بعد خروجها من تحت عباءة جامعة الدول العربية، اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن مقراً لها، وقاعدة لانطلاق العمليات الفدائية ضد الصهاينة، وكان الرد الانتقامي للجيش الإسرائيلي أنه حاول عام 1968 احتلال نهر الأردن لأسباب استراتيجية، فتحالف الجيش الأردني مع مقاتلي منظمة التحرير لصد العدوان، ودارت معركة في قرية حدودية أردنية تدعى قرية الكرامة، حقق فيها الجيش الأردني والفدائيون الفلسطينيون انتصاراً كبيراً على الصهاينة اضطرهم للانسحاب الكامل. في ذلك التوقيت كانت حرب الاستنزاف مشتعلة، والعمليات الفدائية للمصريين لا تهدأ على طول خط القناة، فجاءت معركة الكرامة لترسيخ فكرة العمل الفدائي، وإثبات للوجود الفلسطيني شرق الأردن، فزاد الدعم للمقاتلين الفلسطينيين، ونمت قوة منظمة التحرير لدرجة أن القيادة الأردنية بحلول سنة 1970 رأت أنها أصبحت دولة داخل الدولة..