رغم خطورة الطريق وبعد المسافة ذهب فريق مهمة خاصة لتقصّي الحقائق عن عمليات بيع الأطفال في أحدِ أسوَأِ مُخَيَّماتِ اللاجئينَ في أفغانستانَ وأخطرِها حسْبَ تَصنيفِ الأممِ المُتَّحدة. يَقعُ المُخَيَّمُ في ولاية جوزجان وفي قرية غردان حيثُ يوجدُ أغربُ الأسواقِ في العالَم، سوقٌ مفتوحةٌ لبَيعِ الأطفال، كاميرا “مهمة خاصة” هي أولُ عدَسةٍ تدخلُ إلى السوقِ بهذا المُخَيَّم، بالرّغمِ من خُطورةِ المُجازَفةِ وتحذيراتٍ لنا بعدَمِ الدُّخول. الْتقَيْنا هنا بالمَسؤولِ عن السوقِ وبَيعِ الأطفال، الذي تَربُطُه عَلاقاتٌ مع الحُكومةِ المَحليّةِ في جوزجان. يجلسُ الأطفال بجانبِ ذويهم في أنتظار أقدارهم، هنا في كُلِّ لحظةٍ قد يَظهَرُ من يشتريهم، حيث تتراوَحُ الأسعارُ من ألفٍ وخَمسِمئةِ دولارٍ إلى ألفَينِ وخَمسِمئةٍ حسْبَ الطفلِ ورغبةِ المُشتَرِي. ومِن شروطِ البَيعِ عدَمُ البحثِ عن المُشترِي وعدمُ السؤالِ عن أحوالِ الطفلِ الذي صارَ مِلكًا لمُشتَرِيه. مِئاتِ من الأطفال تمّ بيعُهم ونقلهم إلى مدن آخرى وأحيانًا إلى خارجِ الحدودِ . في مدينة شاريكار، تَقومُ بعض النساء بوَساطاتٍ لبَيعِ الأطفالِ وتَكونُ أغلبُها عمَليّاتِ بَيعٍ للاستغلالِ الجِنسيِّ. بعدَ سيطرةِ طالبانَ على الحُكمِ قَطَعَ المُجتمعُ الدّوليُّ العَلاقاتِ المباشرةَ مع أفغانستان، ترَدَّى الوضعُ الاقتصاديُّ بشكلٍ كبير، لتزدادَ البَطالةُ ويَحِلَّ الفقرُ والعَوَز . وترتفع معها أعدادِ الأراملِ والمُطَلَّقاتِ بسببِ الحروبِ في أفغانستان، خاصةً أنَّ الكَثيرَ مِن الرِّجالِ قدْ غادَرَ أفغانِستانَ إلى الدّوَلِ المُجاوِرة، ممّا تَرَكَ النساءَ دونَ عائلٍ، كلُّ ذلك أسهَمَ في إقدامِ الكثيرِ مِن العائلاتِ على عَرْضِ أطفالِهم للبَيع من أجل كسرة خبز.
مهمة خاصة | كيف تتم عمليات بيع الأطفال في قرى أفغانستان؟
RELATED ARTICLES