يبدو الولي قبل النبي في هذا الكون وقلما نجد ولياُ قد تحول الى نبي ولاحتى العكس بل توخذ النبوة بلحظة الوحي .. ( والنبي رجل أوحى الله إليه بشرع، أما الولي فرجل صالح تولاه الله بفضله ورعايته) .حسب محمد البوطي .
طبعا هناك مكانة واجلال وعصمة للانبياء وقد يكون للولي ادراك وكرامة وبركات لكن يبقى النبي اكثر عملا لكون منهم من جاء بوحي ورسالة وشريعة ودين كتابي . وعدد (الانبياء 124 ألف نبي ذكرمنهم في القران الكريم 25 نبي ( 1) بينما اولياء الله كُثيرين وخاصة في العراق الذي ابتلي بحرية المعتقدات والاديان منذ فجر التاريخ ومستمرين الاولياء بالابدال والاقطاب .
وقد لانجد نبوة عند المتصوفة لانه يتذاهن مع السماء مباشرة دون وسيط وربما لانجد خاتمة عند الاولياء سوى عند ابن عربي في فتوحاته دعي نفسه ب (خاتم الاولياء ) ولايمكن ذلك لاستمرار الاولياء من بعده ..ولكن نجده واردا مثلا في (خاتم الانبياء) ومع ان الله قادر على كل شئ .فيما قال ابن عربي عنها (قصمت ظهور اولياء الله) .
يقول ابو عمر الدمشقي عن الفرق بين الولي والنبي ( كما فرض الله على الانبياء إظهار الآيات والكرامات وكذلك فرض على الاولياء كتمانها لئلا يفتن بها الناس ) .
وحسب شعيب بن مدين ، فان الفرق بين الاولياء والانبياء تميز بين النزول والتزيل ، ( فالنزول انقطع ، والتنزل باقي الى يوم القيامة والنزول والتنزيل هما وجها الوحي ، وقد إختص النزول بالانبياء والتنزل بالاولياء ، ويبقى النزول ناقصا بدون التنزل) (2).
والارض لاتسير بالنزول وحده وهي مستمرة بالاولياء (الذي يحلون في كل مكان كما انه يظهرون في كل زمان (3) فيما قانون (والاس ) من انجلترا وداروين اعتمده في نظريته يقول القانون ( كل نوع اتى الى الوجود متوافقا في المكان والزمان مع نوع آخر موجود من قبل وثيق الارتباط به ) فيما فراس السواح في كتابه عن التاوية ذكر ( بان مايجري على الارض هو نسخه لاحقة زمنيا عن امر جرى في مستوى يقع وراء ادراكنا الحسي ) .
ويظهر من استمرارالتنزل للاولياء بان مدد الله لاينقطع عن اوليائه ليوم الدين( 4 ) .
والمدد لاينكره الا جاحد و( الولي) قد يرى الانوار ولايرى مصدرها فكل ولي يتلقى الانوار الفائضة على حسب مقامه الذي اختصه به الله والمدد على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى (5)
الولاية لا تنقطع أبدا، ولا تحدّ، لا بالزمان ولا بالمكان، ولها الإنباء العام (والله لم يتسمّ بنبي ولا برسول، وتسمّى بالوليّ، واتصف بهذا الاسم، فقال: الله ولي الذين آمنوا- سورة البقرة 257 ، وهو الوليّ الحميد، وهذا الاسم باق جار على عباد الله دنيا وآخرة).(6) .
وأن الولي يعلم علمين: علم الشريعة، وعلم الحقيقة، أي الظاهر والباطن.
والله له تجليّان: تجلي عام، تجلي خاص.
فالتجلي العام عبارة عن أفراد الموجودات، والتجلي الخاص عبارة عن الوليّ لعل الله خص الاولياء وياتيهم بالوحي لانفسهم فقط ، او انه يعرف غيره حسب وجود غيره فيه .
وقد وصل الولي الى هذا المقام اي مدد تواصل كرامة الاولياء كون (الله لطيف بعباده يقربه كانه اقرب الخلق اليه تعالى حيث تفيض عليه الانوار ويفنى عن نفسه فيتكلم بالاسرار التي لم تكن عنده من قبل وينطق بلسان الحضرة التي هي من لزوم المقام فيقول انا كذا … وماهي إلا نسائم فضائل التاجي هبت عليه من تحت عرش مقام مقامه الاعظم ) (7).
واولياء الادميين يكون ( دورانهم حول الذات وسر الذات ونور الذات وقد علم كل الناس مشربهم ومعنى الذات هنا :عين قائمة متصفة بجميع صفات الالوهية واسمائها لكنها في غاية البعد ونهاية الصعوبة في الادراك لها والعلم بها ) (8) .
الرازي ينكر النبوة باطلاق ويتهم الانبياء (ب…. عدم الصدق) وقد الف كتابا باسم (مخاريق الانبياء ) وإلهُ واحد من 5 خمس مطلقات هي : الباري والنفس والهيولي والزمان المطلق والمكان المطلق .
