الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتالنظام الايراني يتضعضع أمام الانتفاضة : منى سالم الجبوري

النظام الايراني يتضعضع أمام الانتفاضة : منى سالم الجبوري

بعد کل ذلك التهديد والوعيد وإستخدام الاساليب القمعية الوحشية ضد الانتفاضة الشعبية والتي تجاوزت الموقاييس والحدود عندما وصلت الى حد أن يصبحوا حتى الاطفال أهدافا لهذا النظام فيقتل العشرات منهم ويحکم على آخرين بالاعدام إضافة الى قيامه بإختطاف الاطفال وکل ذلك کي يٶثر على معنويات الشعب الانتفاضة ويجعلهم يتخوفون من المشارکة فيها لأنهم أمام نظام لايتورع عن إرتکاب أية جريمة، غير إن الذي يبدو إن هذا النظام لم يفهمه ويستوعبه حتى الان، هو إن السبب الرئيسي لإندلاع هذه الانتفاضة لأن الشعب يعلم بأنه نظام ديکتاتوري إستبدادي قمعي لايتورع إرتکاب أفظع الجرائم وأسوءها، وکيف لا وهو النظام الذي قام بإرتکاب مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم فيها أکثر من 30 ألف سجين سياسي لا لشئ إلا لأنهم أعضاء أو أنصار منظمة مجاهدي خلق.

النظام الذي إعتمد منذ بداية تأسيسه على سياسة الحديد والنار وظن بأن تمکنه من إخماد بضعة إنتفاضات للشعب الايراني سوف ترعب هذا الشعب وتشعره باليأس من أن يقدم مرة أخرى على القيام بإنتفاضة أخرى، لکن إنتفاضة 16 أکتوبر2022، أثبتت لهذا النظام بأن الشعب الذي أسقط نظام الشاه الديکتاتوري بکل غطرسته وجبروته، هو نفسه الذي سيسقط هذا انظام ويرميه في مزبلة التأريخ، ومن دون شك فإن النظام وبعد کل عمليات إستعراض القوة والعنف وبعد کل الجرائم التي إرتکبها بحق المنتفضين بوجهه والتي واجهت إدانات دولية واسعة النطاق، يواجه إنقسامات داخلية حادة وتخبط غير مسبوق في مواجهة الانتفاضة وهو يحاول جاهدا بکل الطرق والسبل وخصوصا بعد أن صار يشعر بالتضعضع أمام الانتفاضة فإنه يتصور إنه ومن خلال تغيير خطابه والتودد الى الشعب سيتمکن من خداعه والتمويه عليه لکي يتخلى عن الانتفاضة ويترك النظام وشأنه، وهو تصور عقيم وسقيم في نفس الوقت لأن الشعب الايراني ليس لم يعد يثق بهذا النظام البتة فقط بل وحتى إنه قطع کل الجسور معه وصمم على إسقاطه.

النظام الايراني الذي بات التضعضع يظهر بوضوح عليه وخصوصا بعد أن صار يرى إن الجبهة التي يواجهها في هذه الانتفاضة تتألف من الشعب ومنظمة مجاهدي خلق، وبعد أن کان إسقاط النظام هدف المنظمة فإنه وبسبب من الدور السياسي التوعوي المستمر لها ومقارعته المستمرة للنظام قد جعل الشعب الايراني کله يصل الى القناعة التامة من إنه لم يعد هناك من طريق وسبيل لکي يعيش بحرية واباء إلا عن طريق إسقاط هذا النظام وهذا هو الهدف النهائي لهذه الانتفاضة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular