هناك العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالنعاس والرغبة في النوم بشكل دائم، ويظنون أنهم يعانون من إدمان النوم، وذلك لأنهم بحاجة إلى العودة إلى سريرهم، حتى وإن كانوا قد ناموا الساعات الكافية كاملة خلال الليل.
لكن السؤال هنا هو: هل فعلاً هناك شيء اسمه إدمان النوم؟ والجواب المختصر هو لا.
وذلك لأن الإدمان يُشخص، حسب الجمعية الأمريكية لطب الإدمان، على أنه عبارة عن تفاعلات معقدة بين دوائر الدماغ وعلم الوراثة والبيئة وتجارب حياة الفرد.
وهذا الوصف لا ينطبق على النوم، لأنه عبارة عن وظيفة بيولوجية ضرورية، لذلك لا يمكننا حقاً أن نُدمنه لأننا نعتمد عليه بشكل طبيعي، بعد ممارسة العديد من الأنشطة، إلا أن الشعور الدائم بالنوم هو دليل على أشياء أخرى، من بينها أمراض متعددة.
صعوبة تعويض ساعات النوم والشعور بالنعاس المستمر
حسب مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، يجب على البالغين الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم المتواصل ليلاً، إذ إن تعويض ساعة واحدة من النوم ليلاً قد يحتاج إلى أربعة أيام كاملة.
وعندما لا يحصل الشخص على القسط الكافي من النوم، وبشكل منتظم، فقد يتحول الأمر إلى حالة من النعاس المستمر، ما يجعل الشخص يظن أنه يعاني إدمان النوم، لكنه في الواقع متعب لا غير.
وقد تكون هناك عدة أسباب وراء تحول الإحساس بالرغبة في النوم إلى شعور دائم، وذلك عندما تكون متعباً وتتوق إلى النوم، إذ يخبرك جسمُك بأنه بحاجة إلى إعادة الشحن، وإصلاح نفسه عن طريق قيلولة.
الشعور بالنعاس المستر قد يكون دليلاً على “فرط النوم”
يمكن اعتبار أن ضعف جودة النوم من بين أبرز الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بالرغبة الدائمة في النعاس، وكأنه مدمن للنوم.
إذ يمكن تحسين جودة النوم عن طريق تجنب اضطرابات النوم وتعديل عادات وقت النوم، أو القيام بالجدولة الزمنية، من أجل التأكد من ساعات النوم التي تمت خلال الليل.
لكن بالنسبة للأشخاص الذين ينامون ما بين 7 إلى 9 ساعات في الليلة، ومع ذلك يشعرون بالنعاس المفرط أثناء النهار، فهذا غالباً ما يكون دليلاً على إصابتهم بمشكلة صحية تُسمى فرط النوم، المعروفة أيضاً باسم النعاس المفرط أثناء النهار، وتحتاج إلى تدخل طبي، لأنها يمكن أن تكون علامة على مرض آخر.
حالات تؤدي إلى النعاس المفرط
هناك مجموعة من الحالات التي تؤدي إلى النعاس المفرط، وبشكل مباشر تكون سبباً في اضطراب النوم، والشعور بالنعاس طوال النهار، وهي كالتالي:
– توقف التنفس أثناء النوم، ما يؤدي عادةً إلى شخير عنيف، وهذا ليس مجرد عادة مزعجة، إذ يمكن أن يكون أيضاً حالة طبية خطيرة.
– حالة الخدار، وهو اضطراب عصبي قد يؤثر على قدرة الدماغ على التحكم في دورات النوم والاستيقاظ، في حين أن النعاس المفرط هو العرض الرئيسي، فقد تشمل الأعراض الأخرى ضعف العضلات وشلل النوم والهلوسة البصرية و”نوبات النوم”.
– تصاحب هذا الاضطراب النادر نوبات متكررة من النوم المفرط والتغيرات الإدراكية أو المزاجية، وهي ناتجة عن الإصابة بمتلازمة كلاين ليفين.
– يمكن أن تستمر النوبات من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، في بعض الحالات يمكن للناس النوم لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم.
– فرط النوم مجهول، وهو اضطراب غير شائع، يتسبب في الشعور بالنعاس الشديد طوال اليوم، حتى بعد النوم طوال الليل. الأشخاص الذين يعانون من هذا قد يواجهون صعوبة في الاستيقاظ من النوم.
