أفادت شبكة “بي بي سي” البريطانية، السبت، أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنهاء العملية العسكرية الأمريكية ضد تنظيم داعش في سوريا، أثار تساؤلات عما يمكن أن يحدث للكرد، شركاء واشنطن الرئيسيين على الأرض، وعما إذا كانت تركيا عرضت أي شيء على ترامب مقابل انسحابه.
وذكرت الشبكة في تقرير لها، اليوم، 22 كانون الأول 2018، ان إعلان ترامب انسحاب 2000 جندي أمريكي من شمال شرقي سوريا، يعد هدية إلى كل من تركيا والرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضحت أن الولايات المتحدة، من خلال دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، كانت تسيطر بشكل غير مباشر على نصف الموارد السورية الاستراتيجية، بما في ذلك العديد من السدود وحقول النفط ومعظم الأراضي الزراعية الخصبة في المنطقة، بالإضافة إلى نفوذها ودورها القوي في المناقشات مع حكومة الأسد وحلفاؤه روسيا وإيران حول مستقبل البلاد.
وأشارت إلى انه وبعد قرار الانسحاب الأمريكي، فان قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تمثل الغالبية العظمى في تلك القوات أمام خيارين محتملين.
اخيار الأول هو استخدام أنقرة قوتها الجوية، لشن عملية عسكرية في مناطق الكرد شمال سوريا، وسيكون تحت تصرفها ما لا يقل عن 15 ألفا من مقاتلي المعارضة السوريين المتمركزين غربي نهر الفرات في الباب وغيرها من المدن الحدودية، وقد يظن أردوغان أن بإمكانه إقناع المقاتلين العرب المنخرطين في قوات سوريا الديمقراطية بعدم تدخلهم في النزاع الكردي-التركي والتخلي عنها.
أما السيناريو الثاني سيشهد محاولة قوات سوريا الديمقراطية إبرام صفقة مع الحكومة السورية، إذ من الممكن أن يقرر الأسد في نهاية الأمر التنسيق والتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية كونها أقل خطورة من الوجود التركي الذي قد يطول في شمال سوريا، لأن الجيش السوري يفتقر إلى عدد المقاتلين والقوة العسكرية القادرة على السيطرة على مناطق سيطرة القوات الكردية وحدها.
وبحسب مراقبين فانه من المرجح أن تحدث تغييرات في موقف الحكومة السورية وسط انهيار العلاقات بين روسيا وإيران وتركيا، الذين عملوا معا لتحقيق الاستقرار في سوريا وإيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
كما أن الانسحاب الأمريكي من سوريا قد يضعف الرغبة الروسية والإيرانية في التوافق مع خطط تركيا.
ر.إ
