مع إستمرار الانتفاضة الشعبية الايرانية التي يحاول النظام الايراني بمختلف الطرق والاساليب المخادعة الإيحاء بأنها قد إنتهت ومن إنه قد حسم الامور لصالحه، فإن هناك من يحاول التصيد في المياه العکرة ويسعى من أجل الالتفاف على جهود وثمار هذه الانتفاضة وتجييرها لصالح طرف ليس له من أي دور وصوت وتأثير في هذه الانتفاضة، بل وحتى إن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار والملاحظة هو إن إحدى الشعارات الرئيسية المرددة في الانتفاضة الحالية ضد هذا الطرف تحديدا.
الطرف الذي نتحدث عنه آنفا، هو أبن الشاه المخلوع، والذي ثار الشعب في عام ضد نظام أباه1978 وأسقطه في عام 1979، لکن السعي من أجل إعادة تأهيل أبن الشاه المخلوع وتقديمه کبديل للنظام الديني الدکتاتوري القائم، هو بمثابة ضحك مفضوح على الذقون، إذ وکما کانت عملية إستيلاء التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية على مقاليد الامور ومصادرتها لصالحه وإقامة نظام دکتاتوري، فإن أبن الشاه المخلوع يسعى للقيام بنفس الدور والمهمة المشبوهة.
من دون شك فإن هذا المسعى مشبوه ومرفوض من جانب الشعب الايراني جملة وتفصيلا، ويکفي أن نعلم إن واحد من الشعارات الرئيسية للإنتفاضة الحالية: “الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي”، ولاريب من إن هذا الشعار لم يأت إعتباطا أو صدفة بل إنه يمثل قناعة وإيمانا من جانب الشعب الايراني سبق وإن ردده خلال الانتفاضات السابقى ورکز عليها خلال الانتفاضة الحالية بما يعني إن الشعب الايراني قد حزم أمره وحسم موقفه من هذا المسعى المشبوه والخبيث بترديد هکذا شعار يعلن من خلاله عن رفض الدکتاتورية أيا کان شکلها وغطائها ديني أم ملکي.
الملفت للنظر إنه وخلال المٶتمر الذي أقامته لجنة التضامن العربي الاسلامي مع المقاومة الايرانية في بروکسل يوم 27 يناير 2023، فقد أکد المٶتمرون العرب عن وقوفهم الى جانب الانتفاضة الشعبية الايرانية المستمرة للشهر الرابع على التوالي، وتأييدهم للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق باعتبارها البديل الديمقراطي لحكم ولاية الفقيه، وبرنامج النقاط العشرة الذي طرحته الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي. وهذا الموقف العربي الواضح من إعتبار منظمة مجاهدي خلق کبديل سياسي فکري قائم للنظام الحاکم في طهران، هو موقف سبق وإن أعلنت عنه العديد من المحافل والمنابر السياسية في العالم، خصوصا وإن الدور المشهود الذي لعبته وتلعبه وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في الانتفاضة من مختلف الجوانب بالاضافة الى أن مجاهدي خلق وطوال ال43 عاما الماضية کان لها دور فعالا وحيويا في إدارة عملية الصراع والمواجهة ضد هذا النظام والسعي من أجل إسقاطه وتخليص الشعب الايراني من شروره وطغيانه.