على بعد 100كم من مركز محافظة ديالى، وفي مخيمات قضاء خانقين تحديدا ، ماتزال تعيش المئات من الأسر النازحة بالرغم من مرور سنوات على تحرير مناطقها الأصلية من فلول مايسمى تنظيم داعش، لأسباب عدة منها ضغوطات وتدخلات تمنع عودة أعداد كبيرة من تلك الأسر بحسب تصريحات مسؤولين ، إلا أن هناك فئة قليلة جدا من بين العوائل النازحة ليس في تلك المخيمات فحسب بل في عموم العراق ،أصبحت مجبرة على العيش بعزلة وتخاف العودة لمناطقها ، نتيجة إنظمام إبناءها او أقاربها للتنظيم المتطرف.
حيث يجلس ( أ ) كل يوم لساعات طويلة أمام كرفان النزوح الذي يسكنه مع ماتبقى من عائلته في مخيم بخانقين شمال شرقي بعقوبة وحيدا ، ويعتصره الألم نتيجة الحال الذي وصل إليه بعدما كان يعيش بإستقرار في منزله بقضاء المقدادية قبل ولادة داعش.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها /موازين نيوز/ فأن”أفراد من عائلة النازح المذكور انضموا لتنظيم داعش أثناء هجومه على مناطق قضاء المقدادية في المحافظة ونالوا عقابهم وقتذاك”.
وقال (أ) ، إنه” لا يستطيع العودة الى منطقته من جديد ، بسبب ماحدث بعد عام 2014، وخوفا من تداعيات قد تصيبه وعائلته، سواء كانت تلك التداعيات عشائرية أو من قبل أقاربه”، مؤكدا ، أنه”حتى لو أتيحت له الفرصة لبناء أو شراء منزل ، فأنه سيسكن في منطقة بعيدة عن منطقته الأصلية كونه لا يتحمل نظرة الناس إليه بسبب العار الذي لحق بعائلته”.
وفي سياق متصل أكد رئيس المجلس المحلي لقضاء المقدادية عدنان التميمي ، أن” عدد من العوائل أصبحت تعيش بشكل معزول بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان خلال السنوات الأخيرة نتيجة نظرة المجتمع اليها بعد انضمام أفراد منها لداعش والاشتراك بالهجمات التي راح ضحيتها أبرياء ، كونها أصبحت منبوذة من الجميع وممكن أن تتعرض لحملات إنتقامية من قبل متضررين “.
وأضاف التميمي لـ/موازين نيوز/ ، إن”هناك عوائل أيضا تورط أبناءها بتنفيذ أعمال إجرامية في أوقات سابقة ، ولكنها أعلنت رسميا براءتها منهم لتفادي ثأر المتضررين من أفعالهم وتأكيد موقفها الرافض لتلك الأفعال، وعادت الى مناطقها وهي تمارس حياتها بشكل طبيعي الآن دون مشاكل”.
ومن جانبه كشف المتحدث الإعلامي بإسم شرطة ديالى العقيد غالب العطية ، عن عمليات أمنية أطاحت بإرهابيين بتعاون مع ذويهم خلال السنوات الأخيرة ، لافتا الى، أن”عدة عوائل تبرأت من أبناءها المنتمين لخلايا داعش وأخرى أبلغت عنهم مما ساهم بمحاسبتهم وفق القانون من قبل الأجهزة الأمنية ، ناهيك عن إكتشاف إرهابيين ووضعهم على لائحة المطلوبين بفعل إبلاغ عوائلهم وأقاربهم عنهم”.
وأضاف العطية، أن”ما قامت به تلك العوائل دليل يعبر عن إيمانها بضرورة الحفاظ على السلم وان تكون سلطة القانون سائدة في المجتمع كما هو مؤشر مهم على تفاعلها مع القوى الامنية”.
وبحسب مصدر محلي، فإن” الأجهزة الأمنية نجحت بتصفية نحو 7 إرهابيين خطيرين في مناطق محافظة ديالى بناءاً على معلومات قدمت من قبل زوجاتهم وعوائلهم خلال الأشهر الأخيرة”.
وانضم عدد من الأشخاص في المناطق التي سيطر عليها داعش الى صفوف التنظيم
