كان الفانوس واللوكس ضياءنا في الليل
وكانت جلسات الكبار , وسماع قصصهم تعليلاتنا
كان سماع الفلكلور واصوات بير مجو وخدر فقير وقبال وتحسين طه ومحمد عارف واياز واردوان افضل اغانينا
كنا ننام جميعا في غرفة واحدة, رؤوسنا على مخدة واحدة, ولحاف واحد يغطينا
نضحك ونبكي ونتهامس ونتحدث عن ايامنا
كنا نلبس ملابس اخواننا واصدقاءنا
كان الجار يدخل بيت الجار دون استئذان يطلب الخبز والبصل والباذنجان
كان للحب والعشق إحترام وصدفة
ينتظر العاشق ساعات فوق السطح ليرى حبيبته القادمة من حلب الأغنام او جلب الماء لان طريقها امام بيته
وعند اللقاء كانوا يتبادلون ابتسامة خجولة في ثواني معدومة وهو أعلى السطح وهي تمشي في الزقاق .
عندما كان يموت احدهم في قريتنا كان الحزن لجميعنا
كبرنا ولم نسمع بالطلاق في قريتنا, ولم نسمع بالانتحار في منطقتنا
في تلك الايام الجميلة
الفتاة كانت اشرف من الشرف في ايامنا
والسمعة والاخلاق والشرف كان شعارنا
الصداقة بكل معانيها تسري في دماءنا
التلاعب بمشاعر الآخرين لايوجد في قاموسنا
الامانة والاخلاص وحب الجار من أهدافنا
القرابة والنسابة كانت مقدسة عندنا
المصالح والأنانية لم يكن في علمنا وفهمنا
احترام الكبير وان كان غريب واجب علينا
كان الأخ سند لأخيه وأخته والكبير والدنا
اما الوالدين فكانوا إلهين مقدسين في البيت
كلامهم دستور وقانون لايناقش بل ينفذ
ولكن
فرحنا بضوء الشموع والمصابيح والكهرباء
ولكن انتهت جلسات الكبار وقصصهم
اصبح الحسناء والوحش وكودلوبي وعلي
خاندرو ابطال قصصنا
واصبحت سيمون وحنان ورقصاتهم من اجمل اغانينا
لكل واحد غرفة, ولايهتم الاخ ببكاء اخته وفرحة أخيه.
من العيب ان تطلب خبزا وبصلا من الجار لانه سيفضحك بعد أوان
اما الحب والعشق عبر الصور والفيديوهات
والمواعيد تحدد برنة واحدة او رسالة قصيرة
ولذلك يصبح الزواج بعدها كانها عقود لفترات
لانهم وصلوا حد الإشباع
اما الطلاق او الانتحار مصيرهم
عندما يموت أحدهم فان اصوات الموسيقى والهلاهل والرقص نسمعها في المحلة القريبة
وكأن احترام الميت قد ولى زمنه
اما اليوم الفتاة فقدت نفسها لان في الموبايل
حبيبها واسرارها
المنافع والمصالح فوق الكرامة والسمعة
الصداقة نادرة بمعانيها والقرابة مصالح
مكانة العاقل والمثقف والكبير لا وجود له
اما احترام الاخ لأخيه نادر ان تلاقيه
و كلام الوالدين يدخل في الأذن ويخرج من الآخر .