السبت, نوفمبر 23, 2024
Homeمقالاترابطية تنفذ من بين براثن الفاشيين ! : احسان جواد كاظم

رابطية تنفذ من بين براثن الفاشيين ! : احسان جواد كاظم

بمناسبة انقلاب 8 شباط الفاشي 1963, كتبت في استذكار سابق عن حادثة حصلت لي في النجف, حيث بيت جدي, مع صديق طفولتي مهدي كيمر آل بو اصبيع, عندما انتهكت فضاء مرحنا الطفولي في احدى دوالين النجف ودرابينها ونحن نخرق قرار فرض أحكام طغمة الانقلاب العرفية ومنع التجول ببراءة, شلة من كثي الشوارب.. متجهمي الوجوه, رشاشاتهم ( التي عرفنا اسمها لاحقاً ” بور سعيد ” ) معلقة على أكتافهم بوضعية قتال الشوارع. زاعقين بوجوهنا زاجرين, ثم اقتحموا دار صديقي… فتشوه بحثاً عن شيوعيين, استجوبوا كباره.. واثارت اهتمامهم مجموعة صور لصديقات ابنتهم ” مائدة “. استرعى انتباههم صورة اختي الكبرى ” رضية ” التي كانت طالبة ثانوية في النجف وتنشط آنذاك ضمن ” رابطة المرأة العراقية “, ولكن رد صديقة اختي ” مائدة ” أثار حيرتي ودهشتي, وهن صديقات عمر, عندما اعطتهم اسم رضية أخرى بلقب مختلف !

أخذوا صورة اختي الفوتوغرافية وغادروا.

خرجت بعدها من بيتهم طيّارة إلى بيت جدي, لكي اقص على أهلي وبحضور أختي, الحادثة.. لم تتأخر ” مائدة ” عن الحضور لتؤكد أقوالي.

وقرّ قرار الوالد على تهريبها إلى بغداد.

قُطعت أوصال البلاد بحواجز التفتيش الدائمة والمؤقتة التي تضعها قطعان الحرس القومي, لاقتناص كل ناجٍ من ارهابهم, لاعتقاله وحتى تصفيته ميدانياً, بعد المقاومة الشعبية البطولية للانقلابيين في مناطق و أحياء بغداد الشعبية, الكفاح وباب الشيخ وشارع الكراد والكاظمية والشاكرية… إضافة إلى المواجهات المسلحة لهم في مدن وأرياف الفرات الأوسط والناصرية وغيرها.

كان يجب التخفي للنفاذ من بين براثنهم, لا سيما بحيازتهم لصورتها, بارتداء ” البوشية “* ( لأول مرة, لأن نساء عائلتي كن يكتفين بالعباءة التقليدية العراقية كما أغلب نسوة مدينة النجف ذات الطبيعة الدينية الخاصة ).

لا اذكر من رافقها إلى كراج بغداد في المدينة الملغم بافرادهم, للتسلل إلى العاصمة, ونجت !

 

بعد انقلاب حلفائهم وشركائهم عليهم في 18 تشرين الثاني من نفس عام الانقلاب الأول, استتب الأمر لدولة العسكر.

 

اختي ” رضية جواد الموسوي ” تخرجت, من كلية الآداب في بغداد – قسم اللغة العربية, لتعود إلى مدينتها الأثيرة, لتدّرس في ثانوية النجف للبنات, لسنين طويلة.. وتخرج على يديها أجيال من بنات النجف.. حازت على حبهن وثقة بيوتاتهن.

 لها ابن وأربع بنات وعدد كبير من الأحفاد.

ورغم ما قضم الألزهايمر من ذاكرتها, فإنها باقية في افئدة وعقول محبيها.

انتهى البعثيون ” إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم “, ولا زالت ” رابطة المرأة العراقية ” ماضية في دربها, تحمل هم الوطن وقضية نساءه !

 

 

  • البوشية – هي حجاب أسود يغطي كامل الوجه.
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular