في الثالث من أغسطس/ آب 2014، نفذ ارهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يُعرف اختصاراً بـ داعش، إبادة جماعية بحق الأيزيديين بعد اقتحامه مناطقهم، فقتل عدداً كبيراً ممن ظفر بهم من الرجال والشبان، في حين اقتاد النساء والفتيات والأطفال “سبايا” وكان يتاجر بهن في أسواق بالمناطق الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا[1].
أرغم التنظيم جميع “السبايا” على ترك دينهن، واستغلت النساء والفتيات الصغيرات استغلالاً بشعاً، بحسب تقارير دولية موثقة ،اضاقة الى افادات ارهابيي داعش الذين القي القبض عليهم وشهادات الناجيات الايزيديات من براثن التنظيم .
حاصر إرهابيي داعش ، قرية كوجو[2] وطلبوا من أهلها بعدم تركهم لمنازلهم، بعد أن وعدوهم بقوة بعدم مسهم بسوء. قام تنظيم داعش الإرهابي بإرسال مجموعة من عناصره للقرية، وطلبوا من مختار القرية السيد (أحمد جاسو ) أن يترك أهل القرية دينهم الأيزيدي ليتحولواويعتنقوا الدين الإسلامي، فرفض أهل القرية ذلك بإصرار، إثر ذلك قام تنظيم داعش بإعطاء الأهالي مهلة لغاية الخامس عشر من آب كي ينفذوا طلبه لكنهم رفضوا مجدداً.
بعد إنتهاء المدة المحددة، وفي صبيحة الخامس عشر من شهر آب من عام 2014 إقتحم عناصر تنظيم داعش قرية كوجو، فوراً، حيث قام الداعشيون بتجميع كل العوائل الأيزيدية في ساحة مدرسة القرية، فقام مقاتلوه بسلب مقتنيات العوائل، من مصوغات ذهبية وأموال وهواتف نقالة، كما سلبوا سيارات الأهالي الشخصية. نفذوا كل ذلك بالقوة وتحت تهديد السلاح وتحت أبصار الأهالي العزل.
بعد ذلك تم نقل الرجال بسيارات إلى مناطق تقع حواليَّ القرية، ونفذ حكم الإعدام بأكثر من أربعمائة رجل بمختلف الأعمار.
وبحسب شهود عيان وعددهم 19 شخص ، نجوا من تلك المجزرة [3]، التي نفذها التنظيم على مراحل في وديان قريبة على جانبي القرية. وبعدها بساعات قام التنظيم بنقل النساء والأطفال إلى مواقع عديدة ومختلفة؛ بغية عزل وتشتيت وتفتيت العوائل؛ كي يستطيعوا من السيطرةعليهم، ولكي يجعلوا الناس في حالة من خوف وهلع كبير ومستمر.
وحسب شهود عيان واهالي الضحايا من كوجو انه في يوم 16 أغسطس/ آب 2014، قام مسلحو “تنظيم داعش الارهابي”بأخذ النساء المسنات الى خلف المعهد التقني في منطقة صولاغ، شرق مركز القضاء وتفريقهن عن الاطفال والفتيات ومن ثم أطلقوا عليهن النار وهن الأمهات والجدات اللاتي لم يكن لهن سعر في سوق الجنس ومن ثم دفنوهن في مقبرة جماعية مع متعلقاتهن الشخصية من عصي يتكأن عليها ونظارات .
بتاريخ 12 يناير 2016 زار قضاء شنكال فريق من المفوضية العليا لحقوق الانسان العراقية لرصد واقع المدينة وانتهاكات حقوق الانسان ومن ضمنها مراقبة المقابر الجماعية لضحايا المكون الأيزيدي وجاء فيها مايخص مقبرة صولاغ الخاص بالنساء الايزيديات[4] وجاء في جزء من تقريرهم ( ثم اتجهنا الى مقبرة الفتيات و النساء قرب معهد صولاغ ، و حسب قول شهود عيان من قوات البيشمركة والاسايش و ذوي ضحايا تحتوى على رفاة اكثر من 80 شخص من النساء الالتي يتراوح اعمارهن من 40 سنة فما فوق تم رميهم برصاص واعدامهم ودفنوا في حوض اسماك قرب المعهد وتم فصل الفتيات الالتي عمرهن اقل من 40 سنة وخطفهم و اعتبارهم سبايا .)
