بعد انطلاق الاحتجاجات المجتمعية الكبرى التي اطلق عليها “السترات الصفراء الحرة” و ما عُرف عما جرى فيها و خلالها برزت الأمور التالية:
1.اعتقالات بألاف وصلت الى اكثر من 4000 معتقل ضجت بهم اقسام الاعتقال و فتحت لهم ما كانت مغلقة و من بين ما حصل في هذه لاعتقالات كانت الاحترازية حيث اعتقل ما يقرب من 300 شخص من بيوتهم او أماكن تواجد قبل مشاركاتهم في التحرك وفق معلومات توفرت لدى السلطات.
2.انطلقت مع انطلاق التحركات تصريحات و توقعات تصب في طريق نظرية المؤامرة كانت الأولى غير الرسمية هي تدخل الولايات المتحدة الامريكية و بالذات ترامب بعد تغريدة له بخصوص التحركات في فرنسا فانطلق تحليل و تشكيك ربط بين تصريحات ماكرون حول ضرورة بناء جيش اوربي خاص لحماية أوربا حتى من الولايات المتحدة الامريكية هذا التصريح الذي ازعج ترامب كثيراً…ثم صدرت تعليقات رسمية فرنسية في ضوء بعض الاخبار الصحفية الامريكية عن احتمال تدخل روسي في الاحداث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و فُتح تحقيق في الموضوع…كل ذلك كان بحدود يمكن ان نقول عنها ضيقة.
3.وقوع الحادث الاجرامي يوم الثلاثاء الماضي باستهداف متسوقين في اكبر سوق لأعياد الميلاد في العالم في مدينة ستراسبورغ والذي تجاوز عمرة اكثر من 400 عام و يزوره سنوياً اكثر من مليوني متسوق من انحاء أوربا…هذا الحادث التي تبنته داعش و أدى الى سقوط ضحايا أبرياء…كما في كل الحوادث الإرهابية التي وقعت على التراب الفرنسي فأن هذا المجرم كان معروف من قبل السلطات الفرنسية و موضوع على قائمة الإرهاب و متابع يومياً من قبل السلطات كما حال جميع السابقين و هو كما هم من أصحاب السوابق في السرقات و الاعتداءات و الجرائم العادية…وقد صدر قرار بألقاء القبض عليه ن المحاكم و كان من المفروض ان ينفذ في نفس يوم الحادث “سبحان الله”…هذا الاعتداء و هذه المعلومات اثارت استغراب البعض فانطلق احد الناطقين باسم حركة السترات الصفراء و شكك في فيديو بما جرى و تطرق الى احتمال تعمد دوائر رسمية بهذا الاعتداء للضغط على الحركة للحد ترهيبها و الحد من تحركاتها فواجهته الحركة بالتأكيد استمرارها.
هذا الموضوع الحساس واتهام السلطات بشكل علني و لأول مرة ب و اتهام المستويات العليا بالاسم بتعمد الحادث الذي سقط فيه قتلى و جرحى وهز فرنسا سوف يتدحرج كما كرة الثلج بعد ان التقطته القناة التلفزيونية الثامنة واسعة الانتشار و التأثير و طرحته في برنامج مهم حضرة احد الوزراء و ممثلي عن الصحافة و حركة السترات الصفراء و طُرح علناً…سيتدحرج مثل كرة الثلج و اكيد سيتم التحقيق يفي ملابساته على اعلى المستويات و كذلك في الصحافة…و قد عرضت نماذج لمثل هذه الأمور مثل التحقيقات التي جرت و نُشرت بخصوص احداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك عام 2001.
4,اليكم ما طرحة رئيس الوزراء الفرنسي في خطابه الأخير عن الاحداث حيث اورد: [صرح رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب أنه “حان وقت الحوار”. وأضاف “أصبح علينا إعادة نسج الوحدة الوطنية” التي تعرضت لهزة في هذا التمرد الشعبي غير المسبوق الذي ولد على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت وأكد فيليب مساء السبت أن الرئيس ماكرون “سيتحدث” — ربما الاثنين — و” سيعود إليه أمر اقتراح الإجراءات” ليتاح “لكل الأمة الفرنسية أن تجتمع من جديد] انتهى
ارجو ملاحظة التالي:
1.”حان وقت الحوار” انتهى.
