قضت محكمة بريطانية بحبس حارس أمن سابق في سفارة لندن لدى ألمانيا 13 عاما، بعد إدانته بالتجسس لصالح روسيا.
وذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية أن ديفيد سميث، البالغ من العمر 58 عاما، أقر بذنبه في 8 تهم موجهة إليه، وفقا لقانون الأسرار الحكومية.
ومع ذلك، قال إنه لم يرغب في إحداث أي أذى.
وأصدرت المحكمة قرارها بحسبه لمدة 13 عاما وشهرين، وفي وسعه قضاء المدة في بريطانيا أو ألمانيا.
وتعليقا على القضية، وصف وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، في تغريدة على “تويتر” موظف السفارة المدان بـ”الخائن“.
وأضاف: “لقد خاننا جميعا وعرض سفارتنا وبلدنا للخطر”.
“خيانة الثقة”
وزعم سميث أنه دخل في حالة من الاكتئاب عندما بدأ في تسريب أسرار السفارة.
لكن القاضي جستيس وول رفض الأخذ بكلامه، أثناء المحكمة التي انعقدت في “أولد بيليه” في لندن، وقال إن المدان جمع قدرا كبيرا من المعلومات لإلحاق الضرر بالمصالح البريطانية، عبر إرسال هذه المعلومات إلى “قوة معادية”، التي هي روسيا.
وأضاف القاضي موجها حديثه إلى المدان: “لقد كانت وظيفتك ضمان أمن السفارة وطاقمها. إن (جريمتك) كانت الخرق الأكثر وضوحا للثقة التي مُنحت لك”.
ولفت إلى أن المعلومات التي جمعها سميث أحدثت حالة من القلق والتوتر لدى موظفي السفارة وعائلاتهم.
الوثائق المسربة
وبحسب المحكمة، فقد أخذ موظف الأمن في السفارة صورا ووثائق من مكاتب وأدراج السفارة، كما أظهرت كاميرات المراقبة.
ونقل تلك المعلومات التي تضمنت البيانات الشخصية لموظفي السفارة، بما في ذلك مراسلات خاصة مع رئيس الوزراء الأسبق، بوريس جونسون، إلى الروس.
“عملية العقرب”
وتمكنت السلطات البريطانية من كشف الجاسوس عبر عملية خاصة سميت “العقرب”، انتحل فيها عميل للمخابرات البريطانية شخصية منشق روسي اسمه ديمتري.
وعرض العميل على موظفي السفارة نقل معلومات خاصة إلى السلطات البريطانية، بوجود سميث.
وخلال زيارة هذا العميل للسفارة، طُلب من سميث نسخ ما كان يُعتقد أنها وثائق روسية سرية وشريحة هاتف “سيم كارد”، وحينها احتفظ موظف الأمن بنسخة إضافية من تلك الوثائق المزعومة.
وجرى العثور على تلك الوثائق والشريحة في منزله لاحقا.
وكلّفت عملية تأمين السفارة البريطانية في برلين بعد اكتشاف أمر الجاسوس نحو مليون دولار.
وخلافا للصورة المعروفة عن العملاء التي تفيد بعدم إظهار أي تعاطف مع مشغّليهم، سمع زملاء سميث منه كلاما تعاطف فيه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وانتقد فيه بريطانيا وألمانيا.
وعبّر علنا عن دعمه للمتمردين المدعومين من روسيا في إقليم دونباس.
وعوقب سميث على جرائم ارتكبت في عام 2020، لكن القاضي عبر اعتقاده أنه بدأ في جمع المعلومات عام 2018، وجرى اعتقال الجاسوس في العام التالي.
وكانت ألمانيا أعلنت في العاشر من أغسطس 2021 عن توقيف سميث، بينما كان يعمل في السفارة البريطانية في برلين، بشبهة التجسس لحساب روسيا.
ووفقا للتقارير، فقد ألقت الشرطة القبض على الرجل في بوتسدام خارج برلين، وذلك بعد تحقيق مشترك بين السلطات الألمانية والبريطانية.