حينماصرح ترامب ,قبل قرارانسحاب قواتهقائلا عندما ترقص الفيلة,فعلى الصغار ان يبتعدو من المكان ,فهم من سياق وتوقيت تصريحه في حينه بانه كان يعني بدواعش اردوغان,ولكن نرى اليوم بان اردوغان قد ساق معه دواعشه الى جبهات القتال,اذن من كان يعني به ترامب ؟
اليوم بات روزئافا امام هجمة شرسة من قبل كل ظلامي العصر ابتداء من اردوغان ودواعشه مرورا بالغرب المتبجح بديموقراطيته وانسانيته ,وانتهاء بامريكا عاهرة السياسة وان كانوا لا يحاربون روزئافا بصورة مباشرة ,ولكن لولاهم لما تجراء ويتجراء اردوغان بالتقدم صوب روزئافا
ولن تنطلي علينا دموع التماسيح حين تذرفها فرنسا او من على شاكلتها لاننا نعلم علم اليقين بان فرنسا و بريطانيا كانتا تستطيعان القيام بالكثير لوكانتا صادقتين في تصريحاتهما العاطفية, كطرح المشكلة في الامم المتحدة او على الاقل تبني مشروع حظر الطيران فوق شرق سوريا وشمالها لانهما عضوان فاعلان في مجلس الامن
اليوم ستجتمع الفيلة في ساحة الرقص ,وستبدا حفلتهم لتنتهي في الاخير تتويج من سيكون نجم الحفلة وراقصها الاول لكي يقدم له اكبر قطعة من الكعكة السورية والتي انتظروها بعد سنوات عجاف ,ولكن يجب ان لا تنسى الفيلةبانهم وبالرغم لاستحضارهم
لساحة الرقص وترتيبها,الا ان هناك واجباتا وامورا يجب على الراقصين التفكير بها قبل نزولهم الى ساحة العرض ,فيا ترى هل الساحة قد حهزت كما لو ان كل الامور قد اكتملت ابتداءا من مستلزمات الديكور الى شد الحبال على كل اطراف سورية ليجر كل واحد حصته وانتهاءا الى حضور الجوقة الموسيقية,من دون ان يفكر احد منهم التفكير ولو قليلا باتراحها ايضا وليس افراحها فقط!لانه, لا يمكن للانسان السوي العاقل ان يسير في طرق الحياة حتى وان كانت الطرق معبدة كذلك ,من دون ان يفكر بالعواقب ايضا ,لذا اقول ليس كل من هز قفاه براقص,ولا كل من لم يدعو الى الحفل بناقص!!فمن الممكن بان الذي صعد الى منصة الحفل بداء العظمة مهوس مهلوس,والذي استبعدخارج الحفل يجب ان يرفع في وجهه السيف والفاس,وهكذا ومع الفرق الكبير في عدم تكافئ القوات عددا وعدة الا ان الهجوم على روزئافا سوف لن تكون نزهة
ان الامريكان قد شدوا حبالهم في كل اطراف سورية الان,وها نرى بانها ستبتعد من ساحة الحلبة لتستمتعبالتفرج فقط الى ذلك الصراع الجنوني بين المهوسين من الاتراك والروس والايرانيين والسوريين اضافة الى قوات سوريا الديموقراطية,فهؤلاء هم اللاعبون
الاساسيون في الساحة السوريةوقد تركت امريكا الحبل على الغارب وذلك لكي يتسابق الجميع للوصول اليه اولا ,على امل في تثبيت موطئ قدميه بصورة اقوى
بما ان اردوغان يعتبر اول المدعويين الى هذه الحفلة
اذن عليه ان يكون اول المبادرين في ان ينتزع الحبل من دون الجميع,لان امريكا هي التي اوكلته بانجاز بقية المهمة (مهمةانهاء الدواعش وربما يكون اول الخاسرين ايضا,كاءن يكون هذه الدعوة مصيدة له وان ارى ذلك احتمالا ضعيفا
يا لسخرية القدر حينما يوكل مهمة اجتثات الدواعش لداعشي ادعش من الدواعش,لاردوغان عرابهم في المنطقةوحاميهم,لقد سمعنا بالمثل الذي يقول حاميها حراميها ولكن لا اظن بان احد قد سمع بهذا المثل الذي يقول حراميها حاميها ,انني على يقين بانه حتى اردوغان نفسه وقرينته ضحكا ملئ شدقيهما معا حينما سمعا باناطة المعتوه ترامب لهذه المهمة له