وفي سياق متصل اكدت الناجية نادية مراد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام 2018 في احدى تصريحاتها الاعلامية بان معهد صولاغ الذي جمع فيه تنظيم داعش الارهابي الفتيات الايزيديات وقتل فيه النساء المسنات سيتحول الى متحف لكونه كان شاهداً على جرائم بشعة بحق النساء ولموقعه الجغرافي القريب من مركز القضاء وسيحتفظ هذا المتحف باشياء تتعلق بالإبادة الايزيدية من دلائل ابادة حقيقية ويذكر ان والدة الناجية نادية مراد ايضا من ضمن النساء الموجودات في المقبرة.
شاهد عيان على المجزرة [5]
الشاب الإيزيدي سيف مطو الذي اختطف مع أفراد عائلته على يد مسلحي تنظيم “داعش” في 15 آب /أغسطس 2014 من قريته كوجو التابعة لقضاء شنكال / سنجار، وحرر من براثن “داعش” في مدينة “الرقة” معقل التنظيم وعاصمته المزعومة في سوريا، مع شقيقه الأصغر في 27 آذار/مارس2017 ويسرد القصة قائلًا: ” فصلنا عناصر داعش نحن الأطفال عن أمهاتنا في معهد “صولاخ ” جنوب جبال شنكال /سنجار، وقتلوا الرجال والشباب، وتبقى تلك الصور المؤلمة عالقة في ذاكراتي دومًا حين اقتاد الداعشي “جبار”، السعودي الجنسية، بعض النساء خلف معهد “صولاخ” لتنهال رصاصاته ومن معه من المقاتلين الدواعش وتنهي حياة العشرات من أمهات الأطفال”.
ويضيف مطو قائلًا: “كنا نسمع أصوات الرصاص، ونرى الغبار الذي تثيره النساء المنتفضات في وجه أولئك الجلادين، حيث ارتكب التنظيم أول مجزرة جماعية بحق النساء، ليتم دفنهم في مقبرة جماعية”.
زيارتي الشخصية للمقبرة
برفقة الاستاذ حسين قاسم حسون عضو اللجنة العليا للتعريف بـالابادة الجماعية للكورد الايزيديين والمكونات الدينية والقومية الأخرى وضمن وفد الرابطة الدولية لعلماء الجينوسايد[6] قمنا بزيارة مسرح جرائم داعش في ناحية سنوني وقضاء سنجار ” شنكال” وذلك بتاريخ 13 يناير 2016 للاطلاع عن كثب اثار جرائم داعش بحق الايزيديين وجمع الادلة من خلال زيارة المقابر الجماعية واللقاء بالناجين والناجيات من براثن ارهابيي داعش ورصد كافة الانتهاكات بحقوق الطفل والمرأة ،فضلا عن تدوين معاناة النازحين في المخيمات فضلا عن زيارة بعض المقابر الجماعية ومن ضمنهم هذه المقبرة .
وقد اعلن الوفد الزائر في معبد لالش المقدس يوم الاربعاء 13 يناير / كانون الثاني 2016 ،ما حدث للايزيدية هي جريمة ابادة جماعية ومن ثم قامت الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية ،هي أكبر منظمة دولية لخبراء الإبادة الجماعية في العالم ، بطلب الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء فيها ليعلنوا أن الجرائم المرتكبة من قبل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (ISIS) المعروف أيضا باسم داعش ، تشكل إبادة جماعية في انتهاك للاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.
قائمة باسماء النساء المغدورات
ارسل لي الناجي من مجزرة كوجو السيد ادريس بشار سلو[7]، مشكورا قائمة باسماء 71 امرأة ايزيدية من قرية كوجو من مجموع 78 امرأة تم قتلهن ودفنهن في هذه المقبرة ،بتاريخ 16 اغسطس 2014 ،وذكر الناجي ادريس بشار ، ان 7 منهن ليسوا من اهالي كوجو ،عليه نجهل اسمائهن وهويتهن لازالت مجهولة .
ملاحظات :
1: السيدة وحيدة ابراهيم ، عمرها 32 سنىة و كانت تحمل في بطنها جنينا.
2: اكبر ضحية هي المرحومة اليفة اسماعيل لوكو، كان عمرها قد ناهز ال 95 سنة.
3: وجود 7 من الاسماء اعمارهن يناهز ال 80 سنة
4: وجود 10 منهن يناهز اعمارهن ال70 سنة .
5: اصغر ضحية هي المرحومة ناهيدة حسين خلف وهي كانت بعمر 27 سنة .
