.
قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب القاضي بسحب قوات بلاده من سوريا جاء بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وتشير آخر المعلومات إلى أن ترمب اتخذ القرار دون مشاورة الأمن القومي الأمريكي أو حلفائه.
ونشر الإعلام الأمريكي معلومات جديدة بشأن المكالمة الهاتفية وقرار الانسحاب من سوريا تؤكد أن القرار قوبل برفض شديد من جميع المشاركين في الحرب ضد داعش.
المعلومات المستندة لإفادات مسؤولين أتراك وأمريكيين، تتحدث عن أن ترمب صدم إدارته بهذه الخطوة التي جاءت عقب اتصال هاتفي مع أردوغان.
وأكد المسؤولون أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو رتب إجراء هذه المكالمة بعد يوم من حديثه مع نظيره التركي، مولود جاووش أوغلو، دون أن يتمكن خلالها من الحصول على أي توضيح بشأن تهديدات أردوغان بشن عملية عسكرية “ضد القوات الكوردية في شمال شرقي سوريا”.
وأعدّ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ووزير الدفاع جيمس ماتيس وعدد من أعضاء فريق الأمن القومي الأمريكي، قائمة عرضت على ترمب تتضمن جملة من النقاط لمناقشتها مع أردوغان بغية دفع الأخير للتراجع عن موقفه لكن ترمب تجاهل في اتصاله تلك النقاط وعبر عن دعمه لأردوغان.
وقال أحد المسؤولين: “كانت محاور الاتصال محددة للغاية، وقيل لترمب أن يقف بوضوح ضد التدخلات التركية في شمال شرقي سوريا ويقترح أن تعمل واشنطن وأنقرة بشكل مشترك لتبديد مخاوف (تركيا)، الجميع أوصى ترمب بأن يضغط ويسعى لتقديم شيء إلى تركيا يمثل انتصاراً صغيراً مثل السيطرة على منطقة حدودية، أو أي شيء من هذا القبيل”.
لكن سرعان ما وضع أردوغان نظيره ترمب في موقف المدافع بتذكيره بما يقوله مراراً من أن السبب الوحيد لبقاء القوات الأمريكية في سوريا هو هزيمة داعش، مشيراً إلى القضاء على 99% من مسلحي التنظيم.
وقال أردوغان لترمب: “لماذا لا تزالون هناك حتى الآن؟”، وأفاد مسؤول أمريكي آخر بأن الرئيس التركي أكد قدرة بلاده على إنهاء وجود مسلحي داعش المتبقين في سوريا.
وخلال الاتصال الهاتفي ذاته وبينما كان أردوغان على الخط، سأل ترمب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الذي كان يسمع المكالمة: لماذا القوات الأمريكية باقية في سوريا إذا ما كان يقوله الرئيس التركي صحيحاً؟ وأجبر بولتون على موافقة حجة أردوغان بعد الترحيب الذي لاقاه حديث الرئيس التركي من قبل ماتيس وبومبيو والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي، بريت ماكغورك.
وشدد بولتون على وجود إجماع بين فريق الأمن القومي الأمريكي على ضرورة استمرار الحرب على داعش ما يوحي بأن المعركة لا تقتصر على استعادة المناطق الخاضعة للتنظيم فقط، لكن ترمب رفض ذلك وتعهد فوراً بانسحاب القوات الأمريكية الأمر الذي أثار دهشة بولتون وأردوغان معاً.
لكن أردوغان حذر ترمب من مغبة الانسحاب الأمريكي السريع من سوريا لعدم وجود ما يكفي من القوات التركية على الحدود لسد الفراغ الكبير الذي سيتركه سحب القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا.
انتهت المكالمة الهاتفية بتأكيد ترمب على قرار الانسحاب دون توضيح محدد بشأن آلية تنفيذ عملية الانسحاب.
وفي الأيام التالية، اجتمع بولتون وماتيس وبومبيو في البيت الأبيض سعياً لإعداد خطة للتراجع عن قرار الانسحاب أو تأجيله أو تقليصه على أقل تقدير، لكن دون جدوى.
وكان من المقرر أن يعلن البيت الأبيض عن القرار يوم الثلاثاء الماضي، لكن وزارة الدفاع “البنتاغون” أقنعت ترمب بتأجيل الإعلان إثر عدم اكتمال خطة الانسحاب وعدم إبلاغ الكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة بالقرار.
ووفقاً للمسؤولين، فإن “إسرائيل كانت الدولة الثانية التي أبلغت بقرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بعد تركيا”.
وأعلن ترمب يوم الأربعاء الماضي، عن انسحاب قوات بلاده من سوريا بعد تحقيق أهدافها المتمثلة بدحر تنظيم داعش.
بالجزمة قائلاً : أنا سأرعى داعش والنصرة وغيرهما إلى أن يُسحق الكورد , وإن تركتهم لي سأقضي على داعش والنصرة والحر وغير الحر وأنا أتعهد بذلك وإن لم أنهِ داعش مباشرةً بعد الكورد فعُد , أي أن ما طبقه ترامب على الكورد سيطبقه أردوكان على داعش وأخواتها , أما إيران فله معها شأنٌ آخر وفي حلقة أُخرى