قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، في تقرير نشرته الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الموساد الإسرائيلي كشف بصورة قاطعة لأول مرة، عن الطريقة التي أُلقي بها القبض على الجاسوس الشهير إيلي كوهين في عام 1965.
حيث رفع مدير الموساد، دافيد برنياع، النقاب عن محتوى آخر برقية أرسلها كوهين إلى وكالة الاستخبارات الإسرائيلية في 19 يناير/كانون الثاني عام 1965، وكشف كذلك عن اعتراض هذه البرقية.
إيلي كوهين أفضل الجواسيس!
على مدى عقود زمنية، كان هناك جدال حول ما إذا كان كوهين، الذي منح الموساد معلومات هائلة عن المسؤولين السوريين والتسلح السوري بين عامي 1961 و 1965، افتضح أمره لأن مديريه ضغطوا عليه بشدة أو لأنه تمادى في المجازفة.
من جانبه قال مدير الموساد دافيد برنياع، إن الكشف عن البرقية كان في إطار جهود توضيح أنه لم يكن هناك أحد يتحمل “اللوم”، وأنه في بعض الأحيان يمكن أن يلقى القبض على أفضل الجواسيس- وصُنف كوهين بأنه أسطورة بسبب إسهاماته التي قدمها إلى المنظمة- عن طريق جهات مكافحة التجسس المثابرة لدى أي عدو.
في الوقت نفسه قال مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، في بيان وصلت نسخة منه إلى “الأناضول”، إن برنياع “كشف الإثنين علناً ولأول مرة، عن آخر برقية تلقاها من إيلي كوهين قبل القبض عليه”.
أضاف: “في البرقية المؤرخة في 19 فبراير/شباط 1965، وهو اليوم الذي تم القبض عليه فيه، يتحدث عميل الموساد كوهين عن اجتماع هيئة الأركان العامة السورية الذي عقد مساء ذلك اليوم بمشاركة الرئيس السوري آنذاك أمين الحافظ”.
اعتراض برقيات إيلي كوهين
كما قال برنياع: “لطالما كان سبب القبض على إيلي كوهين مثيراً للجدل. هل نقل الكثير؟ هل تصرف خلافاً للتوجيهات؟ هل طلب المقر منه الإرسال بشكل مكثف للغاية؟ كانت القضية محل نزاع لسنوات عديدة”.
أضاف: “سأكشف لأول مرة بعد بحث معمق أُجري مؤخراً، أن إيلي كوهين لم يتم القبض عليه بسبب كمية الإرسال أو الضغط من المقر الرئيسي للإرسال بشكل متكرر، بل تم القبض عليه، لأن العدو اعترض رسائله. هذه الآن حقيقة استخباراتية”.
تابع: “البرقية مؤرخة في 19 فبراير/شباط 1965 يوم القبض عليه، حيث تحدث عن نقاش في هيئة الأركان العامة السورية بمشاركة الرئيس آنذاك أمين الحافظ”.
أشار برنياع إلى أن “عمل الموساد سيتواصل لكشف معلومات استخبارية وتفاصيل جديدة حول الفترة التي خدم فيها كوهين في سوريا، وسيواصل العمل لجلب رفاته لدفنه في إسرائيل”. وأبرز برنياع في الافتتاح صورة للبرقية الأخيرة من كوهين.
يذكر أن كوهين وُلد عام 1924 بالإسكندرية في مصر لأسرة هاجرت إلى هناك من مدينة حلب السورية، وعمل جاسوساً للموساد بسوريا في الفترة بين 1961 و1965، منتحلاً صفة رجل أعمال يدعى كامل أمين ثابت.
في سوريا أقام كوهين علاقات وثيقة مع نخبة المجتمع السياسي والعسكري قبل الكشف عنه وإصدار حكم الإعدام بحقه عام 1965.
تدريب إيلي كوهين في أمريكا الجنوبية
جدير بالذكر أن كوهين تلقى تدريباً مكثفاً وقضى وقتاً في أمريكا الجنوبية كي يحيك قصة تغطية عميقة بوصفه رجل أعمال ذا علاقات قوية في سوريا، ونجح في تكوين صداقات مع العديد من كبار المسؤولين السوريين.
غير أن بعض السوريين كانوا مرتابين بالفعل منه بعد وقوع انقلاب داخلي عام 1963، وتلقي سوريا أيضاً أدوات تكنولوجية جديدة من الاتحاد السوفييتي لاكتشاف مراسلات الجواسيس.
برغم ما كشفه برنياع، سوف يواصل بعض المؤرخين ادعاء أن كوهين أراد البقاء في إسرائيل عام 1964، وكان قلقاً من العودة إلى سوريا متخفياً لمدة أخرى، وهي المدى التي أُلقي القبض عليه خلالها في نهاية المطاف.
يذكر أن برنياع كشف النقاب عن هذه المعلومات خلال احتفالية افتتاح متحف جديد باسم كوهين في مدينة هرتسليا.