الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeاراءغادة محمد حميد : نادية لم تبتسم خلال اربع سنوات

غادة محمد حميد : نادية لم تبتسم خلال اربع سنوات

طلبت مني احدى الصديقات ان اقول رأيي في الخطاب الذي القته نادية مراد خلال حفل تسلمها جائزة نوبل للسلام ، لم اكن قد استمعت للكلمة كاملة ولكنني قطعا اطلعت على الجزء الذي ذكرت به بان حكومة بغداد والاقليم تخلوا عنها ، وبالتأكيد قرات بعضا من التعليقات التي تنتقص من نادية بشكل كبير.
وجدت وقتا للاستماع للكلمة وارجو ان يتسع صدركم لما سأقوله.
هل تعرفون ذلك الاحساس الذي يصيبكم عندما تجدون انفسكم فجأة صغار جدا امام شيء ما، شخصا ما او حادثة ما؟؟
هذا هو بالضبط احساسي وانا اتناول كلمات هذه الانسانة الكبيرة. اشعر فعلا بالخجل لمجرد ان اتفوه بأي كلمة تخصها.
احساسي هذا لا يختلف قطعا تجاه اي شخص يزيدي، صابئي، مسيحي ، سني او شيعي تعرض للاضطهاد في وطن انا جزء منه.
اما عن نادية فمجرد النظر اليها يصيب جسدي بقشعريرة واحس بألم في معدتي وغصة في حلقي واتمنى ان ياتي اليوم الذي انظر في وجهها مباشرة واطلب منها السماح!
نادية التي وان وصفت مأساتها خلال الاربع سنوات التي مضت والتي اتت على ذكرها بصورة مقتضبة في الكلمة تملك من وجهة نظري معاناة تكفي لتوزعها علينا جميعا ويضل عندها النصيب الاكبر. نادية التي لم تنس ان تذكر العالم والمجتمع الدولي بمأساة ٣٥٠٠ امرأة وطفل يزيدي لازالوا محتجزين لدى داعش ولا يحرك العالم ساكنا لانقاذهم ، هي التي وصلت لابعد من ان تذكرهم بل انها احرجتهم بمقارنة مأساة شعبها بصفقة اسحلة او بئر نفط كان سيعني العالم اجمعه لو ان داعش استولت عليه عوضا عن بنات جلدتها المظلومات.
نادية التي لم المحها تبتسم الا نادرا خلال الاربع سنوات التي مضت تقول بمليء فهمها بأن جائزة نوبل لاتعني لها شيئا ان لم يحقق العالم العدالة ضد من ارتكب بها وبغيرها هذه الجرائم.
كل تلك الكلمات العميقة والصادقة والتي تلتها بلغة عربية ركيكة لم تحرك في الكثير منا اي مشاعر ولكن زيارتها لاسرائيل وعدم ذكرها الجيش العراقي والحشد والشهداء كانت كفيلة بأن تخرج الوحوش التي تكمن في دواخلنا لتتهمها بكل انواع الاتهامات.
بالنسبة لي نادية اليوم ليست عراقية حتى وان قالت ذلك بمليء فمها ، بالنسبة لي ارتقت نادية لمنزلة اكبر ، ارتقت حيث اصبحت هويتها انسانية.
لن نفهم ذلك نحن الطائفيون، العشائريون، العراقيون، المسلمون، السنة والشيعة الذين نعتقد وبشكل مثير للسخرية بأن اعطاء نادية جائزة نوبل كان الهدف منه مؤامرة ضد الاسلام لان مغتصبيها مسلمون؟
كل ماذكرته هو مقتطفات لتعليقات قرأتها بأم عيني ولم اكن لأصدق لو ان احدما قصها علي!
كانت الكلمة من وجهة نظري ممتازة ، واعرف بل ومتأكدة بأن نادية لم تكتبها وحدها، ساعدها مختصون محترفون لم ولن يكترثوا (لزعاطيط) فيسبوك.
الدليل بأن ماقالته نادية لم يزعج سياسيونا او قادتنا واستقبلوها استقبال الفاتحين !
اعود لما قلت في بداية كلماتي ، اشعر حقيقة بأنني اصغر من ان اتناول نادية او ماقالته نادية ، معاناة نادية وما تشعر به.
اريد فقط ان اكرر بأنني اعتذر منها ومن شعبها واتمنى ان تسامحني هي اذا ماكنت يوما وبدون قصد اشتركت بجزء من مأساتها.

ولك يا نادية لن اقول مبروك لانك ذكرت مرارا بانك لن تسعدي قبل ان يتم تحرير اخر يزيدية مختطفة لذلك سأؤجل تهنئتي حتى يجعل الله امرا كان مفعولا

غادة محمد حميد
كانون الاول ٢٠١٨

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. أيها المثقفون الأيزيديون!!!!!!،لماذا لااراكم كتابة كلمة شكر للأخت غادة محمد حميد،والسيد غيث التميمي على موقفهما الأكثر من الإنساني تجاه الأيزيديين وانتم تتسارعون إلى كتابة تعليقات تافهة بعضكم للبعض يخجل الأطفال منها.
    نيابة عنكم اقول لهما،لا أقول انحني،بل اقول اطأطأ براسي أمام موقفيكما هذا،وان دل على شيء هو يدل على انسانيتكما،كل الشكر لكما على هذا الموقف النبيل والمشرف.
    مرة أخرى أكرر شكري وتقديري لكما وبارك الله فيكما.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular