتاء على استقلال كردستان في 25-9-2017 ولم يكتفوا بذلك بل انهم ترجموا كلماتهم الجارحة بحقه الى افعال وأعمال وقمع وحشي عندما قام الجيش العراقي والحشد الشعبي يوم 16 اكتوبر 2017 بقيادة قاسم سليماني بغزو واحتلال كركوك والمناطق المتنازع عليها والذي اسفر عنه مقتل وجرح العشرات وتشريد ما يقارب 200,000 شخص من كركوك وعشرات الالاف من طوزخورماتو الى محافظتي اربيل والسليمانية، اضافة الى ممارسات وحشيه اخرى رافقتها في طوزخورمتاو وسنجار ومخمور بلغت حد هتك الاعراض والتعذيب والسلب والنهب، وتجاوز القادة العراقيون واعلامهم توجيه التهديد والوعيد والويل والثبور ليهددوا تلميحاً وتصريحاً بالقضاء على الكيان القومي الكردي المتواضع في اقليم كردستان، وراح الكارهون لأستقلال كردستان وحرية شعبه يرددون (العراق واحد لايقبل التقسيم على اثنين) و ( العراق لا يتجزأ ولن نسمح بتقسيمه)، واغلقوا المطارات والطرق سبعياً منهم الى احداث وضع شبيه بالوضع الذي ساد كردستان عام 1975 على اثر توقيع اتفاقية الجزائر بين الشاه وصدام حسين وما تبعه من تهجير وحرب كيمياوية ومقابر جماعية فيما بعد من غير أن يدركو ان العراق لم يكن مقسماً على اثنين فقط وذلك منذ عام 2003 بل على 3 فعلياً وعملياً ومن غير الاعلان عنه والى الان. كاتب هذا المقال نشر مقالاً قبل نحو (10) اعوام في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية تحت عنوان (العراق مقسم على 3 وان لم يعلن) مدعوماً بالادلة والحجج والامثلة وقلت فيه، ان الجنوب الشيعي يختلف عن الشمال الكردستاني أرضاً ومذهباً ولغة وعادات وتقاليد، كما يختلف الاثنان: الجنوب الشيعي والشمال الكردستاني عن ما اصطلح على تسميته بالمثلث السني اي المحافظات ذات الاكثرية السنية: الانبار، صلاح الدين، ديالى، نينوى وحزام بغداد ايضاً، والمثلث بدوره يختلف عن الجنوب الشيعي والشمال الكردستاني ارضاً ومذهباً ( مذهباً بالنسبة للشيعة) ولغة ( بالنسبة للكرد ..الخ من الاختلافات، ناهيكم من أن معظم اراضيه صحراوية، لكن هذا لايعني ان اسباب العيش فيه تنعدم، ففيه ثروات كثيرة، معدنية وزراعية وحيوانية. ومما قلته ايضاً وما أزال مصراً عليه، ان لكل من الاقاليم الثلاثة شعبها وحكومتها وجيشها بل علمها ونشيدها الوطني.. الخ من الخصوصيات والمميزات المتنافرة التي راحت تشتد وتقوى وتترسخ منذ عام 2003 على وجه الخصوص، فمنذ ذلك العام، اخذت المنطقة السنية تفرغ من الكرد والشيعة وعاد الالاف من الكرد من المحافظات السنية الى محافظات كردستان والشيء نفسه حصل للشيعة الساكنين في والمثلث السني بعد أن ضاقت بوجههم سبل العيش والبقاء نتيجة ارهاب القاعدة وفيما بعد داعش، اذ ذبح الكثيرون من الكرد والشيعة سيما في الموصل ومدن اخرى في المثلث السني حتى السيارات التي كانت تحمل لوحات اربيل والسليمانية ودهوك منعت من دخول الموصل، وكان المسلحون يطلقون النار عليها حال وقوع أعينهم عليها في الشوارع و الاحياء ولقد كانت مغامرة قيام كردي أو شيعي بزيارة المثلث الذي وصفه بعضهم بمثلث الموت والذي قامت فيه حكومة القاعدة فداعش فيما بعد التي اصدرت تعليماتها وقواتيها من قبل تسعير البضائع وفرض الضرائب، وكانت الحكومة هذه مختلفة جداً عن حكومة كردستان والحكومة الشيعية صاجة النفوذ في الجنوب، كما ان كلت الحكومتين الكردستانية والشيعية كانت مختلفتين عن حكومة الوسط والمثلث السني ووصل الامر بحكومة الوسط والمثلث غير المعلنة حد تصدير النفط واقامة النقاط الكمركية وما يشبه التجنيد الالزامي، واقبل الالاف من الشباب السني يتطوعون في صفوف القاعدة وداعش بعد ذلك وذكرت الاحصاءات التقديرية بان نسبة المنضمين الى داعش بعد عام 2014 بلغت 90% في المناطق الريفية واكثر ن 52% في المناطق الحضرية، ولو لم تتحول العشائر السنية والنسبة تلك من الحضريين السنة الى قاعدة اجتماعية لداعش لما تجرأ الاخير يوم 10-6-2014 على احتلال معظم مناطق وارياف وبلدات السنة خلال ساعات وايام قائلا، وهكذا احتل داعش في غضون ايام قلائل اكثر من ثلث العراق، وكما تعلمون فأن محافظة . الانبار وحدها تشكل ما يقارب الثلث من العراق.
