في کل مرحلة وفترة مرت على النظام الايراني هناك ثمة أمر أو قضية عانى أو يعاني منها، ولکن لم يسبق له وإن عانى من أمر وقضية أقضت مضجعه وأصابته بصداع مستمر کما هو الحال في خطة مريم رجوي ذات العشرة نقاط لإيران مابعد إسقاط النظام.
معاناة النظام المريرة من هذه الخطة، هي إنها إضافة الى کونها تٶسس لإيران مسالمة وبناءة تمارس دورها العالمي والاقليمي بکل سلاسة وشفافية، فإنها شهدت وتشهد ترحيبا دوليا متزايدا وصارت الدعوات أکثر من کثيرة من حيث دعمها وتإييدها، ولايکاد يمر مٶتمر أو مناسبة تتعلق بالاوضاع في إيران إلا ويجري الإشارة إليها وإعلان دعمها وتإييدها.
خلال تجمع إيران الحرة 2023، کانت خطة مريم رجوي ذات العشرة نقاط، واحدة من أهم محاور المواضيع الاساسية التي تم طرحها خلال الاجتماعات التي جرت على مر الايام الاربعة للتجمع.
الترکيز العالمي على هذه الخطة، تأتي من حيث إنها بمثابة أفضل خارطة طريق وأفضل منهاج سياسي لإيران مابعد نظام ولاية الفقيه الذي أثر سلبا على الاوضاع في إيران من مختلف النواحي، ونقاط هذه الخطة تفتح الطريق أمام إيران قوية ومستقرة ليست في خدمة شعبها فقط وإنما في خدمة السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
أکثر مايثير غضب النظام الايراني ويجعل قادته ومسٶوليه يشعرون بالخوف والقلق، هو إن خطة مريم رجوي ذات العشرة نقاط شهدت وتشهد قبولا واسع النطاق من الاوساط والمحافل السياسية ولاسيما برلمانات العالم والشخصيات السياسية والثقافية والعلمية، حتى يمکن القول بأنها قد تجاوزت کل الحدود من حيث مقبوليتها وصار العالم يتطلع الى جعلها أمرا واقعا في إيران الغد، وهذا مايدعو الى مضاعفة دعم وتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام خصوصا وإن هناك برنامج سياسي عملي لإيران مابعد هذا النظام بحيث يعيدها الى دورها الطبيعي والبناء المنتظر منها.
خوف النظام يتزايد يوما بعد يوم من هذه الخطة ولاسيما وإنها تجسد آمال وتطلعات وطموحات الشعب الايراني وتجعلهم ينعمون بنظام سياسي عملي وواقعي يضع حدا لآلامهم ومعاناتهم من جراء الحکم الدکتاتوري البغيض للنظام الملکي ومن بعده للنظام الديني المتسبد، والاهم من ذلك إن هذه الخطة هي بمثابة محور أساسي لمعظم الانتفاضات التي إندلعت بوجه النظام وخصوصا الانتفاضات الثلاثة الاخيرة.
