من هو المثقف؟ ومن هو السياسي؟. المثقف ذلك الإنسان الذي لديه خزين معرفي كبير، وهو العين الساهرة على حفظ تاريخ وتراث وأدب الأمة ماضياً وحاضراً. إما السياسي، فهو ذلك الإنسان الذي يكون سريع البديهية، أي:” يفهمها وهي طايرة” أضف لهذا، عليه أن يعلم بقدر كبير قواعد اللعبة السياسية الدولية والإقليميةوالمحلية، ويحتم عليه، أن يكون قارئ نهم، ومستمع جيد لما ينشر ويقال في وسائل الإعلام عن ما يحدث في العالم، حتى يستطيع أن يقرأ ما بين السطور وما خلفها، أي:”يقرأ الممحي والمكتوب”. وقبل هذا وذاك، يجب أن يكون لديه لغة واضحة، وخطاب واضح بكلمات مفهومة ودقيقة ومؤثرة، بهذا الأسلوب العلمي الرصينيوصل فحوى تصريحاته وخطاباته إلى عموم مشاهديه ومستمعيه بصورة صحيحة وسليمة ومؤثرة. السؤال هنا، هل يوجد لدينا نحن الكورد مثقفون وسياسيون من هذا الطراز؟ أم لدينا ثلة من أشباه المثقفين والسياسيين؟. بلا تردد أقول لدينا أشباه مثقفين وسياسيين، لأني شاهدتهم وسمعت إليهم ورأيت أعمالهم خلال عشراتالأعوام لم يحفظوا تاريخنا، الذي صار نهبناً للعرب والأتراك والفرس وغيرهم، ولم يوحدوا لغتنا، بل كل في منطقة سلطته يحاول أن يقوي لهجته المحلية!، أضف أنهم لم يصونوا تراثنا من النهب والعبث بها من قبل كل من هب ودب الخ، وهكذا هم سياسيونا، لم يردوا لنا شبراً واحداً من أراضينا المغتصبة، لا بل فقدوا الكثير منأراضينا لصالح المحتل العربي الغاشم، ولم يرسموا لنا حدود وطننا الجغرافي من أين إلى أين؟، ولم يوحدوا بين الشرائح الكوردية في بوتقة الأمة الكوردية، بل كانوا دائماً أداة للتفرقة بين هذه الشرائح. على سبيل المثال وليس الحصر، قائد سياسي كان مشغولاً بسرد النكات البايخة كرر مرات عديدة في خطاباته: “سلێمانی شارەحەیاتەکە= حياتي مدينة السليمانية” كأن مدن كوردستان الأخرى عدوة له!. إن هذا القائد المعروف تكلم في إحدى الاجتماعات الحزبية لتقييم مفاوضات حزبه مع حزب البعث المجرم عن بعض المدن الكوردستانية ومن ضمنها مدينة كفري التي وصفها وصفاً تهكمياً حين سماها:كفري مفري!!. وذات مرة قال في التلفزيون دونخجل وحياء: إننا لا نقبل من كتابنا أن يمسوا إيران بسوء في كتاباتهم!!. أهذا سياسي! أم قرقوز (قرقوز: دمى يحركها إنسان مختف)؟. وسياسي الآخر بعد مرور 60 عاماً على تأسيس حزبه الديمقراطي قال في إحدى لقاءاته: سنحاول بعد الآن أن نتعلم الديمقراطية!، إلا يعرف هذا.. أن عمر حزبه جاوز آنذاك 60 سنة واسمه الديمقراطي، يا ترى كيف بعد ستت عقود يقول سوف يتعلم الديمقراطية!! إذاً لماذا حزبه اسمه ديمقراطي!!. أو ذات مرة سأله الصحفي الذي أجري معه لقاءً: ماذا تقرأ الآن يا أبا.. . قال: أقرأ القاموس. هل أن القاموس للقراءة!! أم للمراجعة والبحث عن معنى اسم ما، أو كلمة ما؟؟. يجب أن يعلم الطبقة السياسية الكوردية أنتصريحاتها بُراجع ويقيم في الدول المحيطة، أن هم تكلموا بهذا المستوى المتدني سيعلم المحتل العربي الفارسي التركي أن هذه القيادات ليس في جعبتها شيء، بل حتى لا يجيدوا الكلام بصورة صحيحة وسليمة. وسياسي آخر من حركة التغيير، قال في لقاء تلفزيوني، أنا لا أريد أن تعود بعض المناطق المستقطعة من كوردستان،لأنها تسبب لنا المتاعب!!. هل هذا كلام يقوله سياسي من حركة اسمها التغيير!! ألم يجب على مصوري هذه الحلقة التلفزيونية والعاملون داخل الأستوديو قبل الشارع الكوردي أن ينهالوا على رأسه الأجوف بأحذيتهم المتسخة؟؟. لكن ماذا نقول للعراقجية، الذين لا يعرفون مدى قدسية الانتماء للوطن الكوردستاني والشعبالكوردي، أو يعرفون ويحرفون من أجل حفنة دولارات، كتلك التي غيرت حتى لقبها إلى لقب عربي، ليس هذا فقط، بل رشحت نفسها للبرلمان العراقي على قائمة عربية وصارت تعادي الكورد علناً!. إما الأحزاب والمنظمات الإسلامية التي تحمل اسم الكورد وكوردستان بلا أدنى شك أن مظهر قياداتها كوردي، إلا أن مكنوناتهمعربية، بمعنى لو تفتش تحت زيهم الكوردي ستجد عقالاً عربياً.
