ووفق مراد: “حين استولى تنظيم داعش على سنجار كان عدد الإيزيديين في العراق أكثر من 400 ألف نسمة، ولم يبق منهم سوى 65 ألف شخص الآن”.
وأخبرت مراد أنها خطفت من قريتها، ثم نقلت إلى مدينة الموصل معقل تنظيم “داعش” في حينه، وكان ذلك بداية كابوس دام أشهراً تعرضت خلالها للتعذيب والاغتصاب الجماعي، قبل أن يبيعها التنظيم مراراً ليجعلها واحدة من ضحايا الاستعباد الجنسي.
وأوضحت أنها بمساعدة أسرة مسلمة من الموصل كانت تقيم عندها، حصلت ناديا على هوية سمحت لها بالانتقال إلى كردستان العراق، ثم هربت بعد ذلك. وعاشت الشابة التي فقدت ستة من أشقائها ووالدتها في عمليات ترقى إلى الإبادة الجماعية، في مخيم للاجئين في كردستان قبل أن تغادر إلى ألمانيا، حيث قررت من هناك البدء في الدفاع عن حقوق الإيزيديين، داعية إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديون على أنه “إبادة”.
ولفتت ناديا مراد إلى أن الإيزيديين اليوم بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، هم ضحايا الصراعات السياسية في سنجار، مضيفة أن “الحكومة العراقية والبرلمانين العراقي والكردستاني لم يعترفوا بأن ما حصل لنا هو حرب إبادة”.
وتعود الديانة الإيزيدية إلى آلاف السنوات، وانبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يقول بعضهم إنها خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
وأكدت مراد أن رفع صوتها للدفاع عن قضية شعبها مستمر، وكذلك شرح ما تعرضت له طائفتها على يد “داعش” من فظائع. وأوضحت أن جهودها لن تتوقف قبل استعادة الإيزيديات لكرامتهن، معربة عن أملها أن ترى العدالة قد تحققت يوماً، ووضع عناصر “داعش” من مرتكبي المجازر خلف القضبان.
وذكرت ناديا مراد أنها تكافح لتحقيق هذا الهدف مع المحامية أمل كلوني، البريطانية اللبنانية الأصل والمدافعة عن حقوق الإنسان، التي كتبت مقدمة كتاب مراد “لكي أكون الأخيرة”، الذي صدر باللغة الفرنسية في فبراير/ شباط الماضي.
وعينت الأمم المتحدة ناديا سفيرة للنيات الحسنة للدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، في منتصف سبتمبر/ أيلول 2016. وقالت مراد أمام نواب أوروبيين بعد تسميتها سفيرة أممية: “إن المتشددين أرادوا المساس بشرفنا، لكنهم فقدوا شرفهم”.
وحصلت ناديا مراد على جائزة نوبل للسلام، مناصفة مع الطبيب الكونغولي دينسي موكويجي لعام 2018، والبالغة قيمتها مليون دولار، مكافأة لجهودهما في وقف استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والنزاعات المسلحة.
وأشارت مراد إلى أنها تنوي استخدام قيمة الجائزة في بناء مستشفى لضحايا الاعتداءات الجنسية في بلدتها سنجار في العراق لعلاج المرضى، ولا سيما الأرامل والنساء اللائي تعرضن لاعتداءات جنسية من عناصر جماعة “داعش” الإرهابية.