الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتإنتفاضة حطمت هيبة خامنئي ونظامه : منى سالم الجبوري

إنتفاضة حطمت هيبة خامنئي ونظامه : منى سالم الجبوري

تخطي الانتفاضة الشعبية الايرانية لحاجز ال100 يوم، وإستمرار الاصرار الشعبي على التمسك بالمطلب الاساسي للإنتفاضة بالتغيير الجذري وإسقاط النظام، تطور ليس بإمکان النظام التقليل من شأنه أو إعتباره بأنه حدث طارئ ويمکن تجاوزه وتناسيه، بل إنه يعتبر بمثابة نقلة نوعية في الوعي السياسي ـ الفکري للشعب الايراني وبشکل خاص من حيث النظرة الى المبادئ والافکار والقيم التي يدعو إليها النظام الايراني، وعندما نجد إن هذه الانتفاضة التي إندلعت في 16 سبتمبر2022، تأتي کرد إعتباري على البناء والهيکل الفکري ـ السياسي للنظام بعد مرور 43 عاما على تأسيسه، فإن ذلك يعني بأن هذا النظام قد فقد أهم عامل لضمان إستمراره وبقائه وهو المعاصرة، إذ لم تعد أفکاره وقيمه تعاصر الاجيال الجديدة من الشعب الايراني والتي شأنا أم أبينا تعتبر هي الحکم والفيصل في تحديد مسارات حرکة التأريخ والتطور في إيران.

الانتفاضة الشعبية المستمرة في إيران والتي لم تردعها إطلاقا الممارسات القمعية الوحشية ولاعمليات الاعدامات ولاحتى قساوة الطقس، وعدم تمکن جهاز الحرس الثوري، يد النظام وقوته الضاربة والمحافظة عليه، من حسم أمر الانتفاضة وحتى إستخفاف المنتفضين بتهديد ووعيد قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، وذلك بإستمرار الانتفاضة والاصرار على التمسك بمطلبها الاساسي الداعي لإسقاط النظام، ليس في حد ذاته مسألة عابرة بل إنها بمثابة تطور نوعي أيضا في الموقف الشعبي وتعامله وتعاطيه مع سياسة الحديد والنار للنظام بل وحتى إنه يعني إنهيار الجدار الامني للنظام.

طوال ال43 عاما الماضية سعى النظام الايراني من صنع هالة خاصة من الهيبة حول المرشد الاعلى للنظام والإيحاء بأن من يسعى من أجل النيل من هذه الهيبة فإن ذلك بمثابة النيل من هيبة الدين ومنزلته، وقطعا فإن هذا الطرح وهذه الرٶية المخادعة والتمويهية لم تعد تنطلي على الشعب الايراني بل وإن إنتفاضتي أواخر 2017 و2019، قد أسستا لمسار فکري ـ سياسي جديد في رٶية وتعامل الشعب الايراني مع مکانة ومنزلة وهيبة خامنئي وقد جاءت إنتفاضة 16 سبتمبر2022، قد وضعت حدا لهذه المسألة وحسمتها وخصوصا بعد أن صار شعار”الموت لخامنئي”، الشعار الرئيسي للإنتفاضة، وهذا يعني بأن الانتفاضة الشعبية الايرانية قد حسمت الامر مع”الحجر الاساس”الذي بني على أساس منه نظام ولاية الفقيه، وفي هذا الامر رسالة عميقة وذات مغزى إعتباري للنظام وخصوصا إذا ماإنتبهنا جيدا بأن کل ماتدعو الانتفاضة من قيم وأفکار أساسية هي نفسها التي دعت وتدعو إليها منظمة مجاهدي خلق منذ بدايات تأسيس هذا النظام ومرورا بالاعوام ال43 الماضية!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular