يشعر القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بقلق بالغ بعد أن صارت الدعوات الدولية لوضع جهاز الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب تتخذ مسارا عمليا ولم يعد هناك من شك بأن هذا الاجراء قد أصبح مجرد مسألة وقت ولکن ليس على المدى البعيد کما يمکن أن يتوهم البعض وإنما وبموجب المعطيات والمٶشرات المختلفة على المدى القريب.
من الخطأ الکبير التصور بأن سعي البرلمان الاوربي وعدد من البرلمانات في الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريکية لوضع الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، محض إجراء غربي ولاعلاقة له بالنضال والمواجهة التي يخوضها الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير، بل إنه يأتي بعد جهود ومساع دٶوبة وحثيثة قامت وتقوم بها المقاومة الايرانية بهذا الصدد، خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار إعلان المقاومة الإيرانية في برنامج الحكومة المؤقتة قبل اربعة عقود حل اللجان وقوات حرس النظام وجميع المؤسسات واجهزة القمع والتجسس ونزع أسلحتها، والغاء ما يسمى بالمحاكم والنيابات العامة الثورية ومحاكم الثورة الإسلامية، والمحاكم الشرعية، والدوائر السياسية الأيديولوجية، وقوات الباسيج، وما يسمى بالجمعيات الإسلامية، ومجلس الثورة الثقافية، والجهاد الأكاديمي، والشؤون التربوية والقمعية والمؤسسات المعادية للفلاحين والعمال.
وکما إن العالم قد إنتبه الى خطورة البرنامج النووي للنظام ومساعيه السرية المشبوهة في سبيل إنتاج القنبلة النووية على أثر قيام منظمة مجاهدي خلق بفضح الجانب العسکري المشبوه للبرنامج عام 2002، فإنها بنفسها والمقاومة الايرانية قد أکدتا في عشرات الكتب والنشرات والمقالات والمؤتمرات الصحفية على دور الحرس في قمع وتصدير الإرهاب والأصولية ومشروع إنتاج القنبلة الذرية وطالبا بإدراجها في قوائم الإرهاب. وإن إستجابة العالم لهذا المطلب يعني الامتثال للحقائق الدامغة التي سبق وإن أعلنتها المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق والاخذ بها في التعامل والتعاطي مع هذا النظام القرووسطائي.
وضع الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب والذي بات مطلبا دوليا ملحا وبات قريبا من تفعيله، من حق المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي والشعب الايراني إعتباره بمثابة إنتصار سياسي کبير لهم خلال مواجهتهم وصراعهم الضاري مع هذا النظام الدکتاتوري، خصوصا وإنه يأتي خلال الانتفاضة الشعبية الايرانية المجيدة المندلعة منذ 16 سبتمبر2022، والذي لعب فيه جهاز الحرس دورا قمعيا إجراميا لفت أنظار العالم إليه ومن دون شك فإن هذا الاجراء من شأنه أن يرفع من معنويات الشعب الايراني ووحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في مواجتهم للنظام في الانتفاضة الجارية ويساهم بالتعجيل بعملية إسقاط النظام وتحقيق هدف الشعب في الحرية والديمقراطية.