ولكن كن على ثقة تامة يا اخر سلاطين ال عثمان,مهماابتسم لك اليوم ترامب, فسوف ياتي قريبا ترامب اخر على صنوانه ودواعشه سياتي لينشر في ارضك الفساد والخراب
بما ان قرار ترامب كان فجائيا جدا ليس للمعنيين في سوريا فقط ,بل جتى
لوزارة الدفاع الامريكية كذلك ,ولكن مع هذا لا اظن ان يكون قرار كهذا بعيدا من سياسي
الدولة العميقة في امريكا
هنا سادلو بدلوي انا ايضا في ما اتوقعه من خلال نظرتي المتواضعة وما ستؤول اليه نتائج الحفلة بالرغم من ان كبار الاستراتيجيين العالميين اصابهم الهلع من هول هذه القنبلة التي فجرها ترامب والتي كانت مفاجاة للعالم اجمع
اولا ان ترامب جاد كل الجد في تسليم شرق الفرات الى السلطان اردوغان او على الاقل الشريط الجدودي بعمق لا يقل عن 30 كيلومترا,وهنا يظهر مدى دجل وافتراءات ترامب و اردوغان ,اذ كيف يجتث اردوغان الدواعش اذا لم يذهب بجيشه الى الجنوب السوري حيث يوجد ما تبقى من فلول الدواعش هناك
ثانيا ستلتزم كل الدول التي تتبجح بالديموقراطية وحقوق الانسان بالصمت ازاء هذا الهجوم البربري على روزئافا من دون عناء نفسها حتى ولو بادانة خجولة,
ثالثا ان روسيا قد تماهت كثيرا خلف اجندات اردوغان طمعا في ان تستميل اردوغان الى صفها وتبعده عن الناتومن دون ان تعلم بان تركيا ومنذ تاريخ اتاتورك قد اشراءبت راسها نحو الغرب ولا زالت,ولقد رضعت من حليب الغرب منذ ان كانت رضيعة
رابعا بانسحاب امريكا من شرق الفرات وضعت روسيا في موقف محرج جدا وحشرها في زاوية ضيقة,لانها تبدو في موقف غير قادرة لا على تحجيم الهجوم التركي ولا قادرة في القيام بما تملي عليها واجباتها الامنية تجاه سوريا للحفاظ على شرف سيادة سوريا الوطنية ,ولا قادرة على لجم المربط الايراني ايضا,وربما كان ذلك كاحدى اهداف ترامب لخلط الأوراق بين الجميع واحرا ج روسيا امام حلفائها الاستراتيجيين,وهنا اذا لم تتحرك روسيا وبما يملي عليها واجباتها تجاه نفسها ثم تجاه سورية ايضا لانها تعتبر نفسها كند لامريكا فستفقد هيبتها وثقلها امام شعبها ناهيك امام الشعب السوري ايضا
خامسا من المحتمل ان تشجع روسيا ايران في الاصطدام مع تركيا وان كانت بصورة غير مباشرة,وحينها سوف تنفتح ابواب جهنم في كل المنطقةهذا ما تتمناها امريكا ايضا ويعد احدى الأسباب الرئيسيةبانسحابها المفاجئ للجميع من روزئافا
سادسا قوات سوريا الديموقراطية ستكون الخاسرة الاكبر دون الجميع ,لانها ستفقد كل مكتسباتها العظيمة التي حققتها في السنين الماضية
وتقربها الان وفي هذه الظروف العصيبة مع النظامهو عين الصواب
سابعا مع تاكيدي في اغلب كتاباتي السابقة ومنذ 2013
بان الدواعش ماهم الا اولادا غير شرعيين لامريكا,فقد برهن ترامب خاصة بعد قراره الانسحاب من سورية وقبل انهاء فلول دواعشه ودواعش شريكه اردوغان بما لا يقبل الشك بانه كذلك,ولكن كنت مخطئا حينما كنت اعتقد بان علاقة اردوغان بامريكا كعلاقة تاجرين حينما يختلس المرؤوس من رئيسه,ولكن ظهر جليا بان اردوغان كان يختلس ما يختلس امام روؤساه علانية وامام ناظرهم,اي ان كل ما كان يفعله اردوغان من دعم لوجستي من مال وسلاح للدواعش كانت بعلم امريكا وموافقتها,والا ما معنى حينما اوشك الانقضاض على اخر جيب للدواعش ,فجاة ينتفض ترامب ليعلن انسحاب قواته ثم يوكل مهمة اجتثاثهم لراعيهم وحاميهم وينفض شراكته مع من ابلوا بلاءا في الانقضاض على دواعش ترامب واردوغاناذا لم يكون نية دولة ترامب العميقة فيانعاش دواعشه