أقــول: وكأن الحوار مقطوع …وفعلاً كان الحوار مقطوع حتى ان رئيس الوزراء نفسه استقبل اثنان من ممثلي حركة السترات الصفراء في قصر رئاسة الوزراء ومنع الصحافة من حضور الاجتماع ونقله مما اضطر أحد الممثلين الى ترك اللقاء فوراً وتمسك الثاني بطرح مطاليب الحركة دون السماع لرد رئيس الوزراء.
هذا يعني ان الحكومة والرئاسة أعطت الحركة الاذن “الطرشة” في الأيام الأولى في توقع منها ان الحركة ماهي الا نزوة ستزول سريعاً…حتى ان الرئيس ماكرون لم ينطق بكلمة واحدة للصحافة بخصوص الحركة وهو الذي القى خلال سنة واحدة وعدة اشهر (280) خطاب علني…
2.”أصبح علينا إعادة نسيج الوحدة الوطنية التي تعرضت الى هذا التمرد الشعبي غير المسبوق الذي ولد على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنيت” انتهى.
أقــــــــــول: انظروا حجم الشرخ المجتمعي الذي كما اعتقد تسببت به السلطات والرئيس ماكرون شخصياً الذي سبق ان اهان الشعب الفرنسي على الأقل مرتين واعترف بذلك علناً في خطابة المتأخر الذي تجاوزته الاحداث والذي قدم فيه بعض الترضية لحركة السترات الصفراء و التي رفضتها الحركة لأن مطالبها مع الوقت تعاظمت فبعد ان كانت محصورة برفع الضريبة على المحروقات وصلت الى رفع الأجور و تحسين ظروف المعيشة لتشمل العاملين و العاطلين و المتقاعدين و الضرائب بالشكل التي تعجز عنها الحكومة.
3.”ان الرئيس ماكرون سيتحدث ربما الاثنين وسيعود اليه امر اقتراح الاجراءات ليُتاح لكل الامة أن تجتمع من جديد” انتهى.
اقـــول: سيتحدث ربما الاثنين: رئيس الوزراء قبل ساعات لا يعرف متى سيتحدث الرئيس؟
“وسيعود اليه الامر في اقتراح الإجراءات”: يعني الرئيس الذي اشغل نفسه في كل الفترة المرت من رئاسته للشؤون الخارجية وتحرك خارج فرنسا أكثر من أي رئيس اخر في نفس الفترة وكلف الاقتصاد الفرنسي الكثير على تلك التحركات وترك امر إدارة الدولة لرئيس الوزراء يأتي اليوم رئيس الوزراء لينتظر اقتراحات الرئيس وكأن فرنساً بلداً من بلدان العالم الثالث كل ما يجري فيه “مكرمة من القائد الضرورة” أي لا مجلس وزراء و لا برلمان و لا محكمة دستورية و لا مجلس شيوخ؟؟؟
4.”ليُتاح لكل الامة ان تتحد من جديد” انتهى.
أقــــــول: هذا تأكيد على أن الامة قد انشقت او تشققت وان اطلالة الرئيس ستعيد اليها اللُحمة وفق “إذا قال ماكرون قالت فرنسا”
من الأمور التي اعتقد انها ارعبت الرئاسات الثلاث هو بعض الحوار الذي جرى بين الرئيس ومواطنة غاضبة مسنة نوعما حيث قالت له امام الصحافة: ا ن الديزل غالي فقال لها اتركوا سيارات الديزل واقتنوا سيارات كهربائية…فكان الرد: انت تذكرنا عندما قيل للملكة لا يوجد لدينا خبر قالت لهم “كلوا البسكويت “في إشارة الى ماري انطوانيت والثورة الفرنسية الكبرى.
حدث ايضاً ولأول مرة خلال السنوات السابقة ان يتعرض الرئيس الى الصفير والصراخ ضده من قبل المواطنين عند تجاوله
………………………..
الى اللقاء في التالي
Garanti sans virus. www.avast.com |