الاصداء والتداعيات وردود الفعل المختلفة الناجمة عن قضية الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي منذ إعتقاله ومرورا بمحاکمته وإدانته وإصدار حکم السجن بحقه الى سعي النظام الايراني من أجل طي ولفلفة موضوعه من خلال محاولت إجراء عملية تبادل السجناء المحکومين، تٶکد بأنها ليست مجرد قضية عادية يمکن المرور عليها مرور الکرام، بل إنها قضية إتخذت أبعادا مختلفة ولاسيما بعد أن إکتسبت بعدا عالميا وصارت من قضايا الرأي العام ولها علاقة مباشرة بالارهاب، وبحسابات الربح والخسارة عند إقدام النظام الايراني على التخطيط لإرتکاب مهمة أسدي وزمرته في باريس بتفجير الاجتماع السنوي للمقاومة الايرانية في عام 2018، فإن خسارة هذا النظام من جراء ذلك کبيرة جدا وخصوصا إنها قد سلطت الاضواء عالميا على إنه نظام راع للإرهاب!
المحاولات المستميتة التي بذلها النظام الايراني من أجل إعادة أسدي الى إيران وحتى إنه قد رکز معظم جهوده من أجل ذلك، إنما کان مسعى من أجل التغطية على فضيحة کبيرة جدا أثرت على سمعة النظام أکثر من أي شئ آخر ولاسيما وإن جوهر وأساس قضية أسدي تنبع مما سعى إليه النظام من أجل توجيه ضربة نوعية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بحيث تنهي دوره وتأثيره على الصعيد الدولي، وبطبيعة الحال فإن النظام کان يسعى أيضا من خلال هذه العملية أيضا الى حسم دور وتأثير هذا المجلس في داخل إيران وذلك ظنا منه بأن سمعة المجلس ستنتهي وسوف يخلو له الجو، لکن حساب الحقل والبيدر بالنسبة للنظام لم يتطابقا وحصل العکس من ذلك ولاسيما بعد أن واجهت المقاومة الايرانية هذه المخطط الخبيث بکل جدارة وإقتدار بحيث إنها قد قلبت الطاولة على رأس النظام وجعلته يدفع الثمن باهضا جدا.
آخر ماقد إستجد عن قضية أسدي التي صارت بمثابة قصة فضية مدوية للنظام الايراني، إعلان المحکمة الدستورية البلجيكية، التي كانت تنظر استئناف السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، و10 شخصيات بارزة أخرى، “تعليق” معاهدة بين بلجيكا والنظام الإيراني، والتي كانت ستمهد الطريق لنقل الدبلوماسي أسد الله أسدي المحكوم عليه ب 20 عاما في السجن في أنتويرب منذ فبراير 2021. وهو مايعني تمکن المقاومة الايرانية من توجيه ضربة موجعة الى أبعد حد للنظام بأن تمهد لإجهاض مسعاه المشبوه لإعادة الارهابي أسدي لإيران.
والحقيقة إن وصف السيدة رجوي، قرار المحکمة الدستورية البلجيکية من إنه إنتصار وإن المقاومة الايرانية ستواصل جهودها وإجراءاتها لمنع ما شجع نظام طهران على الأعمال الإرهابية في أوروبا وأدى إلى تناميها. هذا الوصف والکلام هو عين الحق والصواب لأنه يٶکد على إن کل المٶشرات تسير بسياق إغلاق الطرق بوجه مساعي النظام الايراني وجعله يدفع الثمن ليس عن جريمة أسدي هذه فقط بل وحتى عن جرائم وقضايا أخرى والحبل لازال على الجرار!