التحليلات عثرت على آثار للفيروس في عربة كانت تضم كلاب الراكون.
(الحرة) ترجمات – عثر فريق دولي من خبراء الفيروسات على بيانات وراثية من سوق ووهان بالصين تربط “كوفيد” بكلب الراكون، ما يعزز الأدلة من جديد حول نشوء الفيروس من التجارة غير المشروعة في الحياة البرية، وفق ما نقلت مجلة “ذي أتلنتيك”.
وكان الجدل حول منشأ الفيروس يدور حول فرضيتين: الأولى تقول إنه تسرب من مختبر صيني والثانية تقول إن له جذور طبيعية بحتة، والأخيرة كانت تفتقر لأدلة جينية من سوق ووهان تدعمها.
ولم يتم نشر تفاصيل التقرير بعد لكن المجلة أوردت بعض مضامين ما توصل إليه الفريق.
وتنقل المجلة أن فريقا دوليا من علماء الفيروسات وعلماء الجينوم وعلماء الأحياء التطورية ربما قد عثروا أخيرا على بيانات تساعد في حل اللغز الذي يؤرق العالم منذ سنوات.
وبحسب المجلة يظهر تحليل جديد للتسلسلات الجينية التي تم جمعها من السوق أن كلب الراكون الذي يباع بشكل غير قانوني في السوق ربما كان يحمل الفيروس.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن البيانات الجينية أخذت من مسحات من سوق ووهان للمأكولات البحرية بدءا من يناير 2020، وبعد وقت قصير من إغلاق السلطات الصينية للسوق بسبب الشكوك في ارتباطه بتفشي فيروس جديد.
وتكشف الصحيفة أن الباحثين مسحوا الجدران والأرضيات والأقفاص المعدنية والعربات التي تنقل الأقفاص.
وفي العينات التي كانت تحمل الفيروس، عثر فريق البحث على مادة وراثية تخص الحيوانات، ومنها كمية كبيرة تخص حيوان كلب الراكون، حسبما قال ثلاثة علماء مشاركين في التحليل للصحيفة.
وأثبت التحليل أن آثارا جينية من الراكون وجدت في نفس المكان الذي عثر فيه على المادة الوراثية للفيروس، ما يتفق مع فرضية انتقال الفيروس من حيوان بري إلى البشر، وفق العلماء الثلاثة.
ويأتي التقرير بعد أن عادت فرضية تسرب الفيروس من المختبر إلى الواجهة بفضل تقييم استخباراتي جديد من وزارة الطاقة الأميركية وجلسات الاستماع التي قادتها القيادة الجمهورية الجديدة لمجلس النواب، وفق “نيويورك تايمز”.
ونقلت الصحيفة عن جيريمي كامل، عالم الفيروسات في مركز العلوم الصحية بجامعة ولاية لويزيانا في شريفبورت والذي لم يشارك في الدراسة، قوله إن النتائج تظهر أن العينات من السوق تحتوي على الحمض النووي لحيوانات برية.
وأشار كامل إلى أن ذلك لا يعد دليلا قاطعا، لكنه يسلط الضوء على دور تجارة الحيوانات البرية في تفشي الفيروس.
وتنقل الصحيفة أن عينة لفتت انتباه الفريق أخذت من عربة عثروا فيها على الحمض النووي لكلب الراكون وحمض الفيروس أيضا، وفق ما نقلت “نيويورك تايمز” عن ستيفن غولدشتاين، عالم الفيروسات في جامعة يوتاه الذي عمل على التحليل الجديد.
وتنقل مجلة “تايم” بدورها أن وجود الحمض النووي لكلب الراكون والمواد الوراثية للفيروس في نفس المكان يعني أنه من الممكن أن كوفيد أصاب الراكون وانتقل إلى البشر الذين كانوا يترددون على السوق.
والأسبوع الماضي، وافق مجلس النواب الأميركي بالإجماع على مشروع قانون يهدف إلى رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية حول وجود روابط محتملة بين كوفيد-19 ومختبر صيني يشتبه بأن فيروس كورونا تسرب منه.
ووافق مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، على الطلب من مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، رفع السرية عن الوثائق المتعلقة بهذا الشأن، ما يعني أنه لم يبق أمام مشروع القانون سوى إرساله إلى البيت الأبيض ليحظى بتوقيع الرئيس جو بايدن.
وبدأ تفشي كوفيد العام 2019 في مدينة ووهان بشرق الصين، ما تسبب بوفاة نحو سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن وفقا لإحصاءات رسمية، بينهم أكثر من مليون في الولايات المتحدة.