الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeاراءقاسم مرزا الجندي : الحدث الفلكي وأقصر نهار وأطول ليلة في الانقلاب...

قاسم مرزا الجندي : الحدث الفلكي وأقصر نهار وأطول ليلة في الانقلاب الشتوي

اليوم الجمعة (21/12/2018) هو أقصر نهار وأطول ليلة في السنة لنصف الكرة الأرضي الشمالي, وغدا السبت (22/12/2018) يأخذ الوقت من الليل ويستمر بأخذه لمدة ستة أشهر.
وتشرق الشمس في يوم السبت بتاريخ (22/12/2018) في تمام الساعة 6:31 صباحا وتغرب في الساعة 4:36 مساء ليكون طول  النهار في يوم الانقلاب الشتوي(10) ساعة و(4) دقائق وطول الليل (13) ساعة و(56) دقيقة في قلب منطقة الشرق الاوسط.
يبدأ فصل الشتاء فلكيا لهذه السنة (2018- 2019) في بداية يوم السبت الموافق (22/12/2018)، ويكون طول فصل الشتاء لهذه السنة (89) يوما و23 ساعة و38 دقيقة أي (90) يوما تقريبا. يعرف الانقلاب الشتوي في علم المناخ, ان الشتاء يمتد في نصف الأرض الشمالي من شهر ديسمبر إلى شهر فبراير. 
ويرمز هذه الظاهرة موسميا إلى التناقص التدريجي لساعات النهار خلال اليوم وازدياد ساعات الليل. ويحدث هذا الاختلاف بين تاريخي غروب وشروق الشمس، والتغيير في اليوم بين النهار والليل و الاختلاف بينهما, ويحدث ذلك بسبب ميل محور دوران كوكب الأرض حول محورها بزاوية نحو ٥ر٢٣ درجة بالنسبة إلى مستوى مدارها حول الشمس، وكذلك بسبب تأثير المدار البيضوي لدوران كوكب الأرض, ويحدث ذلك عندما تكون الشمس عمودية على مدار الجدي في النصف الجنوبي لكوكب الأرض.
تبدأ مربعانية (اربعينية) الشتاء, وهي فترة (40) يوما مع مطلع فصل الشتاء فلكيا، وبالتالي المفروض ان تبدأ المربعانية بعد الانقلاب الشتوي مباشرة بيوم واحد فقط , وليس كما يجري الان وهو لا يطابق التاريخ والحدث الفلكي , وربما تم استنباط فترة بدأ الاربعينية في 24 من ديسمبر من حساب الاشهر الشمسية (الشرقية) بعيدا عن الاحداث والاقترانات الفلكية, والتداخل الدقيق لمواعيد الطقوس والأعياد الايزدية القديمة في هذه الفترة مثل اعياد بيلندا .   
تحدث هذه الظاهرة الفلكية على جميع الكواكب في المجموعة الشمسية, حيث يميل أحد قطبيه نحو النجم(الشمس)، ويكون القطب الآخر بعيدا عنه في الجهة المقابلة ويكون في فترة الانقلاب الشتوي, في نصف الشمالي، وفي نصف الكرة الجنوبي يكون الانقلاب الصيقي, يشهد القطب الأرضي البعيد عن الشمس فصل الشتاء، والقطب القريب والمواجه للشمس يكون فيه الصيف, لأن نصفي كوكب الأرض يقابلان في اتجاهين متعاكسين على محور كوكب الأرض، لذلك عندما يشهد نصف ما الشتاء، يواجه النصف الآخر فصل الصيف.
وتعد هذه الظاهرة إيذانا ببدء طول ساعات النهار، وتحدث فى جميع أجزاء كوكب الأرض مرتين فى السنة، بفارق زمني مقداره 6 أشهر، وذلك ما بين 21 و22 ديسمبر حيث تصل الشمس لأدنى ارتفاع لها خلال الظهر فوق الأفق، وتكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي وشبه عمودية على نصف الكرة الجنوبى بإستثناء مدار الجدي, حيث يكون الشمس عليه عمودية، ويكون خلال يومي 20 و21 يونيو فى نصفها الجنوبى، وترتبط تلك الظاهرة بالانقلاب الشمسي الصيفي، حيث يميل أحد قطبي الأرض نحو الشمس فيكون القطب الآخر بعيدا عنها، وهنا يحدث ما يعرف بالانقلابين الشتوي والصيفي فى نصفي الأرض الشمالي والجنوبي، ويسمى الانقلابان بالانقلاب الشمسى.
يعتبر الانقلاب الشتوي حدثا وموعدا في الدورة السنوية لبعض الثقافات حتى أيام العصر الحجري الحديث. فقد كانت الأحداث الفلكية دليلا تعرف ببعض النشاطات، وقد استنبطت العديد من التقاليد والأساطير من الاحداث الفلكية،  وما اكتشف من بقايا مواقع أثرية مرتبطة بهذه الاحداث الفلكية تعود إلى تلك العصور القديمة.
ويتداخل هذا الحدث الفلكي عالميا في الثقافات العديدة للكثير من الشعوب والأقوام والأمم بشكل مختلف من شعب إلى آخر، وما يميزه من مظاهر الاعياد والطقوس والشعائر الدينية والمهرجانات والاحتفالات الأخرى, وكان قديما في(الانقلاب الشتوي), مفاهيم ولادة الشمس( آلهة الشمس) او(اله ميترا)  شائعة، لتلك الشعوب وكان يحتفل بإعادة ولادة السنة كرمز للموت والولادة لبدايات جديدة. 
وكان الرومان من بين الشعوب الذين كان يحتفلون بعيد ولادة الشمس(الهة الشمس) يوم 25 ديسمبر،  والكثير من الشعوب والديانات والتقاليد في بلاد ما بين النهرين وادي النيل وروما كان يحتفلون في الانقلاب الشتوي في عدة تقاليد ومراسيم اعياد الميلاد في ولادة الشمس او ما يعرف بيلندا(يلدا) لدى الايزدية والاشوريين قبل تحولهم الى الديانة المسيحية, ولكن في الفترة الاخيرة تم تحويلها من قبل مجمع الكنيسة واعتبارها يوم (25) من شهر ديسمبر هو يوم ميلاد السيد المسيح (ع)او يوم ختانه.
وأصبح الان يعرف بعيد الميلاد, ومناسبة حلول رأس السنة، والاحتفال بها, بتقاليد مسيحية مثل شجرة عيد الميلاد أو إكليل عيد الميلاد أو عادات أخرى تم استنباطها من تقاليد يول مع القليل من التحريف الذي لا تزال شعوب إسكندنافيا تسميها جول , والى يومنا يحيون شعوب الدول الاسكدنافية عيدا مشابها لعيد الشمس في مثل هذا التاريخ .
الايرانيون ايضا يحتفلون بليلة الانقلاب الشتوي، ويعرف بعيد ليلة المربعانية ويسمونها(شب يلدا) وهي(شب جلة) وتعني (ليلة الاربعينية) وايضا الزرادشتيون يحتفلون بها في هذه الليلة ويسمونها الان (شب جلة) وقد تم تغيير اسمها في هذه السنة من (شب يلدا) الى (شب جلة)، الذي يعرف بكونه هي الاربعينية, وهي الليلة الأطول والأكثر ظلمة من السنة. 
وهكذا كان يعرف اسم هذا العيد بالميلاد نسبة الى ولادة الشمس(عيد الشمس)(ميترا) وأصبح يعرف بأعياد الميلاد, وبقي الاسم ولكن تغير المعنى كما ذكرته. في حين بقي تلقيد هذا العيد لدى العديد من الديانات في بلاد فارس ولدى الزرادشتيون وبعض الاقوام الارية , ويحيونها الايزدية ويعرف بأعياد بيلندا وتعني الولادة ويحتفلون بها في 6 يناير السنة الجديدة أي بفارق 13 يوم وهو الفارق بين التقويمين الشمسي الايزدي والتقويم الميلادي . وهناك طوائف مسيحية شرقية يحتفلون بأعياد يلدا او بيلندا في تاريخ الاحتفال بها لدى الايزدية في 6 من شهر يناير.

