أوضح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قريلان أن تهديدات الدولة التركية لمناطق شمال وشرق سوريا خطر يهدد عموم كردستان، منوهاً ان الهدف من هذا الهجوم المحتمل منع الكرد من نيل حقوقهم، جاء هذا في برنامج خاص أجرته قناة ستيرك الفضائية مع عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قريلان وأوضح قريلان أن نضال حركة التحرر الكردستانية يمرُّ بمرحلة هامة وحساسة للغاية وأن المتغيرات التي تحصل مهمة جداً للشعب الكردي, والنضال الشعبي التحرري وصل إلى مستويات كبيرة غرس الرعب في أركان نظام عدو الشعب الكردي لأنه ينظر إلى حرية الشعب الكردي على إنها خطر يهدد بقائه، ولهذا يبذل كل الجهود ويُسخّر كل الطاقات لمحاربة الكردي ويكثف هجماته.
وفي البداية تحدث قريلان عن الغارات الجوية التركية الأخيرة على شنكال ومخمور ولاتي قائلاً: “عدو الشعب الكردي شن غارات على مخمور وشنكال بواسطة عشرين طائرة حربية مقاتلة وقصف المناطق المدينة التي راح ضحيتها عدد من الشهداء المدنيين ودون خجل وحياء يعلن أنه حقق انتصاراً، وبقدر ما تكون هذه الهجمات الوحشية مكثفة، سيصعّد شعبنا نضاله وسيواصل مقاتلينا المقاومة. تركيا غير قادرة على شن مثل هذه الهجمات دون الحصول على دعم وموافقة، فمن غير المعقول أن تقوم دولة بمهاجمة أراضي دولة أخرى بواسطة عشرين طائرة حربية دون الحصول على موافقة منها”. ونفى قريلان وجود مقاتلين من قوات الدفاع في شنكال، وأضاف: “تركيا اليوم تحاول إتمام ما بدأه داعش في عام 2014، من حيث المخطط حيث بدأ بالهجوم أولاً على شنكال ثم مخمور ومن بعدها كركوك وأخيراً على كوباني، وتسير اليوم على المخطط ذاته”.
وعن التهديدات التركية الأخيرة لمناطق شمال وشرق سوريا قال قريلان: “الهجوم التركي على شرق الفرات لن يكون سهلاً ونظام أنقرة الفاشي يواجه العديد من التحديات على الصعيدين السياسي والعسكري لتنفيذ هذه التهديدات، هذه التهديدات هي بمثابة حرب ضد كل الشعب الكردي وليس روج آفا فقط. ومنذ ثلاث سنوات ونحن على تواصل مع القوى الكردستانية وخاصة في باشور كردستان ونؤكد لهم هذا الموقف التركي تجاه كل الكرد من خلال تحالف حزب العدالة والتنمية حزب الحركة القومية والقوى القومية والعنصرية، وجوهر هذا التحالف يعتمد على إنهاء الوجود الكردي ليس فقط ضمن الحدود التركية إنما خارجها وعموم كردستان”.
وأوضح قريلان أن الحرب الدائرة في الشرق الأوسط ستنتهي بتوازنات جديدة وعلى الشعب الكردي أن يجد مكان له ضمن هذه التوازنات، وتابع بالقول: “يقول الأتراك هناك حرب دائرة في المنطقة بعد هذه الحرب ستكون هناك توازنات جديدة في المنطقة، ومن خلال هذه الحرب والفوضى سنشن هجماتنا وما لم نتمكن من القضاء عليهم فسيكون لهم مكانه في المنطقة، وستكون هناك دولة كردستان ووجود دولة كردستان يعني تقسيم تركيا. لهذا؛ يجب السيطرة والقضاء على كل الشعب الكردي. من خلال استغلال هذه الفوضى علينا أن نعيد أراضي الاتفاق الملي إلى تركيا”، والاتفاق الملي هو ضم المناطق انطلاقاً من حلب وصولاً إلى شنكال والموصل وكركوك وضمها للأراضي التركية، وهي تعمل على أساس تحقيق هذا الهدف. وفي السابق كانت تشن هجماتها على مناطق باكور كردستان فقط؛ أي ضمن حدودها وبين الحين والآخر تقصف مناطق في باشور كردستان. لكن؛ اليوم ومن خلال الحرب الدائرة في المنطقة اجتاحت الأراضي السورية واحتلت جرابلس، الباب، إعزاز، عفرين واليوم تهدد كامل الأراضي في روج آفا، هذا التحرك والتوجه لا يستهدف روج آفا فقط، بل عموم كردستان والهدف منها منع الكرد من نيل حقوقهم المشروعة”.