المادة الأخرى في موضوعنا لهذا اليوم هي عن أحد أبناء الكورد الغيارى، إلا وهو السلطان (صلاح الدين الأيوبي) هذه القيمة التاريخية الكبيرة، هذه القامة الشامخة، هذا الصرح الشامخ، الذي لا زال العالم يذكره بفخر وإجلال، إلا أنه عند المثقفين الكورد وسياسييهم صار نسياً منسيا!!. إن هم مثقفون وسياسيون بحق وحقيقة يجبعليهم أن يستغلوا اسم (صلاح الدين الأيوبي) كمحارب كوردي مغوار لا يشق له غبار، ويَمنُّ به على العرب والمسلمين بأنه مواطن كوردي لم يدع أن يغيّر الغرب وجه المنطقة وهويتها، لقد أنقذ العرب والإسلام من الفناء، لذا يجب على الشعب الذي أنقذه الفتى الكوردي من الدمار والهلاك أن يعيد اليوم الدَين الذي عليه منذقرون إلى شعب صلاح الدين، وذلك من خلال اعترافه الصريح به كشعب كوردي حر قائم بذاته وبوطنه كوردستان؟.
عزيزي القارئ، أنك تعرف بين في
عزيزي القارئ اللبيب، بعد انتصار الانتفاضة الخالدة، التي قامت بها جماهير الكوردية في مدن جنوب كوردستان، والحماية الدولية التي حصلت عليها من المجتمع الدولي، أصبح جزء من الوطن الكوردي حراً وبيد أبناؤه. وقبل هذا أمر الرئيس العراقي المجرم صدام حسين بسحب جميع مرافق الاحتلال العراقي من جنوبكوردستان، عندها استقر الوضع الأمني في الإقليم، لكن سرعان ما استلمت دفة السلطة فيه بعض الأحزاب الكوردية، ومن حولها ثلة من أشباه المثقفين..، أولئك الذين يدورون في فلك هذه التنظيمات كما يدور المغزل في فلكه، ويقومون بتزيين (مكياج) الوجوه الكالحة فيها أمام الجماهير الكوردية، حين يظهروا الفساد المتفشي في دوائر الإقليم على أنه خدمة للمواطن الكوردستاني؟ وسرقة المال العام الكوردي بأنها تصرف في مشاريع خدمية، وتسليم نصف مساحة جنوب كوردستان كخانقين وخورماتو وكركوك الخ للأشياع وللغرباء التركمان على أنه عمل وطني!!. أليس من واجب المثقف أن يحاول بمداد قلمه توحيد الأمة قبل السياسي؟ يا ترى أين أنتمفيما يجرى في غربي كوردستان ضد جزء هام وحيوي من الشعب الكوردي؟ أو الجرائم البشعة التي يقوم بها العاهر أردوغان ضد أخواننا في شمال كوردستان، أو ما تقوم به سلطة الملالي القابعة في طهران ضد شعبنا الأبي في شرقي كوردستان؟. يا ترى أين أنتم يا مثقفي وسياسيي الشعب الكوردي الجريح من كل هذا الذييجري في وطننا كوردستان ولشعبنا الكوردي الجريح؟؟!!.
” الثقافة التي تخاف على نفسها من
(نزار قباني)
20 12 2018