6: وجود اسم والدة الناجية نادية مراد من بينهن وهي المرحومة شمي صالح امان .
اسماء الضحايا
1. كوجر حسين مطو – مواليد 1962
2. نسيمة ابراهيم خلف- مواليد 1964
3. هزو جدعان حولو – مواليد 1955
4. ونسة احمد يوسف – مواليد 1952
5. عدلان رشو ابراهيم – مواليد 1957
6. عمشة احمد عزيز- مواليد 1964
7. كوري عمو سلو – مواليد 1964
8. خنسي عمي صالح- مواليد 1956
9. شاهة سعدو خلف- مواليد 1971
10. وحيدة ابراهيم ( حاملة بطفل ) – مواليد 1982
11. اسمر اسماعيل لوكو – مواليد 1955
12. حنيفة قاسم مطو- مواليد 1930
13. زريفة عذيب مراد- مواليد 1944
14. نعام كيجو عزيز- مواليد 1963
15. وضحة خضر عذيب- مواليد 1972
16. غزال سعدو خلف- مواليد 1966
17. شيرين قاسم خديدة – مواليد 1949
18. غزالة عمي صالح- مواليد 1954
19. منيفة جلو مراد- مواليد 1949
20. نوري ملحم حمد- مواليد 1940
21. ساري خلف حنشل – مواليد 1956
22. هجو مكري صالح- مواليد 1940
23. زيري حسن مراد- مواليد 1938
24. حنيفة خلف شرو – مواليد 1931
25. شمي قاسم حاونج- مواليد 1965
26. فرحة خلف اوسو- مواليد 1928
27. خاتي خديدة خلف- مواليد 1972
28. نصاف رفو مكري- مواليد 1963
29. لالي برجس اوسو- مواليد 1940
30. غزالة صالح امان- مواليد 1936
31. كوري فارس محمد- مواليد 1957
32. زلي ابراهيم خلف – مواليد 1951
33. وضحة احمد عزيز – مواليد 1949
34. محبت شاوردي جاجان- مواليد 1964
35. فاطمة خلف حنشل – مواليد 1953
36. ناهيدة حسين خلف – مواليد 1987
37. زريفة قاسم حاونج- مواليد 1954
38. حنيفة حولو علو- مواليد 1936
39. مسري حميدان- مواليد 1949
40. نصاف عذيب مراد- مواليد 1956
41. فطومة علي برجس- مواليد 1955
42. وضحة الياس حسو – مواليد 1969
43. عدي عباس قلسم- مواليد 1952
44. وضحة خلف احمد- مواليد 1957
45. غزالة خلف احمد- مواليد 1951
46. مصري ابراهيم خلف- مواليد 1950
47. شمي صالح امان- مواليد 1953
48. ليلى فارس محمد- مواليد 1973
49. مسري كتر محمد – مواليد 1973
50. نورة اسماعيل لوكو- مواليد 1939
51. اليفة اسماعيل لوكو- مواليد 1919
52. اديبة برجس اوسو- مواليد 1956
53. غزالة عباس قاسم- مواليد 1964
54. نعيمة قاسم خلف- مواليد 1958
55. وضحة جاسم قاسم- مواليد 1947
56. غزالة جياد حسن- مواليد 1964
57. سميرة صالح قاسم- مواليد 1966
58. هزو قاسم مطو- مواليد 1946
59. زريفة خلف كلو- مواليد 1935
60. ويسي بشار جزاع- مواليد 1944
61. سهو عيسى قاسم- مواليد 1958
62. نيسان خلف علي- مواليد 1960
63. عدي عزو اوسو- مواليد 1930
64. خفشي ابراهيم امان- مواليد 1944
65. حليمة خلف احمد- مواليد 1966
66. بسي سعدو برجس- مواليد 1984
67. فاطمة حجي ملحم – مواليد 1946
68. ميان اوصمان عفدي- مواليد 1932
69. كلي مجو خلف- مواليد 1925
70. اليفة حسين قاسم- مواليد 1963
71. ميتة برجس اوسو- مواليد 1930
الهوامش:
ملاحظة: هذا المقال جزء من مبحث ضمن كتاب الخامس ضمن سلسلة “داعش والابادة الجماعية ضد الايزيديين ) من المؤمل ان ينشر في نهاية عام 2019 .
