كلكم راع وكل مسول عن رعيته فمن تقع على عاتقه واجب مسؤولية الاهتمام بشؤون الناس يجب عليه أدرك حجم دوره ومسؤوليته الإنسانية أولا والأخلاقية ثانيا ووطنيا، ثم والمفروض إن يكون آهل لها ، وإلا عليه عدم التصدي وترك المجال للآخرين للقيام بهذا المهمة .
بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة من بعض الساسة نيتهم و قرارهم النهائي الاعتزال من العمل السياسي وترك المناصب ومشاكلها للغير، والتفرغ للعبادة والاستغفار ، وهم في نفس الوقت يعترفون بخطئهم وبتحملهم مسؤولية ما وصلت إليه أمور البلد .
الاعتراف بالخطاء فضيلة لان بشر غير معصومون من منا لا يخطى أو يصيب ، لكن الأهم عدم تكرر نفس الأمر أو نعمل على التصحيح أو التغيير لكي لا يتكرر نفس الخطاء مرارا وتكرارا هذا أولا .
وثانيا كانت دعواكم أيام سنوات المعارضة الطويلة ،ومنذ سقوط الطاغية وللفترة قريبة جدا قادة مشاريع الإصلاح والبناء ، وانتم على يقين وعلم إن ظروف البلد معقدة وشائكة للغاية بين تركة الماضي وتحديات ومخاطر المرحلة، والمفروض إن تكونوا على قدر المهمة والمسؤولية والواجب ، لتكون سبب اغلب مشاكل البلد وأهله .
طوال أكثر من خمسة عشر سنة انتم وأهلكم تتنعمون بخيرات وثروات البلد ، وتتقاسمون مع الغير المكاسب والمنافع السلطوية والشخصية ، وتشرعون القوانين التي تخدم مصالح الآخرون ومصالحكم بدون إي حسيب أو رقيب ، وتعيشون في القصور الفاخرة والمحمية بالآلاف الرجال ، ومن يطلب منكم الإصلاح أو التغيير تفتح عليه أبواب جنهم ، وشعبنا يذبح ويقتل ويهجر ، وأكثر من ذلك بكثير جدا .
أوصلتم البلد وأهله إلى ما يكن في الحسبان لنكون ساحة لتصفية الحسابات بين الكبار ، وبلد للمجموعات أو المسلحة تصول وتجول ،ولتصل الأمور إلى ضرب ثوابتنا الدينية والمجتمعية ، وتنتشر أفكار ضالة منحرفة ما انزل الله من سلطان لنرى الغرائب والعجائب ، وتغرس في عقول الكثيرين ، ومن يحاول نصحهم أو ردعهم تكون حجتهم وردهم عنيف نحن نعيش في بلد ديمقراطي يضمن لنا الحرية الكاملة.
هذا الاعتراف المتأخر جدا لن ينجيكم من الحساب والعقاب ، ومصير لأن كل من قتل الشعب ودمار البلد كانوا مصيرهم معلوم من الجميع .