[من يمزق وحدة العراق بالأنفصال عنه, ومن يستقبله ويصافحه ويعيد الأعتبار له, فهو بعثي منتمي, من يتآلف ويتحالف مع دواعش الأعتصامات, ويتقاسم معهم السلطات والثروات, فهو بعثي منتمي, ومن يعامل ويتعامل مع انظمة الجوار على حساب العراق, فهو بعثي منتمي, ومن يهادن حكومة بعثية منتمية من رأسها حتى نهاية ذيلها, فهو “والعياذة بالله”].
1 ـــ البعث اسوأ عملة سياسية في التاريخ العراقي, هجين ايديولوجيات همجية, ابشعها عندما يتشكل مضمونها من قوميين واسلاميين, القوميون: بعضهم يريدون العراق (قطراً) من امة عربية ماتت, لتكون السلطات والثروات في قبضتهم, والبعض الأخر, يريد التمدد في جغرافية وثروات مكونات عراقية, ليس له فيها حق تاريخي, ثم اعلان الأنفصال, لأسلاميون يريدونه خلافة عابرة للوطنية والسيادة, وخصوصيات المكونات المجتمعية, ثم مركزة السلطات والثروات في قبضتهم ايضاً, امريكا وبعد الأحتلال عام 2003, جمعت كل تلك الواجهات البعثية, في هجين ملوث, اطلقت عليه “مجلس الحكم الموقت” يتضمن, ممثلين للمكون الشيعي والسني والكردي, كأسوأ ثلاثي لنكبة التقسيم.
2 ـــ تم اختزال النظام البعثي بــ (51) صدامي, لدمج المتبقين بكامل عمقهم الدموي, مع الأسلاميين والكرد في نظام بعثي جديد, لسد جميع منافذ المؤسسات, المدنية والعسكرية والأمنية والعلمية والثقافية, بوجه الوطنيين العراقيين, ومحاصرة الدولة والمجتمع, بظلام من التخريف والشعوذات, ومليشيات حزبية لأغتيال العقل والوعي المجتمعي, وكوادر عسكرية وسياسية واعلامية, تم تجميعها من فضلات انقلابيي 08 / شباط / 1963, ليشكلوا منها ومعها حكومات لمرحلة الفساد والأرهاب, بعثية المضمون, مؤطرة بتوافق اسلامي قومي, كنهاية سوداء لوحدة العراق.
3 ـــ يدعو البعض, الى التظاهر السلمي, تجنباً لأندلاع حرب اهلية, وعودة (طنطل) البعث!!!, والبعث عاد بمضمونه الأسلامي القومي, واصبح مسؤولاً عن نكبة العراق الراهنة, ان كانت الحرب الأهلية, تعني موت العراقيين وافقار وتجهيل واذلال المتبقي, فهذا المصير قائم, تكفلت به مليشيات الأحزاب الأسلامية والكردية, ودواعش التيارات العروبية, العراقيون فقدوا كل شي, ولم يبق لديهم ما يستحق الحفاظ عليه, وان خسروا اكثر, ليس الا موتهم ومأساتهم ومحنتهم ونكبة وطنهم, والذي ينصح واصبعه في الماء, ليس كمن يحترق كاملاً في نار الفساد والأرهاب, انها دعوة غير موفقة, فبركتها رؤوس الجريمة المنظمة, لخنق النفس الأخير للأنتفاضة, وعلينا الا نسوق رسالتها المشبوهة.
4 ـــ عندما نقرأ او نسمع خبراً عن الأنتفاضة, حتى ولو فقدان شهيد, نحس اننا لا نزال, ورغم القمع ومحاولات الأحتواء, يبقى النفس الأخير للحراك الوطني, قطرة مباركة تبلل جفاف الأمل في ارواحنا, تدعونا لتضميد جراح الأنتفاضة, بالمشاركة وهتاف التضامن معها من داخل وخارج الوطن, قد يكون نفسها الوطني محاصراً في رئة البصرة, لكن رئة العراق ستزفر نسائمها ساخنة, في شوارع وساحات الجنوب والوسط, وتحرك البرك الراكدة في المحافظات العراقية الأخرى, من يخلع ثوب الوطنية العراقية, فخياره السقوط عارياً في حضيض التبعية والأرتزاق, ومن يفرش سريره لمرور المتبقي من (سكراب) النظام البعثي والأنفصاليين, لا يستحق المهادنة وسلمية الحراك الشعبي, انهم الوجوه المدانة لعملة البعث.
14 / 12 / 2018