هناك مساع محمومة في العراق من قبل أطراف وقوى معظمها على علاقة وثيقة بطهران تعمل بإتجاه إخراج 120 ألف جندي ضمن قوات التحالف الدولي في غضون عام من العراق، إذ أن العمل جار في مجلس النواب العراقي من أجل إعداد مسودة قانون لإجلاء القوات الأجنبية من البلاد، ويمکن لهذا القانون أن يتم إستصداره فيما لو حصل على دعم نصف أعضاء البرلمان، ومع الاخذ بنظر الاعتبار صعود نحو 50 نائبا، كانوا ضمن وحدات الحشد الشعبي و”فصائل المقاومة” قبل أن يخلعوا ملابسهم العسكرية في أيار الماضي (موعد الانتخابات)، فإن إحتمالات إصدار القانون هو المرجح.
السعي والترکيز على إخراج القوات الاجنبية من العراق والاسراع في ذلك، يعيد للذاکرة إنسحاب القواب الامريکية في العراق عام 2011، والذي إنتهى بنفع النظام الايراني فيما أصبح في نفس الوقت سلسلة من المصائب والمآسي على الشعب العراقي لازالت آثارها وتداعياتها السلبية مستمرة لحد الان، ومع ملاحظة إن الدفع والتحريض على السعي لإنجاز هذا الامر يرتبط بصورة أو أخرى بطهران، فإن الذي يجب أن تصوره وتوقعه هو إن على العراقيين أن ينتظروا سلسلة جديدة من المخططات الايرانية التي تسعى من أجل تشديد القبضة الايرانية على العراق وضرب أو إقصاء القوى والاصوات المعادية للنفوذ الايراني أو تهميشها، وذلك مايعني إنتظار المزيد من المصائب والمآسي في المستقبل المنظور من جانب الشعب العراقي.
القديم الجديد في المخططات الايرانية التي يتم تنفيذها في البلدان الخاضعة لنفوذ طهران، إنها تنفذ بالوکالة من قبل أذرع وقوى تابعة لها وهي وإن کانت شکلا تعتبر محسوبا على دول المنطقة ولکنها مضمونا تابعة وخاضعة للنخاع لإيران، لکن الذي يجب أن يٶخذ بالحسبان هو إن تنظيم داعش لايزال کنار تحت الرماد وقد يظهر في أية لحظة ولاسيما فيما لو تم إخراج قوات التحالف الدولي، ولاسيما وإن للنظام الايراني خبرة غير عادية في مجال التواصل مع التنظيمات الارهابية ولها خبرة أکبر في توفير الاجواء والمناخات المناسبة لها لکي تنمو وتتقوى لتنطلق من جديد في ضوء سيناريو من شأنه أن يمنح قوة ودفعة أخرى لتوسيع الدور والنفوذ الايراني في المنطقة.
أکبر خطر وتهديد على العراق والعراقيين هو النفوذ الايراني في العراق والذي هو متلون کالحرباء ويتخذ أشکالا وأنماطا من أجل تحقيق الاهداف والغايات الخاصة التي تکون دائما متقاطعة ومتناقضة مع مصالح العراق، وبإعتقادنا فإنه من المهم أن يتم العمل بإتجاه درء النفوذ الايراني قبل إخراج القوات الاجنبية.