1: أدناه بعض الإحصائيات التي تُبين حجم وهول الجريمة : قتل داعش في ذلك اليوم ما يقارب (1300) شخص من الأهالي الأيزيديين العزل، وسبيَّ أكثر من (6417) شخص؛ منهم الإناث (3548) والذكور (2869)، حيث تم بيع النساء لاحقاً في أسواق النخاسة علناً، في كل من الموصل وتلعفر والرقة ودير الزور … كما نزح نحو (340,000) أيزيدي من سنجار، و(60,000) آخرين من بعشيقة وبحزاني ومناطق أخرى إلى إقليم كردستان، قسم منهم لجأ إلى تركيا وسوريا.كما قام تنظيم داعش بتفجير (68) مزار ومرقد ديني أيزيدي، وكذلك تم نهب العديد من القرى الأيزيدية من قبل ساكني القرى العربية المجاورة، وتحت أنظار شيوخ العشائر العربية وحماية مسلحي داعش.
من بين (6417) مختطف ومختطفة من الأيزيديين،وبمساندة من قبل المكتب الخاص للسيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان، تم لغاية الآن تحرير (3322) شخص، منهم (1156) نساء و (337) رجال و (956) أطفال إناث و(873) أطفال ذكور، وبذلك يكون قد بقى لحد لحظة كتابة هذا الكتاب؛ ما يقارب (3059) في أيدي إرهابيي داعش، منهم (1436) أناث و (1659) ذكور، وبحسب مصادرنا فإن هنالك ما يقارب (1600) طفل وشاب يتم تدريبهم حالياً على القتال والعمليات الإنتحارية.
اما عدد الأيتام، الذي أفرزته تلك غزوة داعش فيبلغ (2745) طفل. كما بلغ عدد المقابر الجماعية المكتشفة لغاية اللحظة هو (69) مقبرة، ناهيك عن عدد كبير من القبور المنفردة، والمئات من الجرحى والمعوقين، والأف المرضى النفسيين؛ نتيجة لمعايشتهم عمليات قتل ذويهم، ومعاناتهم من التعامل السيئ لمقاتلي داعش لهم، وتعرض النساء والفتيات والقاصرات إلى عمليات الإغتصاب. ( من تقرير اعده مؤسستي دمدم للاغاثة الانسانية والايزيديين في هولندا وتم رفع التقرير الى الامم المتحدة في مارس 2018 معتمدين على احصائيات المديرية العامة لشؤون الايزيديين في حكومة اقليم كوردستان العراق ).
2: قرية كوجو تقع جنوب مركز قضاء شنكال (23) كم وهي تابعة إلى ناحية قيروان ، قضاء شنكال، وقد تعرضت إلى أبشع جريمة في التاريخ، يوم 15-8-2014 حينما دخلت إليها قوات الدواعش بقيادة أميرهم أبو حمزة الحميدي،( المصدر من منشورات الباحث داود مراد ختاري ).
3: من ضمنهم الناجي ( كجي عمو سلو ،الذي كتب الوثيقة المعلوماتية اعلاه ) .
4: تقرير المفوضية العليا لحقوق الانسان الصادر في بغداد 2016
5: نشر اللقاء في موقع ايزدينا بتاريخ 15 سبتمبر 2018 . http://www.ezdina.com/2018/09/Reportag-Ezidi65.html
6: الوفد كان مؤلفا من البروفيسورة الامريكية “أليسا يودن فون فوركن” النائب الاول لرئيس الرابطة والبروفيسور الكندي “كيجل أندرسون” نائب الرئيس الثاني للرابطة ومنسق الدراسات للاباده الجماعيه والبروفيسورة الارجنتينية ” ايرينا فيكتوريا” عضو في الرابطة وأستاذة في جامعه بوينس آيرس الارجنتينية وقد قدموا الى اقليم كوردستان بالتنسيق مع الناشطان ” كامل زومايا و حسو هورمي.وزار الوفد المناطق المسيحية واللقاء بالنازحين.
7: الناجي ادريس بشار سلو تولد 03-11-1970 وقتل 6 افراد من عائلته و20 شخصا من اقربائه و تم خطف ” 7 ” اشخاص من افراد عائلته و لايزال 4 فردا من عائلته مختطفين لدى داعش ونجا من المجزرة بعد ان اصيب ب 4 طلقات نارية في 15 اغسطس 2014 وبعد اربعون يوما من الالم والرعب والعذاب يصل الى بر الامان في اقليم كوردستان بتاريخ 23 سبتمبر 2014 وهو ناشط في مجال انقاذ المختطفات وقد حصل على جائزة “الام تريزا لعام 2018 “مناصفة مع الناجية ” ليلى تعلو “.