وتابع قريلان بقوله: “أردوغان حول نظام الحكم في تركيا إلى نظام الفرد الواحد المبني على إنكار الآخرين، وإذا ما كان بمقدوره تحقيق هذا فهو سيفرض هذا النظام على باقي أجزاء كردستان أيضاً وليس فقط في باكور كردستان، ولهذا فقضية القضاء على الشعب الكردي هي قضية هامة جداً بالنسبة له. وهو بالتأكيد غير قادر على تحقيق هذا الهدف؛ لأننا بتنا نملك القوة والإمكانيات وباتت لنا مكانتنا كأمة في المنطقة، وهذا هو نفسه السبب الذي يدفعه إلى تكثيف الهجمات على الشعب الكردي، وهي أهداف نظام أنقرة لكنه غير قادر ولا يملك تلك القوة لتحقيق هذه الأهداف وإنهاء وجود الشعب الكردي”.
وأكد قريلان على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية بالقول: “إلى اليوم نؤكد أهمية تحقيق الوحدة الوطنية وندعو كل الأطراف إلى تحقيقها ولا زلنا، وهناك خلافات بين جمع الدول التي تحتل كردستان. لكن؛ عندما تتعلق القضية بحقوق الشعب الكردي وكردستان نراها تتحالف وتعقد الاتفاقات، ومثال على هذا هناك حرب وصراع دائر ما بين الدولة التركية وسوريا منذ سبع سنوات، لكن اليوم هناك لقاءات غير معلنة بين الطرفين وتوصلت إلى بعض الاتفاقات فيما بينها، ونحن الكرد وعلى الرغم من أننا في قارب واحد إذا ما غرق سيغرق الجميع، ومع ذلك نحن غير قادرين على الجلوس إلى طاولة واحدة!!، هذا تقصير واضح من جانب كل الأطراف وهذا الأمر بالنسبة لنا أمر في غاية السوء. إذا ما كان أعداء الكرد يكثفون هذه الهجمات ويتجاهلون الرد الكردي، فهذا لأن الكرد مقصرين كما ذكرنا وغير قادرين على تحقيق وحدتهم. أعداؤنا يتحالفون مع بعضهم البعض ضدنا، إذا نحن الكرد لماذا لا نحقق وحدتنا؟ علينا إيجاد حل لهذه المشكلة وتوضيحها ووضع الحل الأفضل لتجاوز هذه العقبة”.
ولفت قريلان إلى مساعي تحقيق الوحدة الوطنية في عام 2013 وقال بهذا الخصوص: “ناقشنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ثم الاتحاد الوطني الكردستاني ومن ثم باقي القوى والتنظيمات الكردستانية، كانت مرحلة هامة، ولو تمكنا من إتمام تلك الخطوة لكان وضع الشعب الكردي اليوم في عموم كردستان مختلفاً لحد كبير، على الرغم من أننا تأخرنا كثيراً إلا أن فرص تحقيق هذه الوحدة لا تزال متاحة”.