– الديسانيا أو العجز الشديد عن النهوض من السرير، يختلف هذا عن الكلينومينيا، أو هاجس البقاء في السرير.
علامات تكشف عن اضطراب النوم
أفاد المعهد الوطني الأمريكي للصحة، أن 50 إلى 70 مليون أمريكي يعانون من اضطرابات النوم المزمنة، بالإضافة إلى ذلك، أفادت دراسة أُجرِيَت عام 2013 أن 19.5% من البالغين الأمريكيين يعانون من النعاس المفرط أثناء النهار.
وهناك مجموعة من العلامات المنبهة التي ربما تكون قد السبب وراء الشعور بالنوم المتواصل وهي كما يلي:
– التعب
– صعوبة الاستيقاظ بعد نوم طويل
– غرابة الأطوار
– الحاجة إلى قيلولة
– صعوبات في التذكُّر
– تشتُّت الذهن
وهناك بعض الآثار الجانبية الأخرى التي قد تواجهها، وهي:
– الكسل
– التعب
– الصداع
– الصداع النصفي
– فقدان الشهية
– الأرق
– الهلوسة
– التفكير في الانتحار
– فقدان الذاكرة
إذا تُرك فرط النوم دون علاج فقد يؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية السلبية على المدى الطويل، الأمر الذي يجعل من تدخل الطبيب أمراً لازماً، من أجل التخلص من وضع النوم المستمر، والعودة إلى ممارسة الأنشطة بشكل حيوي.
إدمان النوم والصحة النفسية
يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى تساعد على الشعور بعدم الرغبة في النهوض من السرير، أو الحاجة إلى النوم بشكل مستمر، وغالباً ما تكون هذه الأسباب نفسية.
حيث أظهرت دراسة أُجرِيَت عام 2008 أن 40% من البالغين المصابين بالاكتئاب يعانون من النعاس المفرط أثناء النهار.
وأظهرت دراسة أخرى أُجرِيَت عام 2015 أن الأفراد الذين يعانون من فترات نوم قصيرة (أقل من سبع ساعات)، أو طويلة (أكثر من تسع ساعات)، أبلغوا عن أعراض اكتئاب أكثر بكثير من الأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي.
وهذا دليل على أن النوم المفرط هو عَرَض شائع لعلامة الاضطراب الاكتئابي الشديد، وذلك لأنه يكون وسيلة من أجل تخفيف الألم النفسي، مهما كانت أسبابه.
ولهذا في حال كان الشخص يعاني من النعاس المفرط أثناء النهار، مقروناً بمشاعر الحزن واليأس وما إلى ذلك، فمن المهم التحدث مع أخصائي الصحة النفسية، والحصول على الدعم على الفور.
إدمان النوم مقابل إدمان الحبوب المنومة
عند اللجوء إلى الحبوب المساعدة على النوم، من أجل الحصول على نوم جيد، وعدم انقطاعه بشكل مستمر، قد يتحول الأمر إلى إدمان في بعض الأحيان.
إذ عندما تؤخذ الحبوب المنومة على النحو المنصوص عليه فهي مفيدة لمعالجة الأرق قصير المدى، ولكن ما يبعث على القلق أن جسم الإنسان يمكن أن يصبح معتمداً على الحبوب، ولن يتم إدراك الأمر حتى يتم التوقف عن تناولها.
يمكن أن تشمل علامات وأعراض إدمان الحبوب المنومة ما يلي:
– مشاكل تناسق الحركة
– التعب والنعاس أثناء النهار
– ضعف التركيز
– صعوبة التذكُّر
– اضطرابات النوم
ومن أجل تفادي الوصول إلى حالة إدمان الدواء، من أجل النوم بشكل أكثر راحة، يمكن اعتماد مساعدات النوم الطبيعية، وذلك لأنها لا تسبب أي آثار جانبية تؤدي إلى الإدمان، ومن بينها نجد:
– الميلاتونين
– البابونج
– جذر حشيشة الهر
– الكافا
– الخزامى
يمكن تناول هذه الأعشاب بطريقة مباشرة، سواء من خلال وضعها في المشروبات الساخنة كالشاي، أو شرائها على شكل مكملات غذائية.