او انتاج ماركة جديدة من الدواعش ربما بمواصفات اقوى واخطر,هنا اكرر ما
ذكرته سابقا بان بوش الابن لم يصرح عبثا في خطابه عند احداث -11ايلول
بان القرن الواحد والعشرين سيكون القرن على الارهاب-سيكون قرنا وليست سنينا
ان الساحة السورية ستكون في قادم الأيام حبلى بالمفاجات كما كانت لان ساحتها كانت مكانا لمعارك كانت تشبه الى حد كبير كمعركة بين السكارى كما نوهت اليها في مقالة سابقة لان لااحد منهم يعلم من يضرب من ,ومن يضرب من قبل من ؟وهكذا اختلط الامر عند المرء في الساحة السورية كذلك
اليوم باتت تجربة روزئافا امام هجمة مغولية شرسة,وخطر محدق ,ليس لانهم يتقاعسون في الدفاع عنها ,ولكن لاسباب ذاتية وأخرى خارجية خارجة عن ارادتهم ,فالاسباب الخارجية منها
اولا عدم تكافئ ميزان القوى بكل المقاييس وطبيعة اراضي الاشتباك السهلية وافتقارها الى الموانع الطبيعية كالجبال مثلا يحول عليهم ابداء مقاومة شرسة كمقاومة سيدة المدائن عفرين الجريحة ,ناهيك بان الحرب الجبهوي ليس في صالح قوات -قسد-بكل المقاييس
ثانيا ان موقع روزئافا المغلق على نفسه سيسهل للعدو التركي محاصرتهم في جغرافية ضيقة اضافة الى انه محاط من كل الجهات بالاعداء
ثالثا العدد الهائل من المدنيين يسبب لهم مشكلة كبيرة امام همجية القوات التركية ووحشية دواعشها واحداث مدينة عفرين المجروحة لازالت ماثلة في العيانللاستهداف المتعمد للاهالي العزل
رابعا ومع كل هذه العوامل والتي في غير صالح معركتهم عددا وعدة ,الا اننا يجب ان لا ننسى الجاتب المعنوي للمقاتل الابي والمتسلح بايمان قوي بقضيته ومبادئه والذي لا يضاهيه اي سلاح اخر,وان ساحات المعارك في روزئافا لا زالت كمشاعل تضيئ سماءها كذكرىيستمدون منها قوتهم الكامنة في سواعدهم ليدافعوا بكل عنفوان عن شرفهم وعرضهم وارضهم الامنة,
اما الاسباب الذاتية فمن الافضل ان تكرس لها مقالة خاصة
واخر كلمة يجب ان تقال لهم واكررها دائما الا وهي
مهما نشيد بمقاتلاتكم ومقاتليكم من شدة باءسهم ومراسهم -وقوة شكيمتهم وايثارهم -وتضحياتهم -وحملهم وتحملهم -فالفضل والحنكة كله يعود لتلك القيادة الفذة التي صنعت اولئك الصنديدات والصنادين اللواتي والذين- لا يقهرن ولا يقهرون -,يكفي بان جنرالا امريكيا عندما التقى بهن وبهم وراءى ملاحمهن وملامحهم اصابه الذهول من فرط دهشته واعجابه باولئك المقاتلات وابدى رغتته الشديدة في نقل تجربة اولائك المقاتلات الى داخل الجيش الامريكي وتعميمها على المجندات هناك,ولهذا يجن جنون السلطان العثماني كلما يطرق الى مسامعه انتصارات روزئافا ولفرط حقده على كلمة الكورد فهو في كامل الاستعداد لبيع كل تركيا ثمنا لعدم ظهور كيان ككيان روزئافا
ولولم يعمي كلمة الكورد بصره وبصيرته لما طلب الاونة الاخيرةمن شركة غوغل في ان يزيل كلمة كوردستان من على خرائط غوغل في الشبكة العالمية العنكبوتيةللانترنت