تصورت تركيا و العديد من دول المنطقة و دول العالم أن قرار الانسحاب الامريكي من سوريا سيكون كارثة على الكورد و أعتبرها أردوغان و على عجالة بأنة أنتصار لتركيا و سياستها.
و لم تقتصر التوقعات التشاؤمية على الكثير من دول العالم، بل وصلت الى الكثير من الكورد أيضا و توقع الكثيرون أنتهاء تجربة غربي كوردستان و زحف القوات التركية على غربي كوردستان و الى الرقة.
صوت كوردستان كانت السباقة في أعلان عدم الخوف من القرار الامريكي و توصلت في تعقيباتها الى أن القرار الامريكي في أسوء الاحوال سيؤدي الى توحيد غربي كوردستان مع شمال كوردستان تحت أستعمارية تركية و هذا بحد ذاته سيكون لصالح الكورد. أما أفضل الاحوال فهي أن تعلن الامم المتحدة وضع سوريا تحت حمايتها و أدارة المنطقة من قبل الكورد تحت حماية دولية كما كان الوضع في اقليم كوردستان.
بعد مرور حوالي شهر على قرار ترامب حول الانسحاب تبين و لو قليلا أن الكورد الى الان هم الرابحون من هذا القرار واستنادا على هذه المعطيات:
- كبرى الدول الاوربية بدأت بأرسال قوات أكثر الى غربي كوردستان و أعلنوا عدم قبولهم لاجتياح تركيا لغربي كوردستان.
- بدأت دول لم تعر أهمية الى الواقع الكوردي تعبر عن رأيها و تتدخل في غربي كوردستان و تقف ضد تركيا و ضد القرار الامريكي حول الانسحاب و من أمثال هذه الدول، النمسا و هولندا و بلجيكا و السويد التي طلب وزير خارجيتها بحث مسألة غربي كوردستان في الامم المتحدة.
- روسيا و سوريا بدأوا بالتفاوض مع الكورد و مع قوات سوريا الديمقراطية بعد أن كانت أمريكا لا تتوقع ذلك.
- حتى أمريكا يبدوا عليها التراجع من سحب قواتها من غربي كوردستان بسبب التنسيق السريع بين الكورد و روسيا و سوريا.
- تركيا الى الان لم تستفيد قيد أنملة من القرار الامريكي بل على العكس بدأت تفقد الامل من دخول الشمال السوري و منبج.
- القيادة التركية بدأت في حالة مضطربة جدا و تصريحات أردوغان تناقض نفسها كما يناقض أردوغان وزير دفاعة. و هذا أيضا دليل على نجاح الكورد في سياستهم الى الان و عدم تمكن تركيا من أيجاد مخرج لورطتها في سوريا.
- في القريب العاجل ستبدأ روسيا و سوريا بالطلب من تركيا بترك أدلب و عفرين أيضا.
- الدول العربية من مصر و الى السعودية و الامارات و الكويت بدأوا بتطبيع علاقتهم مع سوريا و هذا ضربة الى تركيا و الوجود التركي في سوريا و هي بداية لدخول قوات عربية أيضا الى سوريا للحفاظ على الامن و تقليل الدور التركي.
- هناك حديث قوي حول وضع سوريا بشكل عام و ليس فقط مناطق شرق الفرات تحت الحماية الدولية بقرار من الامم المتحدة و قد يكون هذا هو السبب في عدم سحب أمريكا لقواتها من سوريا بشكل نهائي حيث أنها ستكون ضمن القوات الدولية. كما أن القوات الفرنسية و البريطانية و الروسية و العربية أيضا ستكون ضمن قوات حفظ السلام.
- هناك توقعات كثيرة حول وجود أتفاق روسي أمريكي بصدد تركيا و كيفية تحجيمها في سوريا، بسبب الدعم التركي الواضح لداعش و تجمع قيادات داعش في تركيا و أحتمال قيام أردوغان بارسالهم ثانية الى سوريا و العراق.
كل المؤشرات الى الان تدل على أن قرار الانسحاب الامريكي ايقض الكثير من دول العالم و بات العالم أكثر فهما للقضية الكوردية و مسألة الامن في غربي كوردستان و اردوغان و سياسته ستكون هي الخاسرة.
وعلى الكورد أن يستفيدو من هذه الفرصة والإنسجام مع النظام بأسرع وقت ممكن فلا أمل في وعود الأجانب , ولا في غير بشار العلوي الكوردي وعلى كورد العراق أيضاً التبرّؤ من تركيا والإنسجام التام مع الشيعة وإيران وإلاّ فلن يجنو غير الخسران