زيارة السيد ترامب الأخيرة للعراق واجهة انتقادات واعتراضات من عدة إطراف وصلت إلى حد التهديد والوعيد باستخدام القوة والعقاب من البعض لان هذا المسالة ترتبط بانتهاك السيادة الوطنية للبلد .
قامت الدنيا وكعدت لزيارة السيد ترامب لساعات قلائل لقاعدة عين أسد ، لكن في قضايا أخرى مفصلية حرجة تخص البلد وأهله المطلوب إن تكون لهم مواقف شجاعة وثابتة وواضحة نجد الوضع مختلف تماما لأسباب شتى .
لعل في مقدمتها تلك القضايا التدخل الواضح والصريح من قبل الأمريكان وغيرهم في أدق تفاصيل الدولة العراقية في اختيار الأسماء لأعلى المناصب السيادية ، وفي قراراتها ومشاريعها، و لا يمكن القيام بأي خطوة تقوم بها الحكومة تخالف مخططاتهموتضرر بمصالحهم ،وهذا الأمر ليس سرا من الإسرار ، بل هي حقيقية واضحة كوضوح الشمس،وهم يعترفون بها على العلن بتدخل أمريكي في الشؤون الداخلية والخارجية السيادية العراقية ، ويتوافقون مع الغير في ذلك .
منذ 2003وليومنا هذا انتهكت السيادية الوطنية العراقية مئات المرات من عدة جهات وإطراف كانت مواقف من يعلو صوتها اليوم ضعيف للغاية ، واقتصر على إطلاق التصريحات النارية،وبيانات الإدانة التي اعتدنا عليها ، والتي لا تقدم ولا تأخر شي ، والمقام لا يسعى إلى ذلك تلك الانتهاكات المعلومة من الجميع ،ونقصرها على الوجود العسكري والمسلحة للكثيرين ،وبأي مبرر أو عنوان أو صفة كان اكبر دليل على انتهاك السيادة العراقية ، لأنه اغلب تم بدون علم أو موافقة الحكومة وقوانينها النافذة ، وخارج سيطرتها وأوامرها .
المدائن الأول والأخير ومع سبق الإصرار في انتهاك السيادية الوطنية العراقية من نسمع أصواتهم من المعترضين هم أنفسهم أول من انتهاكها وهم السبب لانتهاكها من الغير ، ولو عكسنا الحالة في بلدانهم لقامت الدنيا وكعدت ، لأنها لا تسمح بذلك مطلقا ،ولا يوجد احد يتجر على ذلك الأمر ، إلا في البلدان المغلوب على أمرها ، وبلدي احدهن .
لو كانت لدينا حكومة قوية مؤسساتية قادرة لم تنهك سيادتنا من إي جهة أو طرف كان لأنها خط احمر ، لكننا في ظل حكومة أحزاب تضحي بكل شي من اجل ديمومة حكمها حتى لو كانت المسالة انتهاك السيادة الوطنية إلف مرة.