في البداية نؤكد على حرية الأديان وحرية الإنسان في إختيار معتنقه أو أن يكون لادينياً وملحداً لأنه يجب أن يكون الإنسان حراً في خياراته في الحياة، في معتقداته ونمط حياته وأفكاره وآرائه وملبسه ومأكله. إن مثل هذه الإختلافات هي قوة وثراء في المجتمعات المتحضرة التي تقبل الآخر المختلف. في هذا المقال أنطلق من المصالح العليا لشعب كوردستان، بعيداً عن التعصب الديني والمذهبي، وأنه دراسة موضوعية تخص ما نحن بصدده.
إعتناق الشعب الكوردي لِدينه الأصلي، الدين اليزداني، من جديد، سيكون ثورة فكرية وثقافية وإجتماعية وعقائدية كبرى في حياته، حيث أنّ هذا الدين هو دين مسالم ومتسامح ومنفتح، ينبذ الكراهية والعنف والشمولية وسفك الدماء والإكراه في فرض دينه ومعتقده ويؤمن بِحُرية المعتقد وأنّ الدين هو علاقة شخصية بين الإله والإنسان ولا علاقة له بالسياسة والحُكم ويضع الإنسان في مركز إهتمامه ورعايته ويناضل من أجل العدالة الإجتماعية ويؤمن بِحقوق المرأة ورعاية الطفل والشيخوخة. كما أن الدين اليزداني يُمثّل جزءاً هاماً من التاريخ والتراث الكوردي ويصون الشخصية والثقافة واللغة الكوردية. لذلك سيخلق الدين اليزداني مجتمعاً كوردستانياً متجانساً ومنسجماً مع نفسه ومحيطه ومع العالم، يفصل الدين عن السياسة وينشر السلام والسلم والتسامح وقبول الآخر المختلف ويحترم الأديان والمعتقدات الأخرى ويُزيل آفات الطائفية ومحاولات إلغاء الأديان الأخرى، وبذلك يُركّز الشعب على البناء والتقدم والرفاهية في مختلف مجالات الحياة. سيادة هذا الدين في المجتمع الكوردستاني الرائع، سيضمن دعم المجتمع الدولي، بل يفرض نفسه على المجتمع الدولي للإعتراف به وأن ينال حريته وتستقل بلاده.
من أهم مقومات هذه العودة، هي توحيد أو إتحاد أو تعاون وتنسيق فروع الدين اليزداني (الداسنية والهلاوية واليارسانية)، وليس شرطاً أن تتوحد هذه الفروع، بل تنفتح على نفسها وعلى بعضها وعلى العالَم أجمع، بترتيب بيوتها وتنظيم نفسها وإزالة الأفكار والعقائد الغريبة التي تسربت إليها، ورفع السرّية والكتمان عنها وفتح باب التبشير لإحتضان كافة بنات وأبناء شعب كوردستان الذين يودّون العودة الى دينهم الأصيل، بل إحتضان كل إنسان يؤمن بالدين اليزداني.