يحتفل أكراد العالم بعيد النوروز أو النيروز في 21 من شهر آذار من كل عام، ويعدّه الأكراد عيداً وطنياً له رمزية الخاصة لدي الشعب الكردي.
*ماهي الأسطورة المُرتبطة به؟ ومن هو كاوا حداد؟
تعود القصة إلى آلاف السنين، ففي “ملحمة الملوك – شاهنامه”، يروي الفردوسي قصة “كاوه الحداد” الذي يعتبره الشعب كردي فارس الحرية ورمزَ الثورة الكردية على الظلم والاستبداد، كيف لا وهو من خلصهم من الحاكم الظالم الذي قتل المئات من الشعب الكردي، فكاوا حداد أنهى تاريخ الملك الشرير الذي يُدعي “الملك زهاك ” وبالعربية يُدعى “الملك التنين”.
كان هذا الملك، وحسب رواية القدماء، يقتل الأطفال ويُطعم أدمغتهم لثعابينه التي يضعها على كتفيه.
ومنهم من قال: إنه كان مختلاً عقلياً ويقتل الناس كي يحصل على أدمغتهم ويضعها على رأسه.
وبعودتنا إلى القصة، سلب هذا الملك الشرير أطفال كاوه الـ 15 ولم يتبقً لديه سوى فتاة صغيرة، أراد الحداد أن يفديها بروحه فتوجه إلى قصر الملك وحاربه وانتصر بمطرقته على سيف الظالم.
وأشعل النيران على سطح القصر وحمل شعلة بيده، فعرف الأهالي أن مشعل الحرية ارتفع، وأن شمس الـ 21 من آذار هي ولادة جديدة وفصل يُبشر باللون الأخضر والفرح.
وتأتي قدسية عيد النوروز، بحسب الباحث والمؤرخ كمال بابان في حديث سابق له لموقع الجزيرة نت، من “ارتباطه بالأسطورة التاريخية التي تتحدث عن ثورة قادها كردي كاوا الحداد ضد ملك جائر متسلط اسمه “زحاك” أنهت حكمه”
*من أين جاء مُسمى ” نوروز”؟
عيد نوروز، تُعرب على نيروز، وهو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي، الذي يصادف 21 آذار/مارس، ويعتبره الكرد بداية العام الجديد نسبة إلى التقويم الكردي الذي يُعلن انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ويحتفل به أيضا الفُرس في إيران، ويُقال: إن أصل كلمة نوروز Newroz، وهو من الكردية، وتتكون من مقطعين “نو” new بالكردية اللاتينية يعني “جديد”، وروز الكردية بالأحرف العربية هي “يوم” ممَّا يعني يوم جديد.
*ماهي طقوس الاحتفال؟
من طقوس الاحتفال بعيد النوروز، ارتداء الأزياء التقليدية للشعب الكردي، حيث يرتدي الرجال اللباس الأخضر التقليدي، أما النساء فترتدي الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.
كما أنهم يخرجون إلى الطبيعة ويقيمون حفلات الشواء احتفلاً وبهجةً بخلاصهم من الملك الشرير الظالم، و يشعل الكرد النيران مع بداية ليلة نوروز قبل شروق شمس العام الجديد، وهذا الإجراء هو تقليد لما فعله كاوه الحداد عندما انقض على الملك زهاك.
كما تسمع الأناشيد والأهازيج الكردية القديمة، وحديثاً بات المطربون والفنانون الكرد يقيمون الحفلات في هذا اليوم ويؤدي فيها رقصاتهم التقليدية “الجوبي” التي عادة ما تشبه “الدبكة” .
حسب اليونسكو، يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز، وفي جلسة في شباط 2010 م، قررت اليونسكو إدراج عيد النوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه «يوم نوروز الدولي».