وتطرق مراد قريلان في حديثه عن احتلال عفرين فقال: “إذا ما أراد أحد أن يتعرف على حقيقة تركيا فعليه أن ينظر إلى عفرين، ما يحصل هناك من ممارسات وتطهير عرقي وتغيير ديمغرافي بيد مرتزقة الاحتلال التركي بشكل غير مسبوق في أي بقعة من العالم. يجلس قيادة المجلس الوطني الكردي اليوم في تركيا وكانوا يعتقدون أن تركيا بعد احتلالها لعفرين ستسلمها لهم، أو يكونوا جزء من إدارة عفرين. لكن هذا لم يحصل لان أردوغان وعندما توجه إلى عفرين لم يكن هدفه القضاء او محاربة حزب الاتحاد الديمقراطي كما يدّعي، بل كان هدفه القضاء على وجود الشعب الكردي هناك. لذا؛ علينا أن نكون على قدرٍ كافٍ من الحقيقة ومعرفة الشخص الذي يقابلنا. في السابق كان الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي يذهب إلى تركيا ويجلس مع المسؤولين في الحكومة التركية ويتفاوض معهم، إذاً الهدف ليس حزب أو تنظيم بحد ذاته، بل القضاء على وجود الشعب الكردي. وبعد ظهور حقيقة الدولة التركية من خلال الممارسات التي تحصل في عفرين علينا إدراك تلك الحقيقة، وقيادات المجلس يتمسكون بتركيا وتحقيق الوحدة الوطنية غير ممكن من خلال هذا التوجه نحو عدو الشعب الكردي، عليهم الخروج من القوقعة التركية، وموقفهم لا يدعم سوى العدو ويشرّع سياسات الإبادة بحق شعبنا، ومن حق الجميع أن يمارس السياسة لكن ليس من خلال الاعتماد على العدو ونأمل أن تكون رسالتنا وصلت إليهم”.
وأوضح قريلان بأن الدولة التركية وخاصة بزعامة أردوغان تشن حرباً قذرة وقال: “تركيا تحاول إظهار نفسها على أنها الدولة القوية المتماسكة التي تملك كل الإمكانيات التي توصلها إلى أي مكان وهذه محاولة لإخفاء ضعفها وعجزها الحقيقي. فالحقيقة هي أننا ومنذ أربعين عاماً نخوض حرباً مع تركيا وندرك إمكانياتها المحدودة والحقيقة، أبناء شعبنا في روج آفا شاهدوا حجم ضعف تركيا من خلال الأحداث التي حصلت في مدينة نصيبين، لم تتمكن تركيا ولمدة تسعة أشهر بشكل متواصل من دخولها. أيضاً هذا حصل في شرناخ وفي جزير وبعد قطع الإمدادات عنها تمكن الجيش التركي من دخولها في مدينة سور استمرت المقاومة لمدة 105 يوماً بمشاركة 60 مقاتلاً فقط، بمعنى أن الإرادة والثبات على الموقف وحده يظهر ضعف وحقيقة الدولة التركية. وعفرين أيضاً بذل شعبنا تلك المقاومة الكبيرة والبطولية، وفي الأصل كانت محاصرة من ثلاثة اتجاهات والخيارات كانت واسعة للدولة التركية مقابل الخيارات القليلة لمقاومة عفرين. لكن؛ اليوم ومع محاولات الهجوم على مناطق شمال وشرق الفرات هناك حدود بمسافة 500 كيلو متر، وأي محاولة توغل داخل الأراضي من قبل تركيا فستكون محاصرة في الوسط، ووفقاً لتجربتنا الطويلة نستطيع القول: يجب أن تكون التحضيرات جيدة والإدارة الذاتية وقياداتها أعلنوا استعدادهم للعدوان ونحن على ثقة تامة من أنهم مستعدون وقادرون على الانتصار في إطار استخدام التقنية والتكتيك الصحيح؛ لأن الشعب الكردي والعربي تمكن من بناء وحدته فهناك فرص كبيرة لهذا النصر. سيدعم الرأي العام مقاومتهم. مقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة معروفة في كل العالم لأنهم تمكنوا من القضاء على أكبر قوة إرهابية في العالم وهي داعش، الراي العالم العالمي والكردي سيدعم المقاومة ونحن أيضاً بدورنا نقف إلى جانب المقاومة”.
