أبحث عن نفسك في صور الأموات.
بطبيعتي لست متشائما ولكن الحقيقة يجب ان يقال في النهاية الجميع سيشربون من نفس الكأس ، انها كأس مر في الحياة ولا يحبذ أحدا من شربها لأن الحياة بالرغم من احزانها ودموعها ومصائبها، ولكنها جميلة لا يريد الإنسان أن يبتعد عنها ويتركها وربما في بعدها الراحة والطمأنينة .
ايها الانسان عندما تنظر إلى صورة إحدى الأموات ان كان قريبا او بعيدا منك ولكنك تعرفه ان كان من مسقط راسك او مسوولا او انسانا مشهورا او غنيا ، ستكون الذاكرة في عنفوانها مهما بلغت من العمر ، وستجد تفاصيل حياته في تلك النظرات ، وان كنت عادلا في الحكم والقضاء فسيكون نطقك بكلمتين ، وان كنت منحازا أيضا سيكون النطق بكلمتين وبين العدل والانحياز ( لا ) اما تقول الله يرحمك او تقول الله لا يرحمك .
بما انها نفس الكأس الذي شربها الميت ستشربه انت ، حاول ان تجد نفسك ميتا وانت على قيد الحياة ،وكأن الشخص الذي في الصورة هو انت الميت الحي .
على الإنسان أن يخرج من معركة الحياة بأقل قدر ممكن من الخسائر ، وعليه الاستفادة من تجارب الذين رحلوا عن الحياة ضمن مقايس الانسانية والذي يعترف بها جميع الدول والاديان والمجتمات والقوميات والألوان من البشر.
احيانا بمقدورنا ان نستفاد من أخطاء الآخرين ، قبل أن نقع في تلك الأخطاء.
من يريد الإصلاح بمعنى إصلاح الذات ( نفسه ) بالإمكان ان يتعلم من صورة انسان قد ودع الحياة .
ان العيون مرآة العقل وبعد النظر الى الصورة يقوم العين بإرسال الايعازات الى الدماغ ، فإن الدماغ يحلل ويستنتج ويقرر ويرسل ايعازات الى الجسم لتنفيذ قرارته .
وهنا تبدأ المعركة الحقيقية مع الذات ، معركة العواطف والمشاعر والرغبات والشهوات يقودها القلب وفي الجانب الاخر الاخلاق والكرامة والإنسانية بكل مفاهيمها يقودها العقل .
اذا استطاع الإنسان أن يستفيد من صورة الميت الذي رحل ومن سلبياته وايجابياته ، لجعل من صورته في المجتمع لامعا وبراقا بعد انتصار جبهة العقل على القلب ، وإذا انتصر القلب فهذا يدل على أن نظراتك للصورة مجرد للنظر .
قد تكون المقالة فلسفية ولكن التركيز في القراءة تبين المقصود والهدف .
