أربيل – العالم الجديد
كشف مصدر مطّلع، اليوم الأحد، عن امتناع قناة روداو الكردية عن بث لقاء أجرته مع الرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني الكردستاني لاهور شيخ جنكي، بأوامر مباشرة من رئيس الإقليم نجيرفإن بارزاني، وذلك نظرا لخوض الضيف بملفات حساسة، شملت اتهامه لقادة في الإقليم بالوقوف وراء عمليات اغتيال، وفتحه ملفات فساد عديدة.
ويقول المصدر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “قناة روداو الكردية، وبعد بثها لقاء مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، قررت إجراء حوار مع الرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني الكردستاني لاهور شيخ جنكي، لكن الأخير رفض محاولات القناة مرارا وتكرارا، بذريعة أنها مسيسة وغير حيادية”.
ويضيف أن “شيخ جنكي اشترط الظهور في القناة مقابل أن يُمنح حريته في الحديث والرد على الأسئلة بضمان نشر اللقاء كاملا مثل ما هو دون أي اقتطاع أو تلاعب، وهو ما وافقت عليه القناة، كشرط لعدول شيخ جنكي عن مقاطعته الفضائية التي دامت أشهرا طويلة”.
ويستدرك أن “قناة روداو بعد أن أكملت تسجيل اللقاء، امتنعت عن بثه، بأمر مباشر من رئيس الإقليم نجيرفإن بارزاني بعد اطلاعه شخصيا على مجريات اللقاء، الذي تطرق لملفات حساسة تتعلق بالأمن والإدارة والمال، وتشمل توجيه تهم مباشرة لشخصيات بارزة في الإقليم بالوقوف وراء عمليات اغتيال، فضلا عن حديثه حول مشاكل سياسية داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، بالإضافة إلى كشفه ملفات فساد تورط بها سياسيون داخل الإقليم”.
يشار إلى أن قناة روداو مملوكة من قبل رئيس إقليم كردستان العراق، نجيرفإن بارزاني.
ويوضح المصدر أن “من بين الملفات التي تحدث عنها شيخ جنكي في الحوار الذي لم يبث، هو ما يتعلق باغتيال العقيد مراد كاني كردي من قبل قوة أمنية تابعة للاتحاد الوطني في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، واغتيال العقيد السابق في جهاز الاستخبارات هاوكار الجاف قبل أشهر في أربيل”.
يذكر أن الاتحاد الوطني الكردستاني، يشهد أزمة كبيرة تفجرت في 8 تموز يوليو 2021، بعد إصدار نجيرفإن بارزاني، وباتفاق مع بافل طالباني، أمرا بصفته رئيس الاقليم، بإقالة مسؤول مؤسسة (زانياري) الأمنية المرتبطة بالاتحاد الوطني الكردستاني محمد طالباني، وهو (ابن أخت لاهور شيخ جنكي وشقيق النائب السابقة آلا طالباني، رئيسة كتلة الاتحاد الوطني في البرلمان الاتحادي)، ويعد من أذرع الرئيس المشترك للاتحاد لاهور شيخ جنكي، الأمنية في السليمانية، خاصة وأن هذه المؤسسة تعد من أبرز الجهات الأمنية في المدينة.
واعتبر شيخ جنكي هذا القرار استهدافا مباشرا له، خاصة وأن هناك محاولات جرت لتنفيذه بالقوة العسكرية، وفي تلك الليلة اقترب الخلاف من الانقلاب، لكنه انتهى مؤقتا بهدوء حذر، نتيجة تدخل العديد من الاطراف، وابرزها رئيس الجمهورية السابق برهم صالح، الذي توجه الى السليمانية في تلك الساعات.
وعقب تلك الاحداث، تنازل شيخ جنكي عن الرئاسة المشتركة للاتحاد الوطني الكردستاني الى بافل طالباني، ومن ثم صدر أمرا بطرد شيخ جنكي من اقليم كردستان.
وكانت “العالم الجديد” كشفت في وقت سابق، أن تركيا لها اليد الطولى في هذه الأزمة، وهي من قررت إبعاد شيخ جنكي، وضغطت على الاتحاد الوطني الكردستاني، عبر الحزب الديمقراطي لإصدار قرار الإبعاد وعزله عن المشهد السياسي، وذلك لتأييده حزب العمال الكردستاني.
وتفامت الأزمة التي انتهت بعزل شيخ جنكي عن رئاسة الاتحاد، فيما بدأت لاحقا مرحلة اغتيالات طالت ضباطا مقربين من شيخ جنكي.
وعلى خط الأزمة، تدخل فصيل مسلح من بغداد، وعرض على شيخ جنكي إرسال قوة كاملة مدججة بالسلاح لحمايته في منزله، في وقت كان منزله محاصرا من قبل قوات مرتبطة بالرئيس الفعلي للاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، بحسب مصادر مطلعة كشفت ذلك سابقا لـ”العالم الجديد”.