ان مسلحي داعش والقاعدة ورجال الطريقة النقشبندية.. الخ من الفصائل السنية المسلحة كانوا وما زالوا يعتبرون جيشاَ للشعب السني في وطنه المثلث السني وحكومة في ان معاً له كره السنة ام قبلوا ضمن حدودهم الاجتماعية، هذا هو الواقع السني من غير ان يكون للشعب السني ذنب تحكم جيش وحكومة ارهابيتين به. فأرهاب القاعدة وداعش السنيين امتداد لأرهاب النظم السنية البتعة التي حكمت العراق منذ عام 1921. أي بعد استقلال العراق عامذاك، واذ اقول بحكومة وجيش داعشيين .. الخ للسنة فان ذلك لايشكل ظلماً بحقهم، بحق السنة مثلما لم يكن ظلما بحقهم وصف جميع حكوماتهم بالارهاب والدكتاتورية والفاشية وبالاخصالحكومات الجمهورية. وما يعنيني هنا هو اثبات ان العراق مقسم على ثلاثة منذ عام 2003 بعد أن كان مقسماً على اثنين عربي وكردي بعد اندلاع ثورة ايلول الكردية 1921-1975 واثبات ان لكل من الشعوب الثلاثة : الشيعة والكردىوالسنة ومنذ عام 2003 بالنسبة للشيعة والسنة، جيشه وحكومته ووطنه وعلمه ونشيده وشعاره.. الخ وللسنة الحق في أن ينالوا الاستقلال والسيادة لوطنهم. ومن اسباب نكستهم وعذاباتهم ومأسيهم تعرضهم الى ارهاب طائفي بدءاً من عام 2003 كما انهم بدورهم ونتيجة سياسات قيادتهم يتحملون السبب فيما نزل بهم وينزل من اضطهاد، كونهم الى الان يحلمون بالعودة الى حكم العراق وعدم قناعتهم بحكم انفسهم والمطالبة بالفيدرالية او والاستقلال انهم الى الان لايطالبون بصيغة حكم معينة ما يفيد انهم مازالوا يتطلعون الى حكم العراق كما السابق، ما أدى الى تكثيف انطلم والاضطهاد ضدهم.
على النقيض من السنة والشيعة فان تمتع الكرد بحكومة ديمقراطية وجيش من البيشمركة وعلم ونشيد وطني على ما يقارب الثلثين من وطنهم الكردستاني، سابق على قيام الكيانين أو الدولتين: الشيعية والسنية، واذ اقول الثلثين، فان ذلك يعني ان الثلث الاخر من وطنهم ( المناطق المتنازع عليها) ما زال محتلاً وباستردادهم لهذا الثلث فان استقلال وطنهم الكردستاني سيكون كاملاً وتاماً، لقد قامت دولة كردستان في صدور ابناء الشعب الكردي منذ استقلال العراق عام 1921 والذي تجسد في ثورات الشيخ محمود الحفيد والشيخ احمد البارزاني ومصطفى البارزاني.. الخ عليه فان الوضع الحالي لكردستاني واعتباراً من عام 1961 عام الثورة الكردية، يقوي من الثالوث: 3 فله وطنه وله جيشه وحكومته وعلمه ونشيده وشعاره. عداه فان الشعب الكردي لايعترف باي وطن وحكومة وجيش وعلم وتشيد و شعار له. ان على الجميع الوقوف عند الحقائق التي ذكرتها بحكمة وعقلانية وتبصر وبعد نظر.
ونلقى الثالوث لدى الشيعة، الذين يختلفون عن السنة والكرد مذهباً وارضاً وعادات وتقاليد وعلم ونشيد وشعار يتجلى بقوة في وضعهم بوطنهم الجنوب الشيعي، اذ رفعوا علم ( الله اكبر) والذي يختلف عن علم السنة ذو النجمات والذي هو علم البعث ويختلف ايضاً عن علم الكرد، علم جمهورية مهاباد أما نشيدهم الوطني: موطني فيختلف بدوره عن النشيد القومي الكردي: ( اي رقيب) وعن النشيد القومي السني (وطني المد جناحيه).. الخ ان التأفر حاد جداً بين الشعوب ال 3 وبين اوطانها ال 3 وحكوماتها ال 3 وجيوشها ال 3 واعالامها اناشيدها وشعاراتها، وهيهات الجمع بين المتنافرات هذه والتي تتعمق وتتجذر بمرور الايام وتسخر وتستهزي وتشمت بالعراق الموحد وعدم قبوله بالتقسيم على اثنين.. الخ من الافكار الساذجة الغبية.
