(1)
مساكن الآلهة تقع في الجهة الجميلة
ذات يوم ستسافر مع الملائكة إلى تلك الجهة
ستزور قبر (الشيخ خدر) آخر رئيس عشيرة القيران
لا تعد جدائل النساء القيرانيات المعلقة على القبر
أشعل فتيلة وقدّم اللهب قربانا
رافق العمّ (خلف مجو) في تغريبته لتصافح شهداء (شرقي المحمرة)
لا تسأل عن عدد الشهداء
فأل سيء أن تعدّ الجدائل المقصوصة وتعرف عدد الشهداء
بيوتنا الطينية التي تتوسط المكان
مرسوم على حيطانها أفعى سوداء تحرس (وادي لالش)
تبحث عن شوق (بيت إيكان) في رعي الماعز الجبلي
المعيز تبحث عن كهوف الآلهة.
(2)
ذات عيد سترافق (القوّالين) في عشق زيارة (سنجق سنجار)
الليلة الأولى ستنزلون في قصر الأمير (أسماعيل جول بك)
در حول المنارة سبع مرات عكس اتجاه الساعة
اسأل الوالي التركي
من الذي سرق (طوب رمضان) من جنب المنارة؟
سيجيبك (الشيخ الوزير):
همّ سرقوا.
(3)
ثم،
أقرأ هذه الرسالة على تلاميذ مدرسة (سنجار الثانية الابتدائية)
أقرأ الرسالة صباح يوم السبت
لا تنس،
أقرأها وقت الاصطفاف الصباحي بعد رفع العلم
سلم لي على المدير (عبد السلام طه)
وقل لمعلم اللغة العربية الأستاذ (عيسى)
ما أزال أحتفظ بهديته
قلم الرصاص
لأن خطي جميل
لأنني أجيد الإنشاء والتعبير.
(4)
بعد هجر طويل
سيخطفك الوطن من جديد
عندما تموت
ليزرعك أغنية صباحية لسيتا هاكوبيان
كنت تكتب لنا من هانوفر
هانوفر ليس فيها بساتين تين
مقاهيها ليس فيها شاي عراقي بالهيل
ولا تلفزيون أسود وأبيض وصياح الناس
عندما عدنان القيسي يفوز.
(5)
وإن بلغت مساكن الآلهة
سيطوون لك مسافات الغربة
وتلك الليالي الباردة التي نمت فيها جائعا
سيعدوّن لك فرامينك في كفك
فرمانا بعد فرمان
أربع وسبعون فرمانا
تضعها في قصيدة
تطوي القصيدة في جيبك
أرثك الوحيد
لتعبر بها بوّابة (مقبرة كرى كور).
(6)
عندما هاجرت إلى المنافي البعيدة
أخذت معك (براتا) من الوادي المقدس
وأدعية أمّك
وخيط أبيض وأحمر وضعته حول رقبتك لصيد الأحلام الرديئة
وبركة أبوك الذي سمح لك بمرافقة السندباد
وصلت إلى الدوتشلاند ولم تسلم على بيتهوفن
ولم تزر نيتشه في قبره
ذهبت إلى برلين لتلمس بوابة عشتار
بكيت وقبلت البوابة
فأودعوك مستشفى المجانين.
(7)
هي شنكال
قدرك أن تسري إليها روحك البيضاء
حتى لو خانك السندباد
وأحتفظ البحر بجثتك هدية لبوسيدون.