واختلفوا في الولي هل هو كالنبي أم افضل منه أم دونه ؟ وفي قول ابن سبعين (يتضمن مضاهاة الولي للنبي لانه مكمل له …) والتصوف المؤمن يجعله في مرتبة ادنى ولكن ابو الغيث بن جميل في رواية (الانسان الكامل ) وعبدالقادر الجيلاني في رواية (قلائد الجواهر )
يصرحان بتجاوز الانبياء، الاول يقول ( خضنا بحرا وقف الانبياء بساحله ) والثاني يقول ( معاشر الانبياء اوتيم اللقب واوتينا مالم تؤتوه ) . وهنا يكون المتصوف او الولي متقدم على النبي .
ويرى البعض من اهل الباطن بان الاولياء اقل كلفة من الانبياء وعليه يقول احد المشايخ ( إ ن الرُسل طولت الطريق الى الله ) .
في الفتوحات المكية باب 73بين النبي والولي نجد نبوئتان : ( نبوة ولاية ونبوة تشريع فالولي نبي ولكنه بلا شريعة ونبي الشريعة يتعلم من نبي الولاية فالولي معلم النبي واستند في ذلك الى قصة النبي موسى مع الخضر ع ) والقران ينص صراحة علم الولي خضر (ع ) اعلى من علم النبي موسى (ع) .
لو ناتي بمكانة واهمية الاولياء وتاثيرهم الروحي على البشر حيث النذور المقدمه لهم واحياء ذكراهم سنويا بدون انقطاع تعطي استجابة لطلب منهم لامر ما مثلا طلب طفل او حاجة ملحة لامرعصي ..
وقيل ( ان الولي المستعان اذا مات ازدادت قوته فكان كالسيف سل غمده ). إن هذا الربط الروحي بكرامة الاولياء ليس محظ خرافة او خوف بل ياتي تواصلا باطنيا وروحيا تدفع محركات الاحاسيس نحو إلهام الشوق الالهي وكل الامر مرتبط بعدم التوقف عند حد معين وايضا مرتبط وخاضع لتطورات الوعي الانساني . وهكذا بقى تاثير الاولياء فعالا في البشر لاينقطع عند زمان ومكان .وارتبط بقاء اسبقية الولي على النبي بشكل او باخر بالمنهج الصوفي في وحدة الوجود ووحدة الاديان ووحدة الشهود والفناء والبقاء .وقد راق الاولياء ان تسبح خارج الفلسفات والعقائد والشرائع والمذاهب .
وفي الختام مكانة وعصمة الانبياء ختمت من الله …. كما نرى خاتم الانبياء ولانرى خاتم الاولياء ولا خاتم البشر لاستمرار الخلق والكون ومهما يكن فان كل الانبياء لم يكتبوا كتبهم بخط يدهم بل بعد مماتهم بسنوات تم تدوين وكتابة كتبهم المقدسة من قبل الاولياء من : الخلفاء والائمة والصحابة والقديسين والشيوخ والامراء وغيرهم وهذا الفضل يسجل لدور الاولياء كمكمل لدور الانبياء العظام .
المصادر :-
1- كتاب الانبياء في العراق / تاليف د. رعد الكيلاني
2- كتاب مدارات صوفية / تاليف هادي العلوي .
3- نفس المصدر السابق.
4- قاموس المصطلحات الصوفية/ تاليف ايمن حمدي.
5- نفس المصدر السابق.
6- موقع الدرر السنية.
7- نفس المصدر في 4و5
8- نفس المصدر .
خالد علوكة / ديسمبر2018
الأولياء كثيرون بل كلّهم أولياء ولا يوجد نبي, والئيزديون يقرون ذلك وليس لهم نبي , من من الأنبياء مات ميتتة ربه ؟ فلماذا لم يتنبّأوا بمصيرهم ؟ فكيف هم أنبياء , التنبؤات التي نسمع بها كلها نسيج المجتمع نسجوها بعد الأحداث ويُنسبونها لتنبؤاتٍ سبقت الاحداث
سؤال يطرح نفسه.
لماذا لم يظهر نبي واحد خارج المنطقة الأكثر تخلفٱ في العالم.؟
اعتقد لا بل اجزم ليس هناك نبي واحد أتاه الوحي من الله.
ولا أحد منهم تكلم مع الله،وكلها من خيال البشر،ونحن ندفع ثمن هذه الخزعبلات وسوف ندفعها مستقبلٱ ،كما هو حالنا،نحن كايزديين دفعنا ضريبة هذه الأديان التي أتت من الله،اربعة وسبعين حملة إبادة شاملة مع مئات من الحملات واكثريتها من قبل اجداد الإرهابي أردوغان الذي يطلب منه الحويت قصف سنجار بحجة ال،پ ك ك.مع العلم أردوغان هو الذي دعم الداعش بدخول العراق ومنها سنجار،في الحقيقة إنسان يطلب دولة أخرى التدخل في شؤون وطنه لا ينطبق عليه الا مقولة الخائن أو العميل،وهكذا بالنسبة لجهات من الحشد الموالين لإيران أكثر من العراق.
الدين أصبحت سلعة بيد الساسة وفي كل العالم ودائمٱ رجال الدين يقفون ضد تطلعات الشعوب ويقفون بجانب الطغاة.