ان شروط القومية والوطنية تتوفر في الشعوب الثلاثة المذكورة وتستكمل باستمرار لتأسيس دولها المستقلة، ففي مجال الجيش مثلاً، صارت البيشمركة جيشاً معترفاً به للكرد يتلقى التدريب على حماية كردستان، فيما يعمل الشيعة منذ اعوام على اعداء جيشهم الوطني، اذ لم يبق الجيش العراقي سوى 1% من الكرد واقل من 5% من السنة وعلى مدار الاعوام يجري تطهير للجيش من العنصرين السني والكردي كاحالة ضباطهم على التقاعد اوالى وحدات غير قتالية، ويعمل الشيعة في الوقت عينه على تأسيس جيش شيعي عقائدي خالص على غرار الحرس الثوري الايراني وهو الحشد الشعبي، فالعمل على تحقيق سلك دبلوماسي خارجي نقي شيعياً 100% واخر اجراء ضمن هذا العمل هو نقل 259 منتسباً من الدبلوماسيين والاداريين في وزارة الخارجية الى مكتب الوزارة ببغداد وقبله احيل نحو 69 ضابطاً على التقاعد معظمهم من السنة. بالمقابل يحاول السنة تأسيس جيش معترف به رسمياً عبر محاولات تسليح العشائر او ايجاد موطيء قدم لهم في الجيش العراقي الحالي من خلال اعادة المفصولين من ضباط الجيش السابق والشرطة الى الخدمة.. الخ وذلك اضافة الى جيش داعش المتحكم بالمثلث السني في حين يواصل الكرد تعزيز قدراتهم الدفاعية عبر تدريب البيشمركة وتزويدها بالاسلحة وتأمين الرواتب لمنتسبيها.
ان تقسيم العراق علناً ورسيماً والاعتراف بوجود 3 شعوب و3 أوطان و 3 حكومات و 3 جيوش و3 اعلام و3 اناشيد وطنية و 3 شعارات تختلف وتتقاطع فيما بينها بقوة. هو الحكمة والعقلانية، اذ من شأن ذلك ان يضع حداً للحروب والنكبات والمأسي بين شعوبها، واذا تعنت حكام العراق و العواصم: انقرة طهران، دمشق، واشنطن واصروا على نفي الحقائق التي ذكرتها فما عليهم الا انتظار تقسيم العارق على اكثر من 3، فيوماً بعد أخر تشتد المطالبة بفدرلة البصرة مثلاً،أو اعتبار بغداد منطقة فيدرالية.. الخ .
لقد قبل الاتحاد السوفيتي السابق القسمة ليس على اثنين أو ثلاثة فحسب بل على 15 وقسمت جيكوسلوفاكيا على (2) جيك وسلوفاك وحلت جمهوريات: كرواتيا والصرب و البوسنة والهرسك ومقدونيا محل يوغسلافيا السابقة، وبفضل هذه التطورات فان الدول التي انبثقت عن التقسيم راحت تتقدم وتنطور بشكل اشد من ذي قبل. واذا اراد العراق وضع حد لأزماته واضطراباته وفقر وجوع شعوبه فما عليه الا ان يحذو حذو الاقطار التي ذكرناها ويقر بالقسمة على 3، واذا كانت شعبية الحزب الديمقراطي الكردستاني قد ازدادت وازدادات معه شعبية الرئيس مسعود البارزاني بفضل دعوتهما الى استقلال كردستان، هذه الشعبية التي جعلت من الديمقراطي الكردستاني الاول على نطاق العراق في الانتخابات البرلمانية ليوم 12-5-2018 والاول في انتخابات كردستان يوم 30-9-2018 ولا اخفي عليكم ان عملية 16 اكتوبر 2017 زادت من تعلق الكرد بالاستقلال بدليل فوز الديمقراط الكردستاني في تلكم العمليتين الانتخابيتين وان شعبية بطل الاستقلال مسعود البارزاني ليس بين الكرد فقط بل بين العراقيين عامة والعالمي ايضا بدليل مطالبة الاطراف العراقية له دون غيره بمبادرة لحل الازمة الاقائمة في عراق ان ترسيخ مشروع الاستقلال في النفوس كان وراء الظاهرتين: الفوز بالانتخابات والترجى من البارزاني لتقديم مبادرة. ومن يتنكر للحقائق التي ذكرتها فما عليه الا ان يتوقع المزيد من الثلاثات والمزيد من تعميق وترسيخ الانقسامات، فحروب ومصادمات وأزمات. ان عدم الاعتراف بالحقيقة هذه والاحجام عن الاعتراف بها سيزيد حتماً من الثلاثات كما ذكرت وعلى حكام العراق، العقلاء منهم طبعاً ادراك الحقائق التي ذكرتها وينتهجوا تهيج غورباتشوف وحكام براغ وبلغرات في الاعترافعلنا بالثلاث، والا فان عواقب اوخم سترتب على موقفهم النعامي.