وتابع قريلان حديثه مضيفاً: “لا يجب تقييم الحرب في الإطار العسكري فقط، بل يجب أن يكون هناك تقييم من الناحيتين السياسية والدبلوماسية أيضاً، في حال نفذت أي هجمات على القوى السياسية والدبلوماسية أيضاً أن تتحرك بدورها بشكل أكثر قوة وفعالية، وهناك جانب آخر وهو خصوصية وأهميه دور أبناء المنطقة. في عفرين مثلاً كل أبناء المنطقة كان لهم دور فعال لكن وضمن المعركة لم يكن هناك تنظيم لهم، الجميع تجمع في مدينة عفرين وهذا كان خطأ ويجب أن يتمسك الجميع بأرضة ومكانه، ويكون حاجزاً أمام أي تقدم للعدو ويقدم الدعم للمقاتلين بكل الإمكانيات، والمقاتلون بدورهم عليهم الرد على أي هجوم ويتمسك بموقعه”.
وفيما يخص العزلة المشددة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان أشار قريلان موضحاً: “إن العزلة أيضاً تأتي في إطار سياسات الإبادة وقرار شن الهجوم الشامل على الشعب الكردي بدأ منذ فرض العزلة المشددة على أوجلان، ولا يمكن الفصل بين قضية تشديد العزلة والهجمات التركية على باكور، وباشور، وروج آفا كردستان، وشعبنا يمر بمرحلة استراتيجية مهمة للغاية، وحان الوقت ليدلي الكل بما في جعبته، حملات الإضراب المفتوحة عن الطعام مهمة للغاية ولها تأثيرها الكبير. ولا شك أن الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي ليلى كوفن من خلال قرارها الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجاً على العزلة المشددة المفروضة على أوجلان قامت بدور كبير، وهذه الحملة فتحت الطريق أمام تصعيد النضال بعد إعلان ليلى حملتها بأربعة أيام انضم إليها ست من رفيقاتنا في سجن خاربات وهكذا توسعت الحملة أكثر فأكثر. حملة ليلى كوفن فتحت الباب للمقاومة وهي التي ستوصل هذا النضال والمقاومة إلى كل مكان في المجتمع، وخارج الحدود في عموم كردستان وأوروبا وهذا ما يحصل اليوم من إعلان حملات تضامنية، علينا أن نظهر هذه الوحشية وظلم الدولة التركية للعالم. القائد أوجلان يتعرض للتعذيب والظلم وتركيا تمارس الانتهاكات والإرهاب أمام العالم كله بحق مكتسبات الشعب الكردي وتعمل على توسيع هذه الانتهاكات ومواصلة جرائم الإرهاب بحق شعبنا”.
وأشار قريلان إلى الفرص المتاحة للتصدي لهذه الانتهاكات والممارسات الإرهابية حيث قال: “مقاومة شعبنا تتوسع يوماً بعد آخر، أردوغان ورغم كل المحاولات وسياسات القمع لن يكون قادراً على قمع هذه المقاومة وهذا يدفعه بكل قوة نحو الفشل والهزيمة”.
واختتم عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قريلان حديثه بالقول: “إذا ما تمكننا نحن الكرد في عموم كردستان والخارج والقوى الديمقراطية والداعية إلى الحرية والسلام في تركيا، من توحيد صفوفنا وتصعيد النضال والعمل من أجل الديمقراطية والسلام والمساواة سيكون بمقدورنا التغلب على النظام الفاشي الاستبدادي وتحقيق أهدافنا المشتركة في الحرية والديمقراطية، ومرة أخرى وفي شخص ليلى كوفن أوجه سلامي إلى كل المتضامنين مع حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام ونتمنى لهم النصر والنجاح وتحقيق الأهداف كاملة”.