إلى الشرفاء في كل مكان
لكي نقف جميعا وقفة رجل واحد، ونقوم برد الجميل له وللعشرات من أمثاله النشامى، وذلك بالبحث والتحري عن مصير المختطفات والأطفال من الأيزيدية في مخيمات النازحين وبقية أحياء الموصل والقرى المحيطة بها، وفي سوريا في بلدات هجين والبوحمام والبو بصير والشعفة.
شاهين الأيزيدي الشهم الغيور من أهالي مجمع تل بنات جنوب قضاء سنجار.
ألتحق شاهين بوحدته العسكرية عند بدء عمليات:
قادمون يا نينوى لتحرير الموصل وتوابعها الأدارية من قبضة تنظيم داعش الأرهابي، بدأت المعارك وأشتدت أوارها وتحرر الجانب الأيسر من الموصل، ثم واصل مسيرته مع رفاقه العسكرين لتحرير الجانب الايمن من المدينة، وكان لايهاب الموت ولم يخرق هاجس الخوف قلبه يوما، رغم أشتداد المعارك وســـــــــماع دوي الأنفجارات وتناغم أزيرُ الرصاص، حيث الأشلاء الممزقة وتناثر الجثث في الأزقة والشوارع وشبح الموت يرافقهم، كان (شاهين) بشوشا مبتسما متسامحا، ذو قلب رحيم، كريما مع أخوانه وزملاءه العسكريين وحتى عند ماكان يتصل بأهله عبر الهاتف في لـــحـظاتـــــــــه الأخيرة وهو يودع الحياة، ولكن للأسف كان رصاص الغدر والكفر له بالمرصاد وذلك في صباح يوم حزين من أيام تحرير الموصل، عندما أشتد القتال بــيـــن الأزقة والشوارع وتصاعدت أعمدة الدخان وحولـت النهار إلى ظلام قاتم، وكان شاهين في قلب المعركة، حينما شاهد (عائشة) الفتاة المصلاوية بين أنياب وبراثن الــكفر، مع تناثر الرصاص من حولها وعلى مقربة منها وهي تلتفت يمينا ويسارا، وهي تنــادي بأعلى صوتها أنقذوني، أنقذوني، فأندفع كالأسد الجسور والصقر الجارح ملبيا ندائها، وما إن مسك بيدها حتى وصلته نيران الخونة تجسده الطاهر الذي أبى أن يقبل الخوف مهما كانت صعوبة الموقف مستكملا مسلسل بطولاته في مقاتلة التنظيمات الإرهابية منذ سنين.
حيث أخترقت معدته برصاصة قناص داعشي قذر جبان
من عمق الظلام.
ورغم ذلك أصـر علـى أنـقاذها رغم جرحـه الـخطير وأحتضن الفــتاة بين ذراعيه وسارع بها بأتجاه رفاقه المقاتلين، وبعد الوصـول بها إلى بــر الامان، سألته الفتاة:
من أين أنت عمو ؟؟!!
رد البطل مبتسما رغم جرحه الخطير وقال لها بكل فخر:
أنا إيزيدي شنكالي وأفــتخر بأستشهادي في سبيل الانسانية. ردت قائلة:
عمو مو يكولون الأيزيدية( كفرة) !!!
ردٌ البطل مبتسما مرة أخــرى قــائلا لا لا عمو الذين حاولوا قتلكِ هم الكفار !!!
وهكذا فــقــد شاهين وعيه وأبتسامته وألتحق بقافلة الشهداء ولم يتحـقـق حلمه في البحث عن أخوانه وأخواته من المختطفين والمختطفات.
أفــــدى روحه وحلمه فداءاً لتلك الطفلة، وخلد التأريخ بدمائه الزكيـة الطاهرة، وأثبت للعالم ولأصحاب الفتاوي التكفيربة الظالمة، إيمانه بالله الواحد الأحد الذي لاشزيك له.
شاهين لم يكثرث بالموت ولم يعرف له معنى في قلبه المليء بحب الأنسانية. ونال الشهادة مرتين !!!
مرة من أجل الوطن ومرة من أجل الأنسانية حيث قدم أغلى مايملك وضحى بحياته من أجل إنقاذ (عائشة) وضحى من أجلها، وكان لا يعرفها، وهي من أهل مدينة، شاهد معظم أهاليها وبدم بارد سبي النساء من أهالي شاهين وبني جلدته وبيعهن في سوق النخاسة والرق.
البطل شاهين، أوصل رسالة واضحة إلى العالم أجمع، وليعلم العدو قبل الصديق، أن الأبرياء باقون على مبادئهم الأخلاقية السامية، ويستشهدون من أجل تراب الوطن الحبيب.
ووفاءا للشهيد البطل تم أفتتاح منتزه من قبل شباب الموصل في نفس مكان أستشهاده بأسم الشهيد البطل شاهين.
محمود المارديني.
بالتأكيد كانت عائشة هذه داعشية وطُعماً لقنص المقاتلين , هل تمكنتم من إكتشاف حيل وأساليب المجرمين رحم الله شاهيناً رحمةً واسعة