قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، كريستوفر راي، الخميس 19 يناير/كانون الثاني 2023، إنه “قلق للغاية” بشأن برنامج الذكاء الاصطناعي للحكومة الصينية، مشيراً إلى أنه “لا يلتزم بسيادة القانون”، بحسب ما نشرته وكالة AP الأمريكية.
وخلال حديثه في جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، قال راي إن طموحات بكين للذكاء الاصطناعي “بُنيت على نجاحات ضخمة والبيانات الحساسة التي تمت سرقتها على مر السنين”.
وأشار راي إلى أنه في حال تُركت بكين دون رادع، فإنه يمكنها استخدام تطورات الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمليات القرصنة وسرقة الملكية الفكرية وقمع المعارضين داخل البلاد وخارجها.
وأضاف راي أن “هذا أمر نشعر بقلق عميق حياله. أعتقد أن كل شخص هنا يجب أن يشعر بقلق عميق حياله”.
وتابع أن “الذكاء الاصطناعي مثال كلاسيكي على التكنولوجيا، حيث ينتابني نفس رد الفعل في كل مرة… يمكننا فعل ذلك؟ ثم أفكر، يا إلهي، يمكنهم فعل ذلك”.
لطالما عبّر مسؤولون أمريكيون عن مثل هذه المخاوف. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2021، على سبيل المثال، أصدر مسؤولو مكافحة التجسس في الولايات المتحدة تحذيرات بشأن طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي كجزء من جهد متجدد لإعلام رجال الأعمال التنفيذيين والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين المحليين والدوليين بشأن مخاطر قبول الاستثمار الصيني أو الخبرة في الصناعات الرئيسية.
وفي وقت سابق من ذلك العام، حثت لجنة للذكاء الاصطناعي بقيادة المدير التنفيذي السابق لشركة “جوجل”، إريك شميدت، الولايات المتحدة على تعزيز مهاراتها في الذكاء الاصطناعي لمواجهة الصين، بما في ذلك عبر السعي وراء أسلحة “ممكنة للذكاء الاصطناعي”.
تنافس محتدم بين القوتين
وتقف الولايات المتحدة في خضم منافسة عالية المخاطر مع الصين للهيمنة على الموجة التالية من الابتكار التكنولوجي.
في عام 2019، كثفت الولايات المتحدة حملة دبلوماسية لإحباط محاولة الصين للهيمنة على البنية التحتية للجيل الخامس في العالم. لكن ذلك لم يكن إلا بعد أن قامت شركتا هواوي وزد تي إي الصينيَّتان المدعومتان من الدولة بإضعاف المنافسين الغربيين الرئيسيين، وعززت، على ما يبدو، المواقف في شبكات اتصالات حلفاء الولايات المتحدة، وإغراق المجال بهيئات وضع المعايير.
في عام 2021، قدمت لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي تقريرها النهائي، داعية إلى اتباع نهج شامل للحفاظ على القيادة الأمريكية في التعليم والبحث والتطبيقات في الذكاء الاصطناعي، مما يعني ضخ الملايين في استثمار اتحادي جديد وتركيز حكومي مستدام. لكن هذا التقرير صدر بعد أربع سنوات من إطلاق الصين بالفعل استراتيجيتها الوطنية بشأن الذكاء الاصطناعي، والتي ولدت مليارات من التمويل الجديد، وتحديد الشركات الوطنية الرائدة، ودمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجية الاندماج العسكري والمدني في بكين.
هذا النهج التفاعلي ليس وصفةً للنجاح في المستقبل إلا بالكاد. تحتاج الولايات المتحدة إلى الفوز في ساحات المعارك التقنية هذه، والتأكد من أنها لن تُفاجَأ مرة أخرى. حتى مع الأخذ في الاعتبار الخطوات المهمة التي اتخذتها واشنطن في السنوات الثلاث الماضية، من الصعب القول بأي ثقة إن الولايات المتحدة الآن في وضع أفضل أو منظمة للمنافسة طويلة الأمد. لا يمكن لواشنطن الجلوس والسماح لبكين باكتساب ميزة في الجولة التالية من التقنيات الناشئة، والتي ستتجاوز المجال الرقمي لتشمل التكنولوجيا الحيوية والتصنيع الذكي والأساليب الجديدة لإنتاج الطاقة وتخزينها.