1 ـــ خمسة عشر عاماً واحزاب الأسلام السياسي (الشيعي), تبتز كراهيتنا للنظام البعثي وخوفنا من عودته, خاصة عندما نكون على ابواب الأنتخابات, فنسارع بعضنا يسوق بعضنا نحو صناديق الأقتراع, في مجازفات استثنائية, لننتخب وعوداً ضاقت بها التصريحات الكاذبة, مرت حتى الدورة الأخيرة للأنتخابات, ونحن نجتر عشا (الخباز) دون جدوى ولا امل, اختلط اسوأ الأسلاميين بأسوأ البعثيين, في هجين لم يستبقي “للصداميين!!” ما ندينهم عليه, الفساد والأرهاب ذاته, فقط اضافوا اليه ما يميزهم, من لصوصية واحتيال وشعوذات وتخريف, اصابت منا الصميم, جففت العقل وعوقت الوعي الجمعي, هذا الذي لم تستطيعه, جميع موجات الأبادات الوحشية التي مرت, قبل ان يفوت الأوان, استيقظت في الجنوب والوسط, ذاكرة النفس الأخير, انتفاضة باسلة.
2 ـــ لم نفهم امرنا في بداية الأمر, اختنقت انفاسنا بكوابيس يقضتنا, البعث في الدوائر الحكومية, وكتبة التقارير مدراء عامين, ام عروبة اصبحت ام بتول, وام وحدة ام اسراء, وابو الشبلين صار ابو الحسنين, والرسالة الخالدة, تأمر بالمعروف, بين الجسر والآخر, سقطت جداريات (الهبل), واخذت مكانها الصدرين وعزيز العراق, في الطريق الى الخضراء, يتعانق المجاهد والرفيق, وعلى فراش التوافق ينجبا تحالفاً, زيتوني الروح اسلامي الجسد, تحت جلد الوطن, استنسخ فدائي صدام, الى مليشيات اسقطت النجمتين, واستبقت اسم الله, لتمرير فساد وارهاب الهجين الجديد, قبل فوات الأوان, نضج الشك يقيناً, فتمرد النفس الأخير, انتفاضة باسلة.
3 ـــ البعث القومي, مسخ العراق قطراً (جزء) من امة عربية, واوكل اليه حماية جبهتها الشرقية, حرب الثمانية اعوام مع ايران, استنزفته دما وارواح وثروات وجغرافية, وخلل في البنية المجتمعية, البعث الشيعي, مسخ العراق الى امتداد وعمق استراتيجي, لخالة التمذهب ايران, ووضعوه تحت تصرف مصالحها واطماعها القومية, وبأسم التشيع, اشعلوا في جنوب ووسط العراق, حرائق الفساد والأرهاب والشعوذات والمخدرات, بغية اجتثاث العقل وتشويه الوعي الوطني, ثم اكمال استئصال الحميد من القيم والموروثات, وتشويه التقاليد والأعراف المجتمعية, هدف عقائدي تاريخي يجمع بين اوجه العملة البعثية, في هجين اسلامي بعثي, هذا الذي نسميه, بالعملية السياسية, وقبل ان يكملوا دفن العراق, نهض النفس الأخير فيه, انتفاضة وطنية باسلة.
4 ـــ من قلب الجنوب في البصرة, ورأس العراق في الجنوب والوسط, ثمة سراج انتفاضة ينضج, سيكشف في عتمة الخضراء, عن اسلامي وبعثي وقومي كردي, على سرير تبادل الأدوار, يتوافقون حول رئيساً للحكومة, “منهم وبيهم” ومثلهم غير مجرب!!, ملون الأنتماءات ومشهوداً له بالنزاهة!!, قنوعاً بحصته, عادلاً في توزيع الوزارات السيادية, وامام الفضائح المحرجة, يعلن استقالته فورا, مع كل تلك المواصفات السارة, يجب وبالضرورة, ان يحضى بمباركة ودعم مرجعيتنا الرشيدة, لتكتسب حكومتة شرعيتها, وتغلق صفحة التزوير وتنسى, وان نطق الواقع بغير ذلك, فيقطع لسانه, لكن رياح الحقائق, وحدها يحق لها, ان تلهوا بأشرعة السفينة, كما هو النفس الأخير, وحده الذي سيفتح فوهة البركان, انتفاضة باسلة.
29 / 12 / 2018