يعتبر الطاووس من اقدس الرموز الدينية ويحظى بتقدير وقدسية كبيرة عند الايزيديين، وعددها سبعة، وكل طاووس مخصص لمنطقة معينة من مناطق الايزيدية. وكان للطاووس جولتان بين الايزيدية ولكن الجولات توقفت لعدد اعوام بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة بشكل عام والايزيدية بشكل خاص. في العام الفائت استأنفت جولة الطاووس بين الايزيديين ثانية ولكن جولة واحدة في كل عام. خلال الشهر الفائت استقبل الأيزيديون ثانية وبكل فرح وسعادة وبحماس كبير متزينين بملابسهم الفلكلورية الجميلة زيارة الطاووس الى مناطقهم وقراهم. ومعروف ان هناك مراسيم وطقوس وممارسات معينة تقام خلال الزيارة. وادرج هنا رأيي حول بعض المسائل التي اعتقد ان من المفيد القاء الضوء عليها وهي كالاتي:
1- الدبكة (ديلان): خلال زيارة الطاووس الى احد القرى، وفي الليل وعند انتهاء العزف على (الدف والشباب) وقراء النصوص الدينية المقدسة، عادة يجتمع الناس حول عازفي الدف والشباب ويشرعون في الدبكة (ديلان). ولننقل لكم الصورة كما هي (مجموعة من الاشخاص (رجال، نساء، شباب) يدبكون، قوالان يعزفون على الدف والشباب قوال ثالث ماسكا بكيس ويصيح (هاوا فلان) لجمع المال من المدبكين)، وحسب هذه الصورة يتحول الدف والشباب الى مجرد آلتين موسيقيتين كأي آلة موسيقية اخرى مجردة من القداسة ويتحول القوالون الى مجرد عازفين كأي عازف آخر نرقص على موسيقاهم في الاعراس والافراح. باعتقاد ان هذا لا يليق بالدف والشباب كآلتين موسيقيتين مقدستين يتبرك بها الأيزيديون ويقبلونا ويعتقدون وحسب النصوص المقدسة ان الروح لم تحل في قالب آدم إلا بعد سماع صوت هذين الآلتين، ولا يليق بمكانة القوالين الذين يحظون بالكثير من الاحترام والتقدير عند الايزيديين. لذلك ادعوا ذوي الشأن والعلاقة بهذا الموضوع الى منع هذه الدبكة لانها تسيء الى قدسية الدف والشباب والى مكانة القوالين.
2- شيربكى شيخادى: من الطقوس الاخرى التي تمارس خلال جولة الطاووس هو اسقاء الماء للحاضرين في جلسة الطاووس عن طريق شيربكى شيخادي بعدانتهاء التراتيل الدينية في الليل واسقاء اهل القرية بكاملها تقريبا في صباح اليوم التالي. ولننقل لكم الصورة كما هي( شخص مرافق للقولين ،لااعلم بالتأكيد ان كان قوالا ام لا، ينادي بصوت عالي ويطلب ان يجلب احدهم له الماء وفورا يأتي شخص حاملا الماء ،عادة في سطل بلاستيكي او حديدي، فيغمر القوال الشيربك في السطل طبعا مع كامل يده ليملأها بالماء ثم يقوم بسقي الحاضرين واحدا تلو الاخر وهكذا حتى يشرب الجميع من في جلسة الطاووس) ما لاحظته ان اغلب الموجودين كان يتجنب ان يشرب الماء من الشيربك مباشرة بل كان يضع يده تحت الشيربك لكي يسكب الماء في راحة يده ثم يشرب لكن القوال كان يصر على ان يشرب الشخص من الشيربك مباشرة. اذا كان هذا مقبولا في الماضي نتيجة عدم وجودالوعي الصحي،فانه لم يعد مقبولا عند الكثير من الايزيديين اليوم نتيجة زيادة الوعي الصحي في المجتمع وانتشار الامراض المعدية الخطيرة. لذلك اقترح ان يكون هذا الطقس بالشكل التالي (على العائلة التي تستضيف الطاووس ان تحضر ثلاثة او اربع عبوات حجم (20 لتر)من الماء المقطر، توزع على الحاضرين كاسات سفري صغيرة، يقوم القوال بملأ الشيربك من الماء المقطر ويسقي الحاضرين بملأ كؤوسهم. ام بالنسبة لأهل القرية فاقترح ان يقوم القوال بغسل الشيربك في كل بيت ثم يملأه من البيت نفسه ومن ثم يسقي افراد تلك العائلة).
ملاحظة: سبق لبعض الاخوة الكتاب والاعلاميين الحديث حول هذا الموضوع نخصهم بالذكر السيد عنتر كلو قاسم مسؤول مركز لالش خانك في لقاء مع احد القنوات التلفزيونية قبل عام تقريبا، والكاتب بدل فقير حجي في مقال بعنوان طقوس دينية ام كارثة انسانية مؤخرا.
تحية طيبة
نحن لا ننظر إلى ديننا إلاّ بسلبية مطلقة, رغم أن كلّها إيجابيات تشد المجتمع لبعضه , أولاً الطاووس هو مدرسة دينيّة متنقلة, ووسيلة تواصل مستمرة بين مختلف الأقاليم والمجموعات الئيزدية ما يُؤدي إلى المزيد من التفاهم والتلاحم بين الئيزديين ونقل أخبارهم منذ القدم ولولاه لما عرف ئيزديٌّ خارج المركه شيئاً من دينه ولذابوا منذ مدة بعيدة ,
ثانياً أية كارثة هي في الطقوس الدينية التي بها تماسك المجتمع وإحتفظ بهويته على مدى قرون من الفرمانات , من لا يرضى فليتفضل هناك كثير من الأديان التبشيرية التي تهب الحوريات , ألا تتمكنون من قول شيئ إيجابي , ألا يُمكن أ، تقترحو طريقة أخرى للتبرّك بالماء الذي يتقدّس بالشيربك , نعم يُمكن للقوال أن يصب شيئاً منه في حفنة الزائر فيشربها أو يمسح بها وجهه ورأسه دون أن يُقرّب أحدٌ فمه أو حتى يده من ملامسة فوهة الشيربك المقدس,
وأيُّ شيءٍ علمي هو في جميع الأديان حتى تأخذو ديننا إلى مختبر الفيزياء وقنينة الإختبار وأيٍّ من الآدمين هو علمي وآخر غير علمي……؟
بل أن ديننا هو أكثر علميّةً من جميع الأديان السماوية فمجرد ذكر العناصر الأربعة (التراب , الماء, الهواء, النار(الطاقة)) يجعل ديننا صنيع مختبر الكيمياء والفيزياء وهو العلم الحقيقي والإيمان الديني هو صورة من تاريخ الفكري للقوم , فالدين هو قومية وتاريخ ومعتقد , بدونه يضيع الشعب والملة ويفقد هويته
فكروا في الإيجابيات والإصلاح وتقديم الحلول البديلة التي تتماشي مع التطور ,
إحملوا قلماً للتخطيط والبناء لا معولاً للهدم