استشرى الفساد في مؤسسات الدولة العراقية بمختلف المحافظات بشكل كبير، فلن تخلو مؤسسة من سرقات مالية كبيرة واختلاس مبالغ “لا تعد ولا تحصى” لاسيما أن العراق ومنذ قرابة 20 عاماً هطلت عليه الأموال من “كل حدب وصب”.
الفساد لم يختص بمحافظة دون غيرها، الا أن ما حصل من سرقات لاسيما في المحافظات الغربية لاسيما الانبار، بعد تحرير أراضيها من دنس “داعش” “تُحير العقول”.
رئيس هيئة النزاهة الاتحادية، حيدر حنون، أكد استرداد مبلغ 5 ملايين دولار من رئيس هيئة التقاعد السابق في الانبار، فيما أكد أن الهيئة مستمرة في اجراء الصولات ضد الفاسدين.
المبلغ المسترد اثار جدلاً واسعاُ لدى الطبقات السياسية والشعبية، وسط تساؤلات عديدة، اذا كان مدير هيئة صغيرة قد سرق هكذا مبلغ، فكم حجم السرقات بالمؤسسات الكبرى؟.
تحالف الانبار الموحد، عد المبالغ المالية التي استردتها هيئة النزاهة من رئيس هيئة التقاعد بمحافظة الانبار “لا تسوي شيئاً” لحجم السرقات الأخرى، فيما وجه طلباً للحكومة الاتحادية.
ويقول القيادي بالتحالف، محمد دحام، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “قضية الفساد في الانبار تختلف عن كل المحافظات العراقية الأخرى، باعتبار أن هناك أرقاما فلكية وسرقات لا تقدر بثمن”.
ويضيف، أن “المبلغ المالي الذي تم استرداده من رئيس هيئة التقاعد السابق بالأنبار، والذي يقدر بـ5 ملايين دولار وان كان كبيراً، الا أنه لا يسوي شيء لحجم الأموال الأخرى المسروقة في الانبار”.
ويطالب القيادي بتحالف الانبار، هيئة النزاهة بـ”الكشف عن إيرادات الانبار منذ عام 2018 ولغاية اللحظة لاسيما الداخلة الى المحافظة، وتتبع هذه الأموال وتحديد الجهات التي حصلت عليها”.
ويبين دحام، أن “هناك شراكات وتخادم وأحزاب سياسية وشخصيات نافذة هي من رتبت لهذه السرقات، فمن المستحيل أن يقوم رئيس هيئة تقاعد بدرجة رئيس قسم بسرقة مبلغ بهذه القيمة.
ويتابع حديثه، قائلاً: “هيئة النزاهة تثبت الان صحة التصريحات والمعلومات تتحدث عن ملفات الفساد الكبيرة وحجم الأموال المستحوذ عليها، وتم الإعلان عنها سابقاً”.
بدوره، وجه مركز القمة للدراسات الاستراتيجية، طلباً للحكومة الاتحادية وهيئة النزاهة بشأن الفساد في الانبار، فيما عد حجم الفساد بالمحافظة “أكبر من بقية محافظات”.
ويذكر مدير المركز، حيدر الموسوي، في حديث لـ/ المعلومة /، إن “استرداد هيئة النزاهة الاتحادية مبلغ 5 ملايين دولار من رئيس دائرة لربما تكون فرعية صغيرة بالأنبار، تعطي إشارة واضحة لحجم الفساد الموجود في المحافظة”.
ويطالب الموسوي، الحكومة وهيئة النزاهة، بـ”إجراء تحقيق شفاف مع جميع المؤسسات الموجودة في الانبار، عبر تنسيق ما بين الهيئة ولجنة النزاهة النيابية”.
ويؤكد مدير مركز القمة “ضرورة أن تأخذ الحكومة بنظر الاعتبار هذه القضية”، متسائلاً: “ما حجم السرقات الموجودة في مؤسسات الانبار، اذا كانت دائرة فرعية صغيرة تكشف داخلها سرقات تصل لـ5 ملايين دولار؟”.
ويلفت الموسوي الى، أن “الفساد أصبح قاعدة واستشرى في جميع المحافظات العراقية ليس فقط بالأنبار، الا ان حجم الفساد الموجود في هذه المحافظة هو اكبر من غيره”.
الحرب ضد الفساد التي شنتها الحكومة برئاسة، محمد شياع السوداني، يبدو أنها وجدت طريقها جيداً، من خلال محاربة هذه الآفة الخطرة والتي حاصرت المحافظات الغربية منذ ستة أعوام، فبدءًا من صندوق الاعمار وصولًا لدائرة التقاعد مرورًا بفساد مؤسسة الشهداء.