قاسم مرزا الجندي
21/12/2018 الجمعة

RELATED ARTICLES

3 COMMENTS

  1. هكذا كان قبل زرادشت الجلة يبدأ ببداية الشتاء الكةردي في مطلع الشهر الكورد دي ماه 21 / كانون أول /, وهو قسمان الجلة الكبير 40 يوم يتبعه الجلة الصغير 20 أي كان الصوم 60 يوماً شتاءً ومثله صيفاً ونفس اليوم هو الشفبراة أطول ليلة وأنا أرى أن من الصواب أن يبد الباشيخ الجلة في 21 كانون بدلاً من 25 منه وأن يكون هذا اليوم عيد صوم ئيزي يسبقه صوم المللة

  2. نعم هناك امور كثيرة سوف تظهر للعيان … الايزدية لها جذور وامتداد كثيرة وقديمة يجمعها في بوتقة العراقة والاصالة للديانة الايزدية العيمقة … وقد نجد فيها اتجاهات متعددة او صراع الافكار والتوجهات حول اصل المعتقد الايزدي … قد يشار البعض فيها الى جوانب قومية او عائلية او طائفية … ربما هذه اهدافهم … والغريب ان هذه الاتجهات وكأنها تريد ان تضع الايزدية في حجم وقالب حديث يجردونها من العقيدة القديمة والعراقة و تنسيبها الى افكار دخيلة ومنحرفة نحو الاصولية وهناك اتجاه صادق قديم وأصيل للايزدية يتوجه نحوها الكثيرين من الكُتاب والمثقفين … ونتمنى ان نكون منهم … وربما ما نكتبه لا يحلو للكثيرين … لأنها اتجاه حقيقي وصادق ضد الافكار والمصالح الضيقة … ولان الايزدية مرت في مرحلة حديثة بالنسبة الى تاريخها الطويل والقديم … نجد فيها الكثير من مقدساتها وطقوسها ومراسيمها… نجد انها افقدت الكثير من اصول عراقتها التي تشمل وتمتد جذورها الى ما قبل الزرادشتية ….وتمدد الى المترائية (المثرائية)والى ما قبلها وأبعدت وتغيرت عنها لاسباب حديثة ومعروفة … ولكن الحقيقة لا يمكن ان يستمر نحرافها الى ابد الدهر … قد يطول ويقصر زمنها … وبالتالي لابد ان ينكشف حقيقة طقوس وأعياد الايزدية امام الجميع … نعم ما ذكرته استاذ حاجي قد تقترب من الحقيقة الى بداية اربعينية الشتاء … ولكنها لا تكتمل فلكيا … اما بخصوص الجلة والشفرات فهما في اتجاهها الصحيح … شكرا مداخلتي الاستاذ حاجي والأستاذ غازي …احييكم وخالص تحياتي لكم …

    قاسم مرزا الجندي
    25/12/2018

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular