نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
تفاجئ سكان قرية “باصوفان” الإيزيدية 17 كم جنوب مدينة عفرين المحتلة، برؤية عدة قبور وهي مدمرة أثناء زيارتهم مقبرة القرية، صباح يوم الجمعة، تزامناً مع عيدهم.
ويصادف اليوم الجمعة 16 كانون الأول/ ديسمبر، عيد الصوم الإيزيدي أو عيد “إيزي” الذي يعتبر أحد أهم الأعياد وأقدسها لدى أبناء الديانة الإيزيدية، ويحتفل به الإيزيديون في كل عام في أول يوم جمعة من شهر كانون الأول/ ديسمبر وفق التقويم الشرقي.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين المحتلة، أن سكان القرية الإيزيديين زاروا مقبرة القرية ضمن طقوس الاحتفال بعيد “إيزي”، حيث شاهدوا قبورهم وهي مدمرة.واستطاع فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين المحتلة، تصوير القبور التي تعرضت للتدمير اليوم الجمعة.
وقال الفريق إن سكان القرية قاموا ببناء قبرين من قبور المقبرة مساء أمس الخميس، وخلال بناء القبرين، أرسل المستوطنين أطفالهم لرعي الأغنام بين القبور والعبث بأحجارها من أجل استفزاز سكان القرية الإيزيديين.وأضاف الفريق أن سكان القرية طالبوا أطفال المستوطنين بإبعاد أغنامهم والكف عن العبث بالقبور، فقام الأطفال بوصفهم بـ “الكفار وعبدة الشيطان”.
وتابع الفريق أن أطفال المستوطنين هددوا سكان القرية الأصليين باستدعاء ذويهم وتدمير القبور بعد وصفهم الإيزيديين بـ “الكفار”.وأشار الفريق إلى أن أحد الأطفال هو ابن المستوطن المدعو بـ “أبو يوسف” (40 عاماً) والذي ينحدر من غوطة دمشق ويعتنق أفكار متشددة، ولديه علاقات وثيقة مع مسلحي “فيلق الشام” الذي يسيطر على القرية الإيزيدية، كما لديه أقرباء يعملون ضمن فصيل “فيلق الشام”، ويقيم بالقرية في أحد منازل المهجرين منها، ويملك محل لبيع الفول والفلافل كان استولى عليهما في وقت سابق، بحسب فريق الرصد.
وقال الفريق إنه حصل على معلومات تؤكد بأن ذوي الأطفال وخاصة المدعو “أبو يوسف” وبالتعاون مع مجموعة من المسلحين، هم من قاموا بتدمير قبور الإيزيديين في القرية.وتعتبر هذه المرة هي الثالثة على التوالي التي يتم فيها تدمير قبور الإيزيديين في فرية “باصوفان” من قبل المسلحين والمستوطنين، منذ احتلال مدينة عفرين من قبل قوات الاحتلال التركي رفقة فصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها، في 18 آذار/ مارس 2018.
وكان مسلحو “فيلق الشام” التابع لما يسمى “الجيش الوطني السوري” والذين ينحدرون من مناطق غوطة دمشق والمعضمية وداريا، دمروا عدة قبور في قرية “باصوفان” الإيزيدية، حيث تقصدوا تدمير القبور التي تحمل شعارات مقدسة للدين الإيزيدي، إضافة للقبور التي كُتبت عليها كلمات كُردية، في 29 حزيران/ يونيو الفائت.
وكان المستوطن “أبو يوسف”، منع سكان قرية “باصوفان” الإيزيدية، من إحياء “حفل الزفاف” الشاب بشار جنيد (21 عاماً)، في 14 أيار/ مايو الفائت، حيث هدد ذوي العريس بإحضار مجموعة مسلحة من أمنية “فيلق الشام” لتحطيم جميع معدات الصوت والآلات الموسيقية واعتقال الموجودين في حال لم يلغوا إقامة “حفل الزفاف”، ما اضطر ذوي العريس لإلغاء “حفل الزفاف” خشية منهم على سلامة الحضور من سكان القرية والقرى المجاورة الذين حضروا لمشاركتهم فرحتهم.يذكر أن الإيزيديين في قرى عفرين يتعرضون لضغوطات وعمليات ترهيب واعتقال بين فترة وأخرى بغية إجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي، حيث يعمد المسلحون المتطرفون إلى بناء المساجد في القرى الإيزيدية، وتدمير قبورهم ومزاراتهم الدينية.
الجدير بالذكر أن أعداد الإيزيديين في منطقة عفرين قبل احتلالها كان يقارب 35 ألف نسمة وفق إحصائيات غير رسمية، إلاَّ أنه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي المعارضة السورية الموالية لها على المنطقة في 18 آذار/ مارس 2018 لم يبقى فيها سوى أقل من ألف نسمة وفقاً لإحصاء سري قام به فريق ايزدينا في عام 2020.